بين منادٍ بحكومة تكنوقراط أو منادٍ بوزارة تكنوسياسية أو منادٍ بثالثة سياسية، يمكن القول أن لا حكومة لبنانية ستولد قريباً..
بين منادٍ بحكومة تكنوقراط أو منادٍ بوزارة تكنوسياسية أو منادٍ بثالثة سياسية، يمكن القول أن لا حكومة لبنانية ستولد قريباً..
دخل تأليف الحكومة اللبنانية في نفق الإنتظار السياسي الثقيل، خصوصاً مع تعاظم وتصاعد الإشتباك الإيراني ـ الأميركي، إثر إغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس قرب بغداد الأسبوع الماضي.
لا شيء يدل على أن مسار التأليف الحكومي في لبنان يواجه مطبات خارجية. على العكس، كل المعطيات الخارجية تشي بتأليف سلس على طريقة التكليف الذي أفضى إلى إختيار حسان دياب لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. حتى أن ما صدر عن الحبر الأعظم في الفاتيكان كان عنصر تحفيز، إذ أن البابا فرنسيس دعا إلى إيجاد مخرج للأزمة في لبنان "بلد التعايش بإنسجام"، لكن ماذا عن مطبات الداخل؟
"كيف نختَار قادتَنا. نصيحة ميكافيلي للمواطنين". هذا عنوان كتاب ألّفهُ الإيطالي ماوريتسيو فيرولي، وفيه يقدم سيرة مغايرة لصاحب كتاب "الأمير"، المنظر السياسي الإيطالي نيكولو ميكافيلي.
لو قارنا مواقف وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل خلال جولته على رؤساء الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري ومجلس الوزراء المستقيل سعد الحريري، لوجدنا أنه إستخدم العبارات ذاتها والمحتوى ذاته وربما الترتيب نفسه.
لبنان ليس جزيرة معزولة. صحيح أنه يواجه أزمة إقتصادية ومالية غير مسبوقة منذ عشرات السنين، غير أن التسويات المنتظرة، ليست بالضرورة محلية بالكامل، وهذا ما يشي به تاريخ لبنان وتاريخ أهل السياسة فيه.
لقبُ "الجسر" ينطبق تماما على المرشّح الأوفر حظا لتولي رئاسة الحكومة سمير الخطيب بعد الاستشارات النيابية التي حدّد موعدها الإثنين المقبل، في حال حظي بدعم رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري للعبور من مرحلة التكليف الى التأليف. لماذا؟
تراوح الأزمة السياسية في لبنان مكانها حتى الآن، وباتت الخيارات محدودة في ما يخص تسمية رئيس جديد للحكومة خلفا لرئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، وكل واحد منها يحمل في طياته أما فرصا أو تحديات..
لم يدم موال محمد الصفدي أكثر من 48 ساعة. نام الرجل ليلتين رئيسا للحكومة. لم يجد الرجل نصيرا له في نهاية تلك الرحلة الريفية القصيرة، إلا زوجته الوزيرة المستقيلة وميشال عون وجبران باسيل. في توقيت ما، لا بد من التقاعد من السياسة.. مهما طالت أو قصرت رحلة السفر فيها
أما وأن إسم محمد الصفدي هو الإسم الوحيد المتداول حتى الآن لرئاسة الحكومة المقبلة، فإن مرحلة ما بعد تفاهم الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، بشراكتهما الكاملة مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، على الصفدي، محكومة بخارطة طريق تتخللها تعرجات وتعقيدات كثيرة.