أتصور أن الرأي بدأ يستقر عند نظرية عنوانها يشي بأن النظام الدولي الذي كان جيلي شاهداً على ولادته خلال نهايات الحرب العالمية الثانية يدخل بالفعل هذه الأيام مرحلة أفوله.
أتصور أن الرأي بدأ يستقر عند نظرية عنوانها يشي بأن النظام الدولي الذي كان جيلي شاهداً على ولادته خلال نهايات الحرب العالمية الثانية يدخل بالفعل هذه الأيام مرحلة أفوله.
استغلقت حرب غزة على أى أفق سياسى يفضى إلى وقف الإبادة الجماعية والتجويع المنهجى لأهلها المحاصرين. لا إسرائيل حسمت أيا من هدفيها، اجتثاث «حماس» واستعادة الرهائن دون أثمان سياسية، ولا غزة بوارد الاستسلام برغم ضراوة العدوان عليها. عند الأفق المسدود بالنيران المشتعلة وتعطيل أية صفقة جديدة توقف الحرب يجرى خلالها تبادل الأسرى والرهائن تبدو المنطقة كلها «على شفا الانفجار».
في العام 1945 وغداة انتهاء الحرب العالمية الثانية، تم تأسيس منظمة الأمم المتحدة بهدف المحافظة على السلم والأمن الدوليين عن طريق اتخاذ تدابير وقرارات فعّالة في وجه أي تهديد أو خطر على السلام العالمي؛ تنمية العلاقات الودية بين الأمم على أساس الاحترام المتبادل والمساواة بين الشعوب دون أي تفرقة وحق الشعوب بتقرير مصيرها وتحقيق التعاون الدولي في كافة المجالات.
وحده الخوف من النتائج الكارثية للمضي في لعبة الردود المتبادلة بين إيران وإسرائيل، أعاد الحرب بين إيران وإسرائيل إلى "الظل" في الوقت الحاضر، ولجم إلى حد كبير الاندفاع نحو تصعيد متبادل كان سينتهي بحرب إقليمية شاملة، يتهيب لحظتها الجميع منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٣، لم تعرف منطقة الشرق الأوسط لحظة من الهدوء. بالعكس، تممدت بقعة زيت الحرب ضد غزة نحو الضفة الغربية ولبنان وسوريا والعراق واليمن وأخيراً نحو إيران مع استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، وقرار الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية.
تطوران حدثا الأسبوع الماضي وأمليا على الرئيس الأميركي جو بايدن التلويح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"عواقب" في حال لم يحدث تغييراً في سياسته المتبعة حيال غزة: الأول هو قصف القنصلية الإيرانية في دمشق الإثنين الماضي وقتل مسؤول "قوة القدس" في سوريا ولبنان الجنرال محمد رضا زاهدي مع ستة من مساعديه، والثاني هو قصف قافلة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن) على ساحل غزة، ما أدى إلى مقتل 7 من المتطوعين في الجمعية الخيرية لمؤسسها الأميركي الإسباني خوسيه أندريس.
شيءٌ حولنا يشي بأيام وربما سنوات وعقود تسود فيها غلبة العنف وعدم الاستقرار والحاجة إلى التسلح أو زيادته؛ شيءٌ يُنفّرنا من العمل مع مجموعة أشقائنا العرب ويدفعنا لنتعود على العيش ضمن خريطة جديدة. هذه الخريطة جرى رسمها وتلوينها خلال سنوات الإعداد للنكبة الثانية وهي حرب إسرائيل السابعة أو الثامنة ضد جيرانها العرب. يطلقون على هذه الحرب عناوين متعددة، تارة هي الحرب الإقليمية التي ما فتئ يُبشّر بها ويُحذّر منها الطرف الأمريكي، وتارة هي من تتمات النكبة الثانية، وتارة هي أولى حروب العهد الإبراهيمي في مسيرة الشرق الأوسط الجديد، وتارة هي البداية المنطقية الأخرى لحرب عالمية ثالثة؛ حربٌ يتحدث عنها، أو يتوقعها البولنديون وآخرون في أوروبا الملتهبة بالقلق.
صدر في 25 آذار/مارس 2024 عن مجلس الأمن الدولي قرارٌ يحمل الرقم 2728 يطلب وقفاً فورياً لاطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان الحالي والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن و"الحاجة الملحة لتوسيع تدفق" المساعدات الى غزة. ماذا يتضمن القرار؟
بالتزامن مع دخول الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة شهرها السادس، تناقلت بعض وسائل الإعلام الأمريكية معلومات عن مباحثات غير مباشرة أجراها الجانبان الأمريكي والإيراني في كانون الثاني/يناير الماضي في العاصمة العُمانية مسقط.
استغرق الرئيس الأمريكي جو بايدن خمسة أشهر، بتمامها، من معاناة أهل قطاع غزة حتى يقول إن ما يجري هناك لما يقرب من مليوني فلسطيني من قصف وتهجير ودمار وخراب وجوع هو "أمرٌ مفجعٌ". جاء كلام بايدن في خطاب "حالة الاتحاد" للعام 2024 في السابع من آذار/مارس في مجلس النواب الأمريكي.