لماذا تقود "حركة الجهاد الإسلامي" المواجهة الحالية في فلسطين، وأين حركة "حماس" من هذه المواجهة؟
لماذا تقود "حركة الجهاد الإسلامي" المواجهة الحالية في فلسطين، وأين حركة "حماس" من هذه المواجهة؟
الحرب التي أعلنتها إسرائيل على "حركة الجهاد الإسلامي" في فلسطين، ليست منفصلة عن سياق إقليمي ودولي، سواء من نوع التوتر الذي يلف الحدود البحرية مع لبنان، أو إحتمالات حدوث إختراق في مفاوضات الملف النووي، أو الإندفاعة الإيرانية نحو روسيا التي لا تبدو علاقاتها مع إسرائيل على ما يرام في هذه الأيام بسبب الحرب الأوكرانية.
بعد تمكن "إسرائيل" من اغتيال المسؤول العسكري في حركة حماس عادل عوض الله وشقيقه عماد وإستحواذها على الأرشيف العسكري للحركة، وضعت نصب عينيها كيفية إستهداف قادة آخرين ولكن وفق آليات عمل جديدة بين الأجهزة التي كانت تتنافس وتتصرف كـ"الدكاكين"!.
نشر الأكاديمي "الإسرائيلي" دنيال سوبلمان مقالة في "هآرتس" حذّر فيها من أن حزب الله يفضل في المرحلة المقبلة "الدفع بإسرائيل إلى حرب استنزاف، بهدف عرقلة، أو تأخير، أو منع تشغيل المنصة (كاريش)، من دون الانجرار إلى مواجهة واسعة".
لم تنته تداعيات "كارثة انصارية" في جنوب لبنان عام 1997 بالاطاحة بمدير "الموساد" في "إسرائيل" داني ياتوم، بحسب ما يروي الكاتب رونين بيرغمان، في كتابه "انهض واقتل اولاً، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الاسرائيلية"، بل تجاوزت هذا الأمر لتؤدي الى ما يشبه ورشة اعادة بناء الاذرع الاستخبارية كلها.
هبَّت عاصفة في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن حسمت حركة حماس خياراتها، وأعلنت إعادة تموضعها الكامل في المحور الممتد من طهران إلى دمشق وبيروت وصنعاء.
دائماً، يصل لبنان متأخراً إلى الإستحقاقات التي يُفترض أن تشكل تهديداً لأمنه القومي، سياسياً وأمنياً وإقتصادياً، وهذا الأمر يسري على كيفية تعامل كل الطبقة السياسية اللبنانية من دون إستثناء مع ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
من يُمارس السياسة بكلّ تشعباتها وفنونها، يعلم أنّ السياسي الناجح والحذق هو من يوسّع هامش مناوراته ومساحتها تحسبا للتحولات والمتغيرات، ولا يقفل على نفسه دائرة الخصومة بشكل مطلق وبالتالي يُضيّق خياراته؛ هذا تحديدًا ما أتقنه رجب طيب أردوغان خلال السنوات الماضية. كيف؟
"إيران على بُعد أسابيع قليلة من الوصول إلى كمية اليورانيوم المطلوبة للقنبلة النووية"، هذا ما يقوله رئيس وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، الجنرال عميت ساعر. "ليسوا هناك، لكنهم يقتربون وهذا مقلق جداً. هذه أكبر كمية جمعوها، وهذا أكثر وضع متقدم وصلوا إليه".
يواصل الكاتب رونين بيرغمان في هذا الفصل من كتابه "انهض واقتل اولاً، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الإسرائيلية" رواية تداعيات عملية ابعاد قيادة حماس من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى منطقة مرج الزهور في الجنوب الشرقي للبنان في 17 كانون الأول/ديسمبر 1992.