“فلسفة التدين”.. الأخلاق والجمال والفن والحب 

كم شكل للتدين؟ هذا السؤال يتساجل بأدواته المتدينون وغير المتدينين ويستفز العاقلين إيجاباً من الجانبين كونه لا يأخذ بالتدين كظاهرة أو حالة واحدة، فللتدين أشكال وأنماط تتداخل فيها العوامل النفسية والإجتماعية والتاريخية والمعرفية والدينية، وإذ يقال التدين فلا يعني هذا أن كل فعل تديني مطابق الدين، وهذه هي الإشكاليات التي يعالجها الدكتور حبيب فياض في كتابه الصادر حديثا " فلسفة التدين".

كنتُ آليتُ على نفسي منذ عقد وأكثر، ألا أقرأ لـ”المفكرين الجدد” و”الدكاترة الجدد” و”الصحافيين الجدد”، فأغلب هؤلاء يستبد بهم ضيق المعرفة وشح العلم وهزيل اللغة وضمور الرصانة، ولكن مع “فلسفة التدين” تستقيم القراءة أمام انبلاج مشروع فكري يعيد إلى الأذهان مماثلات كان خطاها السيد محمد باقر الصدر والشيوخ مرتضى مطهري وحسن الترابي وراشد الغنوشي، فضلاً عن علي شريعتي الذي قُتل غيلة عام 1977.

حبيب فياض الذي “سرقته” السياسة يعود في هذا الكتاب إلى “موطنه” الفكري والفلسفي فاتحاً نصوصه على دعوة صريحة لإعادة النظر بعلم الكلام وظواهر التدين ومفهوم الإيمان والعقيدة وعلاقة الإسلام بالأديان الأخرى، جاعلاً من الأخلاق والجمال والحب جوهر التدين الحقيقي بما هو تجربة عملية وتطبيقية لتعاليم الله المتعالية.

يُعدّد المؤلف في كتابه أشكال التدين عوالم المصطلحات والمفاهيم، ومن أمثلة ذلك التدين الإعتقادي القائم على التمسك بالإعتقاد وتهميش الإيمان بنزوعه نحو الأدلجة واحتمال انغلاقه وإنتاجه للتعصب، فيما التدين الإيماني كفيل بأخذ التدين الإعتقادي إلى رحاب الله وخدمة عباده وحرصه على المصالح والمقاصد الدينية وعدم انجراره إلى العداوات، كما يوجد التدين التجريبي والمقصود به الإنخراط في الطرق العرفانية أو التصوفية، فيما التدين الحركي تقدمي بشروط والتدين الجامد تخلفي من دون شروط، والتدين الآداتي قد يواجه معضلة طغيان الغاية وضياع الوسيلة، والتدين البسيط يأخذ إيمانياً وعملياً باليقينيات والمسلمات التي هي محل إجماع بين أتباع الدين الواحد او المذهب الواحد، والتدين المعقد يقوم على الأخذ بالظنيات والتفريعات التي ليست محل إجماع.

كل جميل من الدين، والدين من الله، و”الله جميل يحب الجمال” على ما جاء في المأثور النبوي، والجمال غير محصور، فالمودة منه، والذوق منه، والإحسان والرأفة والرحمة أيضاً، وحب الإنسان للإنسان وحُسن اللباس والهندام ونظافة الشارع والعناية بالبيئة واحترام القانون، كل ذلك من منطويات الجمال والأخلاق والأعمال الصالحات التي لا خاتمة لأعدادها وتعدادها

وإلى هذه الأنماط التدينية، هناك التدين التقليدي ذو الإرتباط الفطري بالخالق ومن مظاهره أداء الفروض الدينية والإمتناع عن المحرمات على أسس الصفاء والبساطة المجردين من تعقيدات المباحث العقائدية والفقهية، والتدين المبدئي يعكس حالة من الثبات مهما تبدلت الظروف، والتدين المصلحي باطنه معروف، والتدين بالجوهر يرتبط دائماً بالوحدانية والتفكر والعبادة والممارسة وكل ما له صلة بالحياة، وإذ لا حاجة لشروحات عن أنماط التدين السلفي والليبرالي والتكفيري لأن عناوينها تنطق بمضامينها، يبقى التدين الفقهي ـ القيمي ـ الأخلاقي “ومع أن كلا النوعين إلهي المصدر، إلا أننا نجد أن التدين السائد يتقوم بالتمسك بالبعد الأول وتهميش الثاني، وأزمة بعض المتدينين أنهم يتعاملون مع الأحكام الفقهية بكونها إلزامية ومع التعاليم القيمية بكونها إرشادية استحسانية”.

من دون المجازفة كثيراً بالأحكام والإستنتاج، يحتمل الترجيح بأن يقال إن غاية الكتاب تهدف إلى ترسيخ الأخلاق بالفعل التديني (مع ضرورة ملاحظة الفروقات التعريفية بين الفعل التديني والفعل الديني) وجعلها وجهاً له ومضموناً وعملاً، بحيث يعكس التدين معنى الدين في مجالين، الأول يتعلق بالوحدانية والمترتبات الناشئة عنها من عقائد وإيمان وأصول وأركان، والثاني تطبيقي وسلوكي، ومن هنا قول المؤلف “لا يصح احتساب الإنسان في خدمة الدين، بل الصحيح أن الدين في خدمة الإنسان، والأصح أن الإنسان في خدمة الإنسان من خلال الدين”.

وبهذا المعنى يغوص الكاتب في فلسفة الأخلاق وعلم الجمال، داعياً إلى أن يكون كل فعل تديني فعلاً جميلاً متماهياً مع الخير والأخلاق، ذلك أن كل جميل من الدين، والدين من الله، و”الله جميل يحب الجمال” على ما جاء في المأثور النبوي، والجمال غير محصور، فالمودة منه، والذوق منه، والإحسان والرأفة والرحمة أيضاً، وحب الإنسان للإنسان وحُسن اللباس والهندام ونظافة الشارع والعناية بالبيئة واحترام القانون، كل ذلك من منطويات الجمال والأخلاق والأعمال الصالحات التي لا خاتمة لأعدادها وتعدادها.

صحيح أن الدين منظومة نظرية ووحيانية (من الوحي) ينبثق منها التدين بما هو شأن تطبيقي، ولكن التدين يمكن أن يخرج عن الدين ويتباين معه كونه قابلاً للإندراج في سياق المجالات المعرفية والخصوصيات المنهجية والمضمونية والغائية، لذلك، تبتغي فلسفة التدين وظيفتين، الأولى، تهدف إلى ملاحظة الفارق في التدين بين ما هو واقع وبين ما يجب أن يكون، والثانية، ترمي إلى جعل الفعل التديني مطابقاً من حيث الآلية والغاية لتعاليم الوحي.

بإلإستناد إلى هذه المُحددات، ففلسفة التدين بقدر ما هي مبنى عقائدي ـ فلسفي ـ أخلاقي يقدمه المؤلف مدخلاً لمراجعة الفعل التديني بإعتباره فعلاً بشرياً أو فهماً بشرياً للدين، فإنها من جانب آخر تفصح ومن دون مواربة عن الدعوة لتجديد علم الكلام بما يتوافق مع مقتضيات العصر ومستجدات علومه وتعقيدات أحواله، وفي هذا السياق، من ضرورات “الكلام الجديد” أن يأخذ بـ:

ـ 1 ـ التوحيد: من مهمات علم الكلام الجديد إعادة تأصيل الفهم العقائدي من خلال البحث بالأفهام والأبعاد الجديدة المتصلة بالمعتقدات وأصول الدين، والتجديد لا يعني الإنقلاب على المعتقد أو التخلي عنه وإنما تعميق دلالته المفهومية، والتوحيد وفق هذا التصور لا يعود كافياً من حيث القول إن الله واحد لا شريك له، بل يتحول الفهم إلى منظومة متكاملة تتخذ من الله مرجعية وحيدة في الحياة لناحية الخضوع له وعبادته والإمتثال لأوامره ونبذ الآلهة التي يتخذها الإنسان من دون الله، مثل الزعيم والسلطة والمال وهوى النفس.. إلخ.

ـ 2 ـ العدل: لا يعني ضرورة أن يكون الله عادلاً فحسب، بل أن تتحول العدالة إلى ميثاق لدى المتدينين في مختلف شؤونهم وشجونهم.

ـ 3 ـ الكفر: مادة الكفر والكفار جديرة بالقراءات المتكررة في كتاب حبيب فياض إذ يقول “ينحصر المفهوم السائد عن الكفر لدى عامة المسلمين في الجانب الإعتقادي من دون الأخذ بالجانب القيمي ـ الأخلاقي على الرغم من أن هذا الأخير هو من المحمولات الأساسية في المنطوق القرآني في بلورة نطاق الكفر وربما تعيين نطاقه وحدوده، فالكفر بشموليته السلبية لا يقتصر على رفض الرسالة المحمدية والدين، بل ثمة مترتبات أخلاقية تتفرع منها مترتبات سياسية واجتماعية وتربوية ونفسية مرتبطة جميعاً في انطباق هذا المفهوم على مصاديقه الجزئية من الكافرين”.

كيف ذلك؟ يشرح المؤلف حبيب فيّاض:

“الموقف الحاد الذي اتخذه القرآن من الكفار لم يكن مقتصراً على الجنبة العقدية المرتبطة بالإيمان، بل كان أيضاً بسبب افتقاد من وصفهم القرآن بالكافرين القيم الأخلاقية، فالقرآن في مقام تعريف المكذب بالدين، يخبرنا أنه يدعم اليتيم ولا يحض على إطعام المسكين، وفي مورد آخر يصنف الكافر بأنه من اتخذ إلهه هواه، وهو المرتكب شتى أنواع الموبقات تبعاً للأهواء والمصالح، فمعظم الآيات القرآنية التي تتناول الكافرين لا تكتفي بتوصيفهم على ما هم من كفرهم بالدين، بل تقرن ذلك بالحديث عن ممارساتهم الفاقدة للقيم الأخلاقية، فإرتكابات الكفار من قبيل وأد البنات والعدوان والزنى والربا والإجرام، شكّلت رؤية متكاملة للموقف الديني من الكفر والكفار، ومع أن الكفر مرفوض مطلقاً بالمعنى القرآني، إلا أن مواقف القرآن العملية ـ وليس المبدئية ـ في التعامل مع الكفار كانت متوقفة على البعد الأخلاقي في تصرفاتهم”.

ـ “كلام الأديان”: على ما يرى مؤلف “فلسفة التدين” أن الحاجة إلى كلام الأديان “تنبع من افتقاد المعرفة الدينية الإسلامية إلى بلورة إطار ديني وعقدي يتكفل بتحديد رؤية الإسلام إلى الديانات الأخرى، ومثل هذا الإطار ينبغي أن يكون بعيداً عن المؤثرات التاريخية والإجتماعية والثقافية التي تدفع أحياناً إلى إتباع منطق السجال والإبطال وأحياناً إلى المجاملة والإستحسان”.

إقرأ على موقع 180  الفرصة الأخيرة: تطبيق الطائف.. قبل نسفه

ما الغاية من ذلك؟ يقول الكاتب:

العقائد الإسلامية تنطوي على الكثير من الرؤى الإيجابية إزاء الأديان الأخرى، وتحتاج هذه الرؤى إلى بلورة وإعادة إنتاج ضمن منظومة منهجية متمثلة في كلام الأديان في سياق علم الكلام الجديد، والموضوعان الأساسيان هما حقانية الأديان والخلاص، وهذان الموضوعان يمتازان بكونهما قابلين للتسييل المعرفي والتأصيل العقدي بما يسمح للمسلمين بتقديم فهم مختلف في نظرتهم إلى الآخر، وذلك بمعزل عن الفهم التجزيئي والسطحي للنصوص القرآنية التي تتحدث عن أتباع الديانات الأخرى وبعيداً عن السلفية التكفيرية، وإلا كيف نفهم الآيات القرآنية التي تتكلم بإيجابية عن اتباع الديانات ـ ومنها الآية القائلة: ـ “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.

لا ينحصر كتاب “فلسفة التدين” بالموضوعات أعلاه، فمداه يتصل بمتشعبات الإجتماع والمجتمع وشؤون الحياة والتدبيرات اليومية المفترض أن تكون حية ومعيوشة في مجال التدين وتطبيقاته، ومن مصاديق ذلك:

ـ أ ـ المعروف والمنكر: “الفهم السائد لهما مستمد من الأحكام الفقهية المباشرة، فالمعروف المأمور به هو الصلاة والصوم والحجاب والحج والزكاة.. إلخ، فيما يشمل المعروف أيضاً الإصلاح الإجتماعي والإنماء والعدالة الإجتماعية والرفاهية والحرية، أما المنكر حسب الفهم التقليدي فهو الخمر والزنى والسفور وترك الصلاة.. إلخ، في حين ان المنكر أعم من ذلك إذ يشمل الفقر والجوع والجهل والفساد والفوضى والتخلف”.

ـ ب ـ الرق والعبودية: “من الواضح ان موقف الإسلام من الرق كان سلبياً ورافضاً شتى أشكال العبودية ـ الإستعباد ـ وموقف الإسلام الرافض للرق اقترن بإجراءات عملية مرتبطة بالحض على عتق الرقاب وتحرير العبيد، إذ جاء فك الرقبة أول إجراء يقوم به الإنسان للتوبة من الذنوب وجلب المغفرة، إلى درجة أننا لا نكاد نجد كفارة تخلو من عتق الرقبة مثل الإفطارعمدا أو القتل أو الحنث باليمين.. إلخ، هذا في حين ما زلنا نجد أن أحكام الرق ما زالت قائمة في الأدبيات الفقهية على الرغم من انتفاء الموضوع، بمعنى أنه ليس ثمة ما يمنع من تحريم الإسترقاق في عالم اليوم بعدما بات أمراً شنيعاً مستشنعاً، لا سيما أن بعض الناس يمارسون استعبادية على التابعين لهم من عمال وخدم تحت عنوان أنه أمر مباح شرعاً ولم يحرمه الدين”.

ـ ج ـ الوطن: “لم يأخذ مفهوم الوطن موقعاً متقدماً في التاريخ الإسلامي، لكون الأمة شكلت الإطار العام الذي ينتمي إليه المسلمون، أما في عالم اليوم فإن أمور التدين لا تستقيم من دون تأصيل ديني لمفهوم الوطن وما يتصل به من مواطنة، لا على نحو الإرشاد والإستحباب والتوجيه، بل على نحو الإعتقاد والإفتاء والإيجاب، وهذا ما يستدعي العمل أولاً على إنتاج عقيدة دينية معمقة إزاء مفهوم الوطن والوطنية، وثانياً على إنتاج فقه الوطن والمواطنة”.

ـ د ـ علم الجمال: “يندرج علم الجمال في إطار القيم لكونه علماً معيارياً وبوصفه موضوعاً للفن، ومن المآخذ على كثير من البيئات المتدينة مجافاتها موضوعة الجمال وما يتصل بها من مجالات وفنون، علماً أن الفنون الجميلة متأصلة دينياً بدءاً من العلاقة مع ذات الباري التي يشكل الجمال إحدى صفاتها الذاتية مروراً بالفعل الإلهي في الخلق الذي يمثل المصداق الأكمل والأتم، وليس انتهاء بالكلام الإلهي الذي يشكل الذروة الفنية في الإبلاغ والتعبير، فالفن بمعناه الدقيق نزعة خلّاقة تُعيد ابداع الجمال بالإستناد إلى موهبة معطاة من الله، وهو ما يعني عدم جواز كون موضوعة الجمال مفردة عابرة في القاموس التديني، فهي في الحقيقة والمثال مستمدة من ذات الله وفعله وكلامه”.

ـ ح ـ الكراهية والحب: يلفت مؤلف الكتاب الإنتباه إلى “أن الله في القرآن يتحدث عن أنه يحب، ولكنه لم يتحدث في أي مرة عن أنه يكره، فمتعلق أن الله يحب هو الإنسان ولا سيما المؤمن، فيما لا متعلق البتة لفعل أن الله يكره، لأن الكره الإلهي منتفٍ فعلاً، فضلاً عن أنه منتف صفة، يقول تعالى إنه يحب الصالحين الصادقين الصابرين المتقين.. إلخ، ولكنه عندما يتحدث عن الكره في شأن من شؤون الإنسان، فذلك لا يكون على نحو الصيغة الفعلية ولا يتعلق بالإنسان بذاته بل بصفة من صفاته السيئة او ما يصدر منه من قول أو فعل شائن، مثلاً تقول الآية: ـ “كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ” ـ فالآية لم تقل إن الله يمقت ولم تفد أن الممقوت عند الله هو الإنسان المرتكب بكله وذاته، بل الممقوت هو الصفة الصادرة منه والمتمثلة في أن يقول ما لا يفعل”.

في أسماء الله الحسنى ترتسم صفات الحب والجمال، فهو الرحمن الرحيم والودود واللطيف والرؤوف والكريم والحليم والرزاق والمُقيت والفتًاح.. إلخ، وهي ذاتها يمكن أن تُصاغ منها أفعال الأخلاق التدينية وأعمالها، فرحمة الله للإنسان تفترض فعل الرحمة بين الإنسان والإنسان، ومودة الخالق يقابلها الود بين البشر، وبما أن الله هو الرزاق والمُقيت من دون تمييز ولا تخصيص، فالعدالة الإجتماعية تغدو من متطلبات الأفعال التدينية الساعية إلى “إدارة” أرزاق الله، وعلى هذا المجرى تجري الأسماء ـ الأفعال الأخرى في مسارات تطبيقها لتتكون منها الأعمال الصالحات، وعلى ما يقول المؤلف “كم هي واضحة لا لبس فيها الآية التي تقول: ـ “فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا”.

أخيراً عن إبن عربي والحب؛ يقول:

أدينُ بدينِ الحبِّ أنَّى توجَّهتْ/ ركائبُهُ فالحُبُّ ديني وإيماني.

ـ الكتاب: فلسفة التدين/ الطريق إلى الله في عالم متحول.

ـ المؤلف: د. حبيب فياض. 

ـ الناشر: دار الفارابي ـ بيروت 2023.

Print Friendly, PDF & Email
Download WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
Premium WordPress Themes Download
free download udemy paid course
إقرأ على موقع 180  بغداد وبيروت معاً.. فوضى أم تسوية؟