تقف "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) عند منعطف خطير في سيرتها الطويلة المفعمة بالتحولات والتبدلات.
تقف "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) عند منعطف خطير في سيرتها الطويلة المفعمة بالتحولات والتبدلات.
سوف تريق التيارات الجهادية في شتى أنحاء العالم الكثير من الحبر، في سياق قراءاتها لمآلات التجربة الطالبانية، ولا سيما في العقدين الأخيرين، وذلك بناءً على ما التقطت راداراتها من إشارات، وصولاً إلى كيفية تعاطيها معها تحليلاً وتمحيصاً وانتقاءً.. وربما محاولة إستنساخ تجربتها.
شهدت نهاية العام المنطوي وبداية العام الجديد، كثافة في عمليات تنظيم "داعش" ضد الجيش السوري وقوات رديفة محسوبة على حليفه الايراني. وفيما كان التوتر الناجم عن ذكرى اغتيال قاسم سليماني يخيم على المنطقة، عرف تنظيم "داعش" كيف يستغل انشغال اللاعبين الاقليميين والدوليين من أجل تجديد نشاطه وتوسيع عملياته، كمّاً ونوعاً.
قبل حلول شهر رمضان من عام 2014، وبعد مضيّ ما يقارب ثلاثة أعوام من خلافة سلفه أسامة بن لادن، كثّف أيمن الظواهري زعيم تنظيم "القاعدة" جهوده لرسم خارطة طريق تضمن انتقال زعامة التنظيم بعد وفاته بسلاسة ومن دون خلافات داخل مجلس الشورى.
تردّد صدى مفاوضات السلام الأفغانيّة في كواليس المشهد الجهاديّ العامّ مسبّباً ردّات فعل غير متوقعة من مختلف الأطراف المعنية. وقد يكون السبب كامناً في الطبيعة الملتبسة لعلاقة حركة "طالبان" مع الجماعات الجهاديّة وعلى رأسها تنظيم "القاعدة".
بالرغم من أن فصيل "أنصار التوحيد" يعتبر من الفصائل الصغرى في إدلب وليست لديه الإرادة ولا القدرة على التأثير في المشهد بشكل جذري، إلا أن مسارعته إلى إعلان براءته من أية بيعات خارجية أو سرية، وخروجه من تحالفاته العسكرية السابقة، يمكن اعتبارهما بمثابة مؤشر مبدئي على تسارع الخطى الحثيثة التي تبذلها بعض الجهات لإيجاد مخرج من حالة الاستعصاء التي يرزح المشهد الإدلبي تحت وطأتها منذ اتفاق الخامس من آذار/مارس آذار بين موسكو وأنقرة.
هل يكون الشمال السوري على موعد مع مفاجآت سياسية وميدانية في الأسابيع المقبلة، برغم واقع الحذر الذي فرضه فيروس كورونا في جميع جبهات الصراع المشتعلة في المنطقة؟
يبدو أن ثمّة حملة منظمة تستهدف شيطنة "حراس الدين" تمهيداً لوضعه على قائمة التنظيمات المراد مواجهتها واستئصالها. ولم يشفع للأخير إصداره بياناً ينفي فيه علاقته بقتل الجنديين التركيين على طريق M4، فالماكينة الإعلامية واصلت تسليط الضوء على أدوراه المخربة للاتفاقات الاقليمية ونبش تاريخ جرائمه. فهل يكون كبش الفداء لتنفيذ اتفاق موسكو؟