لا يمكنك أن تفصل المكان عن الناس. المكانُ مُجرداً هو جغرافيا. مجرد هياكل. عندما يحضر الناس يتغير مفهوم المكان. كل حجر له حكاية. كل حكاية تستولد حكايات. يغيب الناس، تغيب الحكاية.
لا يمكنك أن تفصل المكان عن الناس. المكانُ مُجرداً هو جغرافيا. مجرد هياكل. عندما يحضر الناس يتغير مفهوم المكان. كل حجر له حكاية. كل حكاية تستولد حكايات. يغيب الناس، تغيب الحكاية.
العلاقة بين ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وولي عهد الإمارات محمد بن زايد ليست على ما يرام، فهل الأزمة التي تمر بها العلاقات السعودية ـ الإماراتية عابرة أم بنيوية، وما هي إرتداداتها على لبنان تحديداً؟
أن يُعلن سعد الحريري "التكامل" مع نبيه بري ويقول "سعد الحريري يعني نبيه بري ونبيه بري يعني سعد الحريري" فهذا يشتق وجهة جديدة في الصراع السياسي اللبناني: إصطفاف إسلامي يرأب الصدع السُني ـ الشيعي الذي استطال زمناً، مقابل إصطفاف مسيحي يُنعشه ويغذيه جبران باسيل بدعوى "حقوق المسيحيين"!
لم يعد إعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري هو القضية. كتاب الإعتذار بات جاهزاً. المسألة تتصل بالتوقيت.. والتوقيت له عناصره المحلية والخارجية. تظهير القرار يتبدى خلال الأيام القليلة المقبلة.
من يُقارن بين وضعية سعد الحريري السياسية ـ النفسية، قبل جلسة مجلس النواب المخصصة لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية وبعدها، يستنتج أن حياة سياسية جديدة كُتبت لرئيس كتلة المستقبل النيابية بإدارة نبيه بري ونتيجة عناد ميشال عون ومن خلفه جبران باسيل، لكن في المحصلة لا حكومة في المدى القريب.
جرت العادة عندما تشتد الأزمات السياسية في لبنان، أن يعوّل البعض لبنانياً على تدخل عربي أو دولي، من أجل إيجاد قواسم مشتركة بين اللبنانيين. هذه المرة، لا أحد يبدو مؤهلاً في الداخل للعب دور توفيقي ولا أحد يسأل عن لبنان في الخارج.. وهو في طريقه إلى "جهنم" الموعودة!
لا بد من وضع أحداث طرابلس، في سلة "الحسبة" السياسية، بما يتجاوز المعطيات الميدانية، مع الأخذ بالحسبان وجع الناس المُشرع على إحتمالات جديدة ومناطق جديدة وأشكال من الإحتجاج لا أحد يُدرك مسبقاً شكلها.
أعطت المواقف التي أعلنها جبران باسيل، إشارة إلى أن ولادة حكومة في لبنان في هذه المرحلة باتت صعبةً للغاية، لكن الإشارة الأهم هي أن هذه الولادة ربما تصبح أصعب بكثير بعد 20 كانون الثاني/ يناير الحالي.
أوحت زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى القصر الجمهوري، اليوم (الإثنين) بتحريك المياه الراكدة في بركة تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة. هذا الإنطباع تبدده وقائع المشاورات التي سبقت الزيارة.
غداً ينقضي الأسبوع الأول على تكليف سعد الحريري برئاسة حكومة هي الرابعة، إذا نجح بتأليفها. بماذا تتميز مفاوضات التأليف عن سابقاتها وهل بلغت مرحلة متقدمة كما تشي بذلك التسريبات؟