
في مختبر الانهيار اللبناني، تتحول التكنولوجيا والمؤسسات الدينية إلى أدواتٍ وجودية تعيد تعريف مقوّمات الحياة اليومية. إذ لم تعد الهواتف الذكية مجرد وسائل اتصال، بل صارت أوراق اعتمادٍ للوجود الاجتماعي والاقتصادي.
في مختبر الانهيار اللبناني، تتحول التكنولوجيا والمؤسسات الدينية إلى أدواتٍ وجودية تعيد تعريف مقوّمات الحياة اليومية. إذ لم تعد الهواتف الذكية مجرد وسائل اتصال، بل صارت أوراق اعتمادٍ للوجود الاجتماعي والاقتصادي.
غداة "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تبيَّن لنا أن كمائن إشغال الجيل الجديد وصولاً إلى رميه في الزنازين الإفتراضية، لم تحجب حقيقة مشاعر هؤلاء الناس، بل بالعكس، شكّلت محاولات طمس جريمة الإبادة المتمادية على أرض غزة، حافزاً لكسر محاولات التزوير المنظمة لوعي الشعوب عبر شيطنة المقاومة الفلسطينية من جهة وإبراز صورة "إسرائيل" الحضارية من جهة ثانية!
ليس في الأمر أصوليات دينية تتصارع وتتحاور في مجال متحيّز، بل هي النازية الجديدة في الغرب. لا على أطراف المجتمع العالمي بل في مراكزه الأساسية، خاصة الجامعات ومراكز التفكير.
برغم مرارة الحرب ومشاهدها الدموية، في قاعدة الحرب ثمة انتصارات أوصلت المنتصرين إلى الهزيمة، وثمة هزائم أعادت للضحية دورها الفاعل في التاريخ، وكانت خطوة على طريق الانتصار.
كما الدول كذلك الأفراد. تخضع الدول للامبراطورية العظمى بشكل أو بآخر، ويخضع الأفراد لحكم الضرورة. والضرورة هنا تفرضها تكنولوجيا الانترنت، التي تبدو مجالاً واسعاً للتواصل الذي يعم البشرية لكنها تربط كل فرد بمستخدمها، والمليارات من البشر يفعلون ذلك، بالمنصة (أو المنصات) المركزية التي تسيطر عليها قوى لا نعرفها، لكنها تعرف كل شيء عنا، وعن كل واحد منا، وعن الخيارات التي نأخذها والتي سوف نأخذها، والسلوك الراهن والمستقبلي للأفراد.
هناك أزمة فى مصر اسمها: «غياب الحوار العام». لا توجد قنوات مفتوحة لبناء التوافقات العامة فى القضايا الضاغطة على أعصاب البلد.
حتى الآن، وربما لأمد طويل، نجحت الرأسمالية وفشل خصومها الذين ناضلوا ضدها على ساحتها الاقتصادية ـ السياسية ـ الاجتماعية أو على ساحة الايديولوجيا الدينية. جماعات الايديولوجيات الدينية يعملون عند الرأسمالية، حتى لو ادعوا غير ذلك.
فجرت هجمة أنصار الرئيس الاميركي دونالد ترامب، على مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني/ يناير، جدلاً واسعاً حول هوامش حرية التعبير، ومدى الرقابة والمنع اللذين يمكن أن تمارسهما إدارات وسائل التواصل الإجتماعي ومنصاتها الأشهر.
"أنت لا تستطيع أن تمنع الطيور السوداء من أن تحلق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في رأسك" (مثل صيني)