
مرّ عشرون يوماً على قمة آلاسكا التي ضمت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ولم تتوقف الحرب في أوكرانيا وسقطت التقديرات القائلة بقرب التوصل إلى تسوية لحرب ستدخل عامها الرابع بعد خمسة شهور.. إلا إذا حدث ما لم يكن في الحسبان.
مرّ عشرون يوماً على قمة آلاسكا التي ضمت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ولم تتوقف الحرب في أوكرانيا وسقطت التقديرات القائلة بقرب التوصل إلى تسوية لحرب ستدخل عامها الرابع بعد خمسة شهور.. إلا إذا حدث ما لم يكن في الحسبان.
تبدّد الكثير من زخم التفاؤل، الذي صاحب انعقاد قمة آلاسكا بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في 15 آب/أغسطس الجاري، وكذلك القمة التي عقدت بعد يومين في البيت الأبيض بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين.
خلال اجتماعه مع الرئيس الأوكرانى وقادة الدول الأوروبية الكبرى، وقادة الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو فى البيت الأبيض، كرّر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ادعاء النجاح فى وقف ست حروب منذ وصوله للحكم للمرة الثانية قبل ستة أشهر.
إذا قرأت عناوين الصحف الأميركية والأوروبية، ستستنتج أن قمة آلاسكا قد فشلت. لكن القمة لم تفشل. واشنطن غيّرت موقفها، وتخلَّت عن دعمها لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، فقط. فالهدف الذي تسعى إليه هو التوصل إلى تسوية شاملة، لأن الخيار الآخر سيكون الإنغماس فعلياً في الحرب، وهذا سيتطلب- أقله- إرسال قوات إلى أرض المعركة، ما يعني إنهيار رئاسة دونالد ترامب، لاسيما مع الرفض الروسي القاطع لأقل من اتفاق سلام مُستدام، بحسب ستيفن براين نائب وكيل وزارة الدفاع الأميركية السابق.
يقول المؤرخ الأميركي بول كينيدي في كتابه "نشوء وسقوط القوى العظمى"، إن المؤرخ الفرنسي ألكسيس دو توكفيل الذي عاش في القرن التاسع عشر، اعتبر أن "إراداة السماء قد اختارت روسيا والولايات المتحدة، ليتحكما بمصائر نصف العالم".
خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قمة آلاسكا "فائزاً"، بينما خرج منها نظيره الأميركي دونالد ترامب "حزيناً ومتعباً إلى حدّ الملل".. وأفضل ما يُمكن قوله إن نتائج القمة كان يُمكن أن تكون أسوأ. وبرغم أن طرفاً واحداً فقط نال ما أراده في البداية، فإن ما سيحدث في الأيام المقبلة سيكون أكثر أهمية، بحسب أكثر من تعليق في الصحافة الأميركية.
ترنو الأنظار إلى القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين بآلاسكا في 15 آب/أغسطس الجاري. ومعيار النجاح أو الفشل في هذه القمة سينعكس على مسار الحرب الروسية-الأوكرانية التي مضى عليها ثلاثة أعوام ونصف العام. أتكون القمة بداية لخفض التصعيد وصولاً إلى وقف للنار، أم تسلك الأحداث مساراً أكثر حدة؟
أثار وقوف روسيا على الحياد تقريباً، إثر تعرض إيران لحرب إسرائيلية وضربات أميركية، طوال 12 يوماً، دهشة الكثيرين، ممن كانوا يتوقعون موقفاً أكثر حزماً لموسكو، ولو على الصعيد الديبلوماسي، وعدم الاكتفاء بالتنديد اللفظي العابر، في وقت كان النظام الإيراني يتعرض لأشد اختبار منذ عام 1979.
منذ تسلمه سلطاته الدستورية رسمياً في ٢٠ كانون الثاني/يناير ٢٠٢٥، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب سلسلة مواقف دراماتيكية في السياسة الخارجية أذهلت العالم وأذهلت الأميركيين وبخاصة مؤيديه.
سيبقى الهجوم الذي نفذته الاستخبارات الأوكرانية ضد أربعة مطارات روسية في سيبيريا في الأول من حزيران/يونيو عالقاً في أذهان المؤرخين العسكريين، بوصفه الضربة الأخطر حتى الآن في الحرب الروسية-الأوكرانية المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونيف.