

مسرحية استعمارية مكشوفة
جوهر الخطة مسرحية استعمارية إحلالية فجّة: تنزع حماس سلاحها، وتُقصى من السياسة، وتُسلَّم غزة إلى مجلس أجنبي غربي يديرها بالوصاية، بينما تحتفظ إسرائيل بحق الفيتو على كل شيء، والانسحاب إن شاءت ومتى شاءت. أما الضفة الغربية فقد مُسحت من النص كأنها ليست أصل القضية ولا أن الاستيطان مشكلة.
إذلال العواصم العربية
زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن أكملت الخداع. صيغت البنود بما يخدم إسرائيل وحدها، فيما جرى إذلال السعودية ومصر والأردن والإمارات بفرض شروط لم يوافقوا عليها أصلًا. قطر، التي حاولت الاعتراض، جرى تهميشها ببساطة. الاستمرار في تأييد هذه المهزلة بعد انكشافها هو مشاركة مباشرة في اغتيال فلسطين.
ترامب ملك على غزة
ولم يكتفِ ترامب بذلك، بل حلم أن يترأس بنفسه “مجلس السلام”، ملك بقبعة مزخرفة، يحكم غزة كحاكم استعماري في القرن الحادي والعشرين. إنها ليست خطة، بل استعراض إمبراطوري لرجل يلهث وراء الألقاب والتصفيق.
استسلام الكرامة
كل زعيم عربي يوقّع على هذه الوثيقة يوقّع على استسلامه هو، ويبيع كرامته قبل أن يبيع فلسطين. إنهم يقدّمون الشرعية لنظام فصل عنصري تحت غطاء دبلوماسية زائفة. أوسلو كانت خدعة مشروطة، أما هذه فهي نسخة مشوّهة لا تُبقي سوى على الاحتلال والإذلال ولا تعطي الشعب الفلسطيني اي ضمانات بخصوص دولة فلسطينية مستقلة.
بين المقاومة والانكسار
رفض هذه الخطة ليس خيارًا بل هو واجب على كل العالم الحر. قبولها يعني التواطؤ مع الإبادة، نسيان مئات الآلاف من الشهداء الذين افدوا حياتهم، ومكافأة العدوان الغاشم على الابرياء، وتثبيت الحكم الاستعماري في فلسطين لأجل غير مسمى.
الأمة العربية لن تستعيد شرفها بالانحناء أمام ملك برتقالي صهيوني الهوا في قبعة مزخرفة. ملك جديد لا يخفي نواياه وتحيزه الكامل. القضية لم تعد فلسطين وحدها، بل السيادة العربية برمّتها. فإذا جاز اليوم وضع غزة تحت وصاية أجنبية، فلن تكون أي دولة عربية في مأمن غدًا من “مجلس سلام” جديد. الخيار واضح: المقاومة اليوم.. أو الانكسار غدًا.