
إذا لم يطرأ أمر إستثنائي، فإن وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي، يمضي في إتجاه تقديم إستقالته رسمياً، يوم غدٍ (الإثنين)، فهل هذه أولى إشارات الخريف الحكومي؟
إذا لم يطرأ أمر إستثنائي، فإن وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي، يمضي في إتجاه تقديم إستقالته رسمياً، يوم غدٍ (الإثنين)، فهل هذه أولى إشارات الخريف الحكومي؟
أعطى اللبنانيون لزيارة وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان، ما يشتهونه لها، سلباً أم إيجاباً، لكن الزائر الباريسي لا يحمل مبادرة ولا جديداً مفاجئاً. ما يريده الفرنسيون يحفظه اللبنانيون عن ظهر قلب. العبرة ليست في النوايا ولا في الخطط، بل في كيفية تنفيذها.
في نيسان/ أبريل 2020، قررت حكومة حسان دياب التعاقد مع ثلاث شركات دولية لأجل التدقيق في حسابات مصرف لبنان المركزي، وهذه الشركات هي KPMG وOliver Wyman و Kroll. لم تمض ساعات قليلة على إتخاذ القرار حتى بدأت مرحلة تجاذب إنحصرت حول هوية شركة kroll الأميركية.
في الشكل، تبدو الأبواب مقفلة لبنانياً. في المضمون، ثمة رسائل متبادلة، ويمكن القول إن مضمونها يشي بوجود فرصة لمنع تدهور الأمور بسرعة دراماتيكية. ماذا في التفاصيل؟
بينما كان مئات الشبان والشابات يتظاهرون قرب مطار بيروت الدولي منددين بمواقف الولايات المتحدة وسفيرتها في بيروت وزيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي كينيث فرانكلين ماكنزي إلى لبنان، حطّت طائرة خاصة على أرض مطار بيروت، ليخرج منها رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين، بعدما قررت الولايات المتحدة الإفراج عنه مؤخراً.
فعلها الرئيس اللبناني ميشال عون بعد طول إنتظار، مقتنصاً الفرصة، ولو متأخرة بعض الشيء، بعدما إستشعر حاجة الجميع إلى طاولة حوار يلتقون من حولها بعدما وجدوا أنفسهم متروكين لأقدارهم وأزماتهم، وكما يقول المثل الشعبي "القلة بتجيب النقار"، وهذا ما جعل الكل يشكو وتضيع المسافة بين من في الحكم ومن في المعارضة، بينما يجب أن يكون الكل مسؤولاً في هذه اللحظة الوطنية الإستثنائية.
لمناسبة مرور مائة يوم على نيل حكومة حسان دياب ثقة مجلس النواب، إنبرى شريط تلفزيوني، مصدره السراي الكبير، عُمّم على وسائل التواصل الإجتماعي، عنوانه "صرخة وطن"، وتتكرر في ثوانيه الخمسين صورة شخصيتين راهنتين: رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب وقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون. فهل يمكن أن تكون للشريط "قصة إخراجية" أبعد؟
عندما أسقطت الحكومة اللبنانية، قبل أقل من أسبوع، مشروع إقامة معمل كهربائي، في سلعاتا، قال مرجع لبناني كبير "هذه أولى الحسنات السياسية لحكومة التكنوقراط. لقد سقطت كل المعسكرات السياسية وصوّت مجلس الوزراء، لما يعتقد أنه يصب في خانة المصلحة العليا للبنان".
يقول الشاعر العربي الكبير نزار قباني: "ما دخل اليهود من حدودنا وانما.. تسربوا كالنمل من عيوبنا". هذه نماذج من الأواني المستطرقة للفساد والإسئثار من بيروت إلى بغداد.
صعود نائب رئيس الجامعة الأميركية الى سدة الرئاسة الثالثة يستهلك أفكاراً سياسية كثيرة. ما أطل هذا الرجل على اللبنانيين إلا شاكياً وناعياً. مرة شهر إفلاس الدولة. ثانية ظهّر ما يعتمل في صدور وعقول اللبنانيين لجهة فقدانهم الثقة بدولتهم ووطنهم. ثالثة جاهر بالإرتماء في أحضان صندوق النقد، ولكنه أضفى "تاريخية" على ذلك اليوم غير السعيد.