ما بعد البغدادي Archives - 180Post

TM-comp-Jihad-1-1280x853.jpg

تُجمع التوقّعات على أن زعيم "الدّولة الاسلاميّة" (داعش) الجديد أبو إبراهيم الهاشميّ القرشيّ ما هو سوى القيادي المعروف باسم حجّي عبداللّه. لذلك لم يكن مستغرباً أن ينصبّ الاهتمام الإعلامي طوال الأسابيع الماضية على محاولة معرفة الهويّة الحقيقية لهذا الأخير، رغم أن الخيارات تتراوح بين احتمالات قليلة جداً.

ISIS-rebel-militant-soldi-018.jpg

ضمن استراتيجية "الاستنزاف العام" التي أرسى قواعدها زعيم "داعش" السابق قبل مقتله بعدة أسابيع، أطلق التنظيم يوم الأحد سلسلة عمليات تحت عنوان "غزوة الثأر لمقتل الشيخين أبو بكر البغدادي وأبي الحسن المهاجر"، من أبرز أبرز أهداف هذه الاستراتيجية إنهاك العدو وإبقائه في حالة "الاستنفار المجهد".

badguys-1280x854.jpg

على الرغم من مقتل زعيم تنظيم "داعش" السابق أبي بكر البغدادي في بلدة باريشا في ريف إدلب الشمالي، لا تزال منطقة خفض التصعيد الإدلبية تشكل وجهة رئيسية لتوافد قيادات ومقاتلي التنظيم المتشدد، ما يعكس مدى تلاشي الاعتبارات الأمنية في استراتيجية قيادته الجديدة أمام أهمية الأهداف التي تطمح إلى تحقيقها عبر اختراق لهذه المنطقة.

ott_now_isis_191003_1920x1080-1280x720.jpg

ورث أبو إبراهيم الهاشميّ تركة ثقيلة عن سلفه أبي بكر البغدادي. وكأنّ قدر أيّ زعيم جديد للتنظيم المطارد دولياً، أن يستلم مهامه بينما تمر جماعته بأحلك الأوقات عسكرياً وأمنياً. فكما تحمّل البغدادي عام 2010 تبعات الهزيمة المدويّة التي لحقت بـ "دولة العراق الاسلامية" على يد "الصحوات" وبدعم أميركي آنذاك، ها هو الهاشميّ يجد نفسه – بعد شهر من مقتل البغدادي- في موقف أصعب وأكثر تعقيداً، ليس لأنه يتزعّم التنظيم وهو لا يملك أية مساحة من الأرض، بل لأن الميدان الذي يمكن أن ينشط فيه أصبح مزدحماً بقوات جيوش تابعة لدول متنافسة، ما يجعل العمل محفوفاً بتعقيدات ومخاطر لم تكن في الحسبان.

Screenshot_2019-11-11-150305-dettmer-nusra-tease_zyhcgv-WEBP-Image-1566-×-880-pixels-1280x722.jpg

ثلاثة دروس استخلصها أبو محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) من تطور الأحداث في شرق الفرات خلال الشهرين المنصرمين. الدرس الأول جاء من خيانة البيت الأبيض لحلفائه في "قوات سوريا الديمقراطية"، حيث ترسخت قناعة الجولاني بأن الرهان على العلاقة مع تركيا لن يؤول إلا إلى نهاية مشابهة. والدرس الثاني قرأه الجولاني بتمهّل بين يديّ ما جرى لخصمه اللدود أبي بكر البغدادي، فلم يجد بدّاً من إجراء مراجعة عميقة تمكنه من تجنب المصير ذاته. أمّا الدرس الثالث فخلاصته أن الوقت ليس وقت "تمكين" وإنشاء إمارات ودول بسبب الفيتو العالمي ضد هذا السلوك، لذلك من الأجدى استغلال ما تيسر من "التمكين" بهدف الاستعداد لمرحلة ما بعده.

mediadc.brightspotcdn.com_-1280x739.jpg

برغم استعراضيّة المشهد، إلا أنّ  تساقط أفراد عائلة أبي بكر البغدادي بيد أجهزة الأمن التركيّة بهذه السرعة والكثافة، لا بدّ أن ينطوي على دلالات عديدة حول طبيعة العلاقة التي ربطت بين الجانبين في مرحلة ضمور "الدولة"، كما لا بدّ أن يطرح تساؤلات كثيرة حول توقيت هذه الحملة الأمنية التي أعقبت مقتل زعيم "داعش" بأيام قليلة.

enemy-isis-five-studies.jpg

قليلة هي المعلومات عن زعيم تنظيم "داعش" الجديد، وهي تتضارب في أيّ من "وزراء الخليفة" قد حل محله، فبين "المدمر" و"وزير الانتحاريين" وغيرهما من الألقاب التي لمّعت بها وسائل الإعلام المرشحين المحتملين لخلافة البغدادي في السنوات القليلة الماضية، وقع اختيار التنظيم على "المُعلم"، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، قائداً جديداً.

NINTCHDBPICT000367321092-1-1280x724.jpg

لم يمض أسبوع بعد على مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبي بكر البغدادي، حتى شمّرت قيادة تنظيم "القاعدة" عن ساعديها ساعيةً إلى استغلال الحدث من أجل التأثير في طبيعة التحالفات القائمة وإعادة التوازن إلى الحضور الجهادي في المشهد السوري وتضييق الفجوات بين أركانه.

1513303977253-1280x720.jpg

قد يكشف مرورُ ثلاثين ساعة بين الإعلان الصادر عن مؤسسة "الفرقان"، وخروج التسجيل الصوتي للمتحدث الجديد باسم "داعش" أبي حمزة القرشيّ، مدى حجم الضغوط الأمنية التي تستشعرها قيادة التنظيم بعد مقتل أبي بكر البغدادي.