
بعد اثني عشر يومًا من المواجهة العنيفة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، انتهت الجولة باتفاق على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، جوهره الأساس تفادي انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
بعد اثني عشر يومًا من المواجهة العنيفة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، انتهت الجولة باتفاق على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، جوهره الأساس تفادي انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
في عامه الأول من ولايته الثانية، بيّن دونالد ترامب أنه عائد إلى الشرق الأوسط بأجندة أكثر صلابة تجاه إيران، محاولاً إعادة تشكيل النظام الإقليمي، وفقاً لمعادلة "السلام بالقوة" الأميركية التي يُردّدها منذ دخوله إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير 2025.
حتى لا يتكرر النموذج العراقي الذي تلا الغزو الأميركي لبلاد ما بين النهرين في العام 2003، تدعو سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتام هاوس"، في مقالة لها في "فورين أفيرز" الدول العربية إلى اتباع سياسة أكثر فعالية من أجل وقف التصعيد بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة لأن العمل الإقليمي المنسق "يُعدُ أمراً ضرورياً لمنع كارثة أوسع نطاقاً".. وإذا لم يتوقف الصراع، فلن يكون لدى الدول العربية الكثير لكي تفعله حماية لنفسها، على حد تعبير فاكيل.
أدخل الهجوم "الإسرائيلي" المباغت على إيران منطقة الشرق الأوسط في متاهة حربٍ لا أحد يستطيع التنبؤ لا بنتائجها ولا بتوقيت نهايتها. وبمعزل عن الضربة القاسية التي تلقتها إيران والمتمثلة بخسارة قادة عسكريين وأمنيين وعلماء نوويين إضافة إلى تضرر مواقع نووية ومنشآت عسكرية وحيوية، من السذاجة الظن أنها سترفع الراية البيضاء.. وإذا كان هذا الأمر مستبعداً، فما هي السيناريوهات المرتقبة؟
تحت عنوان "هكذا عملت الميليشيا المسلحة حكوميًا ضد إسرائيل وإلى جانب داعش.. تفاصيل جديدة" كتبت عيناف حلبي في "يديعوت أحرونوت" التقرير الآتي:
جسّدت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخليجية ذلك التحوّل الكبير الذي تشهده المنطقة العربيّة. تحوّلٌ أفضى بعد خمس عشرة سنة على ما سمّي "الربيع العربي" إلى هيمنة أمريكيّة - دون منافسة تقريباً - على مقدّرات المنطقة برمّتها. من اللافت للانتباه كيف عبّرت الزيارة عن تقلّص نفوذ الدول الكبرى الأخرى، ليس فقط روسيا والصين، بل أيضاً دول أوروبا الغربيّة، وبالتحديد بريطانيا وفرنسا وألمانيا. ومن اللافت للانتباه أيضاً كيف وضعت الزيارة حدوداً لنفوذ الدول الصاعدة في الإقليم، تركيا وإسرائيل، عدا عن احتواء النفوذ الإيراني.
لم تفلح الجهود المكثفة التي يبذلها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة، إذ اصطدمت تلك الجهود بمقاربة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسية، إلا أن ذلك لم يمنع واشنطن من استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع تمرير قرار داخلي يطالب إسرائيل بوقف الحرب وادخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة على غزة، أصبح "اليوم التالي" أحد أهم محاور النقاشات السياسية في كيان الاحتلال الإسرائيلي، وتمحور الجدل حول كيفية الرد على صمود الناس والمقاومة الفلسطينية، وكيفية مواجهة النتائج الاجتماعية والسياسية التي قد تترتب على تصاعد الأزمة في القطاع. هذه القضية لم تكن على خلافات داخلية بين كبار المسؤولين الإسرائيليين وحسب، بل امتدت لتشمل نقاشًا استراتيجيًّا معمقًا بين حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية.
"استمرار الحرب على غزة كارثة على إسرائيل: أخلاقياً ودبلوماسياً واستراتيجياً". هذا ما استنتجه الكاتب الأميركي في صحيفة "نيويورك تايمز"، توماس فريدمان، خلال زيارته الأخيرة إلى إسرائيل، ومن الإسرائيليين أنفسهم- الذين يمثلون اليسار والوسط، وحتى من بعض اليمين. وفي ما يلي نص المقال:
عرَّابُ "أوسلو" في لبنان. وَصْفُ "أبو مازن" بالعرَّاب لا يعفي الآخرين في قيادة منظمة التحرير. هؤلاء مسؤولون عن الانزياح الكارثي المتدرِّج والعلني عن خطِّ الثورة الفلسطينية منذ أربعةِ عقودٍ ونيِف. أمَّا الخفيّ في هذا المسار، فله حديثٌ آخر. ليس من العادي مُطلقاً أنْ تتصرَّفَ أيُّ ثورةٍ تحرُّريةٍ في العالـم بمنطـق الأنظمة السلطويّة السياسية والأمنيّة، أو أنْ تختار تكتيكاتٍ التوائيّةً تضرِبُ مسيرةَ الهدفِ الإستراتيجي. المسألة هنا في منتهى الخطورة، كونها تتعلَّقُ برأس قضايا عصرنا: قضية فلسطين.