أتستطيع إسرائيل شنّ حرب على لبنان.. ما هو جواب الصحافة العبرية؟

Avatar18021/06/2024
منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يُطرح السؤال التالي: هل ستتحول "الجبهة" التي قرّر حزب الله أن تكون جبهة مساندة للمعركة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية على أرض غزة، دفاعاً عن النفس، إلى حرب شاملة؟

في مقابلة مع الصحافي يارون أبراهام في القناة “N12″، يقول الجنرال احتياط تامير هايمن، مدير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: “لو قمنا بفتح جبهة ضد حزب الله والمحور في بداية الحرب، لاعتبر (يحيى) السنوار الأمر نصراً واضحاً له. فالسنوار كان يجلس في مربضه ويرى كيف أن دولة إسرائيل، على الرغم من وقوع “المجزرة”، تُبدّد كافة مواردها في مواجهة المحور الشيعي”.

ويقول هايمن إن الضرر اللاحق بالإسرائيليين وانتهاك السيادة الإسرائيلية من جهة لبنان “كان موجوداً حتى قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر. فالردع، كما تعلمنا من دروس الماضي، تآكل بالتدريج على امتداد سنة 2023. ففي آذار/مارس، تمكن “مُخرّب” من التسلل من الحدود اللبنانية إلى عمق الجليل لكي يزرع عبوة ناسفة في مفترق مجدو، وفي نيسان/أبريل (2023)، قامت حركة “حماس” بإطلاق 36 صاروخاً خلال عيد الفصح اليهودي، وفي أيار/مايو (2023)، قام حزب الله بإجراء مناورة تحاكي عملية اقتحام وخطف أمام أنظار الجيش الإسرائيلي، وقائمة الانتهاكات أطول من ذلك كثيراً”.

وحسب أكثر من صحافي إسرائيلي، تمكن حزب الله طيلة حوالي التسعة أشهر من تحقيق إنجازات أبرزها الآتي: الاستنزاف على الحدود الشمالية، ضرب القواعد العسكرية، إسقاط الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة، إحراق مناطق كاملة في الجليل الأعلى والجولان، ضرب منازل المستوطنين، والأهم تهجير المستوطنين الإسرائيليين للمرة الأول منذ قيام الدولة العبرية.

وفي مقالة له في “معاريف”، يقول الكاتب الإسرائيلي عميت يغور “إن الساحة الشمالية تتألف من لاعب إضافي لا تذكره إسرائيل تقريباً، ويبقى خارج صورة الحرب، وهذا اللاعب مهم جداً بالنسبة إلى دول الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لكنه أيضاً مهم لحزب الله الذي هو في حاجة إلى استمرار العمل من “تحت الرادار” بحيث لا يتحمل المسؤولية ولا يدفع الثمن، وهذا اللاعب هو الدولة اللبنانية. يجب علينا إشراك الدولة اللبنانية كلاعب أساسي يسمح بالقيام بعمليات عدائية من داخل أراضيه ضد إسرائيل، الأمر الذي يتناقض مع القانون الدولي.. وبهذا المعنى، يمكن إنشاء معادلة جديدة، فكل عملية ضد مدنيين سيُرد عليها بعملية ضد الدولة اللبنانية. وبالنسبة إلى الحادثة الأخيرة، يمكن أن تنشر إسرائيل فيديو فوق لبنان لبنى تحتية مدنية مهمة في لبنان وبيروت، ومدن مهمة أُخرى. وفي تقديري، فإن هذا الأمر سيزيد في حدة التوتر وسط الجمهور اللبناني، وينشئ معادلة جديدة في مواجهة حزب الله”.

سيناريوهات الحرب واللاحرب

بدوره، المحلل العسكري في “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي يرى أن حزب الله تمكن على مدار الأشهر الأخيرة، “من مراكمة الثقة بالنفس، والحوافز من أجل مواصلة استنزاف إسرائيل، وإذا لم نتمكن، بمساعدة الولايات المتحدة، والجهات السنية المعتدلة في الإقليم، من لجم إيران وحزب الله وسائر التنظيمات التابعة، فسنكون منذورين خلال وقت قريب لهجمات تشبه ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر”، ويطرح سلسلة ملاحظات على الشكل الآتي:

أولاً؛ إذا قدّر الجيش الإسرائيلي أنه يمكن، خلال وقت غير طويل، هزيمة حزب الله بواسطة هجوم شامل، جوي وبري على جميع أراضي لبنان، فينبغي القيام بذلك الآن، حتى لو اضطرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى تلقّي رشقات ثقيلة وهائلة من الصواريخ والمسيّرات على مدار بضعة أسابيع، ولا يُفضّل أن يحدث هذا بعد عامين أو ثلاثة، حين يصبح لدى حزب الله عدد أكبر من الصواريخ الدقيقة الإصابة، ولدى إيران ربما سلاح نووي، وهو ما يضطر سكان الشمال مجدداً إلى الهجرة بعد أن يكدّوا في بناء ما هدمته الحرب الراهنة.

ثانياً؛ إذا توصّل الجيش إلى استنتاج فحواه أن إسرائيل لن تكون قادرة على تقليص تهديد الصواريخ والمسيّرات التابعة لحزب الله، والصمود في وجه هجوم إيراني إضافي، فمن المفضل الوصول الآن إلى اتفاقية حدودية مشابهة للقرار رقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية، كما يتوجب علينا تزويد الجيش بما يكفي من ذخائر وأسلحة بصورة تتيح له مواجهة التهديد من جانب إيران وحزب الله بنجاح وخلال وقت قصير، وهو هجوم قد يحدث في غضون سنوات قليلة.

ثالثاً؛ من غير المقبول أن تدخل إسرائيل حرباً شاملة في الشمال من دون ضمان المساعدات الأميركية ولا سيما مساعدتها في اعتراض رشقات الصواريخ والمسيّرات التي ستوجَّه إلينا من إيران والأراضي اللبنانية.

رابعاً؛ علينا أن نتذكر أن حرباً شاملة للقضاء على تهديد حزب الله تستوجب اجتياحاً عميقاً للأراضي اللبنانية، إلاّ إن هذا الاجتياح ينبغي أن يكون إبداعياً، وماكراً، وجريئاً، بصورة تضرب النقاط الأكثر حساسية لدى حزب الله والمحور الشيعي الراديكالي. ومن ينصحون بضرب شبكات الكهرباء، والماء، والمواصلات في لبنان، يفوّتون الأهداف الحقيقية، التي من المفضل عدم التحدث عنها الآن”.

إقرأ على موقع 180  "تسونامي بيروت" يتردد صداه في بكين!

الحد من الخسائر

ورأى الكاتبان شاي اغمون ونافو شبيغل في مقالة مشتركة في “هآرتس” إنه ليس من الحكمة أن تشن إسرائيل حرباً على حزب الله “في الأوضاع الحالية”، وذلك للأسباب الآتية:

أولاً؛ بعد 8 أشهر من القتال في غزة، بالإضافة إلى هجمات من طرف دول أُخرى في الشرق الأوسط، أصبحت إسرائيل والجيش منهكَين، وفي حاجة إلى التقاط أنفاسهما. كما أن الجيش الإسرائيلي الذي خطط طوال سنوات لحروب قصيرة وقوية وجد نفسه في مواجهة حرب طويلة أدت إلى تآكل منظومته القتالية، وخصوصاً منظومة الاحتياط، وقد ازدادت الفجوة في الميزانية الإسرائيلية وتجاوزت، خلال الربع الأول من السنة، عجز العام كله. والموارد شحيحة وتتضاءل، ودخول حرب في لبنان يمكن أن يؤدي إلى أضرار واسعة النطاق في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وشلّ الاقتصاد، وسيزيد تضاؤل الموارد.

ثانياً؛ كما حذّر المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، فإن حرباً ضد حزب الله يمكن أن تؤدي إلى هجوم إيراني واسع النطاق سيكون من الصعب على إسرائيل مواجهته، فحزب الله ليس ذراعاً لإيران، إنما هو شريك استراتيجي لنظام الملالي، وإذا اعتقد الإيرانيون أن حزب الله يوشك أن يتعرض لضربة قوية، فمن الممكن أن يضعوا كل ثقلهم من أجل دعمه، وستجد إسرائيل نفسها في خضم حرب إقليمية شاملة، وفي أوضاع سيئة جداً بالنسبة إليها.

ثالثاً؛ يتعين علينا الحد من الخسائر، والسعي لنهاية سريعة للقتال في الشمال. وفي الأوضاع الحالية، فإن الطريق الوحيد لذلك هو الدفع بصفقة مخطوفين مع “حماس” تنهي الحرب في غزة من دون القضاء بصورة كاملة على الحركة، وهذه رسالة من الصعب إرسالها إلى الجمهور الإسرائيلي الذي لا يزال تحت صدمة 7 تشرين الأول/أكتوبر، والحرب التي جاءت بعدها. لكن عندما نأخذ في حسابنا كل الفرص والمخاطر، يجب أن نعترف بحقيقة أن هذه هي الرسالة الوحيدة، ومن المهم أن نسمعها من المعارضة ومن الاحتجاج”. (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download Nulled WordPress Themes
Download WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
Download Best WordPress Themes Free Download
free online course
إقرأ على موقع 180  على أبواب ساعتنا الأخيرة.. ليت لبنان لم يكن!