مضت أربع سنوات على انفجار مرفأ بيروت المأساوي الذي هزّ العاصمة والبلد المهتز أساساً من كثرة أزماته وأدى إلى سقوط نحو ٢٢٠ قتيلاً ومفقوداً وأكثر من ستة آلاف جريح، فضلاً عن أضرار مادية في معظم أحياء العاصمة بيروت.
مضت أربع سنوات على انفجار مرفأ بيروت المأساوي الذي هزّ العاصمة والبلد المهتز أساساً من كثرة أزماته وأدى إلى سقوط نحو ٢٢٠ قتيلاً ومفقوداً وأكثر من ستة آلاف جريح، فضلاً عن أضرار مادية في معظم أحياء العاصمة بيروت.
هي جريمة العصر، لكن لا تستطيع هذه الحكومة، أو أي حكومة أخرى، أن تتعاطى مع انفجار 4 آب/أغسطس على أنه جريمة، سواء كانت حاصلة عن إهمال مقصود أو غير مقصود، وسواء كانت متعمدة أم لا.
لم يعتقد أحد للحظة أنه بعد مرور سّنة على انفجار مرفأ بيروت، سيكون النقاش عالقاً في مربع كميّة مادة نيترات الأمونيوم التي انفجرت وهل حقًا لم تنفجر كلّ الكميّة التي أنزلت في المرفأ؟ وإن لم تنفجر.. أين هي، وهل كانت موجودة أصلًا؟.
أصيب اللبنانيون بفوبيا جديدة، وصار اللبناني ـ المشهور بإطلاق النكات على مصائبه ـ يبتعد كلّما رأى عاملاً يعمل في تلحيم الحديد أو قصّه، فما الذي يجري فعلاً؟
ما جرى في مرفأ بيروت سواء في الرابع من آب/أغسطس أو العاشر من أيلول/سبتمبر 2020، سيُدرّسُ حتماً في كتب التاريخ والمدنيات، بعنوان: الفضيحة.
لم يعلم جوهان رودولف غلوبر الخيميائي الألماني أنّ ما قام بتصنيعه في معمله في بافاريا سنة 1659 سيحمل معه هذا القدر من الكوارث على البشرية ابتداءً من أوائل القرن العشرين.
حتى كتابة هذه السّطور، لم تحدّد الجهات الرسمية اللبنانية كمية نيترات الأمونيوم التي انفجرت في مرفأ بيروت. هل هي 2750 طناً أم أقل بكثير، أو بكم تقدّر قوة هذا الانفجار؟
في الرابع من آب/أغسطس 2020، الساعة السادسة وعشر دقائق تقريباً بتوقيت بيروت، هزّ إنفجار ضخم وغير مسبوق مرفأ المدينة، مُدمراً جزءاً لا يُستهان به من أحياء المدينة المجاورة بالإضافة إلى الأبنية والعنابر فيه، فما هي قصة الإنفجار من وجهة نظر علمية؟
كلما تم التوغل في قضية الباخرة "روزوس" التي كانت محملة بـ 2755 طناً من نيترات الأمونيوم، كلّما ازدادت الشكوك وصارت "فرضيّة المؤامرة" هي الأكثر ترجيحاً.
سيّان أكان احتكاكاً كهربائياً أم تخريباً متعمداً أم "درون" إسرائيلية. جميع الفرضيات تصب عند نتيجة واحدة: عشرات الشهداء وآلاف الجرحى بسبب جريمة إهمال ارتكبها موظفون لبنانيون يحتمون بزعماء حرب لم يكسبوا البلاد بالسلاح ودمروها في السلم.