في اعترافات ايلي فرزلي ما يغوي بالتمعن: لبنان بعد الطائف غدا أقرب إلى ملعب رياضي حيث كان بوسع اللاعبين المحليين ممارسة بعض الشغب، لكنهم كانوا محكومين بالإنضباط التام لحظة إطلاق الحكم الإقليمي، أو الدولي لصافرته التحذيرية.
يحكي فرزلي هنا عن ترويكا ظاهرة وأخرى مستترة. يلمح كذلك إلى “مشروع خفي” تواطأ في سياقه لبنانيون وسوريون من أهل النخبة، كان “يهدف في النهاية إلى التصويب على دمشق بعد تخديرها”.
لبنان ذاك، هو المكان الوحيد، ربما، في العالم الذي يمكن لأحد الضباط الأمنيين أن يجمع أدلة تؤكد “تورط رئيسي الجمهورية والحكومة في مشروع يهدف للقبض على الدولة”.
في لبنان الخاضع للنفوذ المخابراتي يمكن لرئيس مجلس النواب أن يعترض على التمديد لرئيس الجمهورية، ثم يوافق ويرحب بشرط “أن يأتي قرار التمديد من فوق”.
وفي لبنان نفسه، يمكن للمفوض السامي السوري أن يعلن، وفي مناسبة اجتماعية، أن الإستحقاق الرئاسي سيحسم بالتمديد للرئيس الحالي، وعبر تقنية “رفع الأيدي”.. فتقوم القيامة، وتضج وسائل الإعلام صاخبة، وتعلو اصوات المعترضين، ثم لا تلبث أيدي ممثلي الأمة أن ترتفع في اللحظة المناسبة، كما يفعل التلامذة المهذبون في المدارس الراقية.
عندما تقرأ إيلي فرزلي ستصبح اقل حيرة حيال الإستعصاءات التي يعانيها لبنان حالياً، وستدرك خلفية العجز السياسي في مقاربة بديهيات الأمور، وستكتشف أنه برغم أدوار المخابرات، سورية أم لبنانية، كانت هناك قماشة من السياسيين، تحاول أن تكون شريكة في صنع السياسة، لكن أهل السياسة اليوم باتوا تائهين بغياب ضابط الإيقاع، سواء أكان برتية ضابط أو قنصل.
يقول إيلي فرزلي:
“يتحمَّل السوريون جانباً ليس قليلاً من المسؤولية، في وصول الياس هراوي إلى الرئاسة الأولى، إلاَّ أنَّنا نتحمّل نحن مسؤولية أكبر. وهذه الـ”نحن”، أنا في مقدَّمهم، فقد راهنت عليه من قبل انتخاب رينيه معوض، ومن بعد اغتياله المشؤوم. وكان لي دور لا يُمحى في تزكية انتخابه قبل انتخاب سلفه رينيه معوض، ثم كرَّرت الإصرار بعد اغتيال الرئيس. وفي ذلك لا ألوم إلاَّ نفسي، ولا لوم على أحد إذا لامني على ارتكابي تلك الخطيئة المميتة.
منذ البداية، وضع رفيق الحريري الرئيس الياس هراوي في جيبه، واتخذ الاثنان جوني عبده صديقاً ودليلاً. ومن كان له مثل ذلك الدليل، كان له مثل هذا المصير. فكانت بداية العهد عاثرة ومنحرفة… وما يبدأ عاثراً ومنحرفا، ينتهي خائباً متخبِّطاً.
الترويكا ظاهرة خفية
يظنُّ كثيرون من اللبنانيين أنَّ ما أُطلق عليه اسم “ترويكا”، في جمهورية ما بعد الطائف، تضم الياس هراوي، ورفيق الحريري ونبيه بري. وهذا صحيح في الظاهر للعيان، فهؤلاء الثلاثة، بحكم مواقعهم في السلطة، تقاسموا المغانم، وتوزعوا الغلَّة، بتغطية تورَّط فيها بعض المسؤولين السوريين المعنيين بالوضع اللبناني آنذاك، الذين استفادوا بدورهم من ذلك “الانحراف”. أما الـ”ترويكا الخفيَّة”، ترويكا “المشروع” الذي كان يُعدُّ للبنان، فلا أحمِّل ذمتي، وأشير إلى دور لبعض السوريين فيها، لأن مسار تلك الـ”ترويكا الخفيَّة”، كان يهدف في النهاية إلى التصويب على دمشق بعد تخديرها.
لقد أشاعت دمشق، منذ أن أوصلته (هراوي) إلى رئاسة الدولة، بأنه حليفها الأول المقدَّم على الجميع في كل شيء، وبأنه يدها اليمنى بغير منازع، فلا يُمسُّ، ولا يُسمح بالإساءة اليه، أو الإضرار بموقعه
بين 1989 و1990، كان المقدَّم جميل السيِّد، رئيس فرع البقاع في مديرية الاستخبارات، يطلعني عما كان يدور خفية في أقبية الحكم، فتلاقى تصوُّري عن عهد هراوي مع ما كان ينقله.
حدث أن كشف لي جميل السيِّد بالأدلة عن تورط الياس هراوي في مشروع سياسي يجمعه مع جوني عبده ورفيق الحريري، يرمي إلى القبض على الدولة، ووضعها في عهدة الحريري، الذي راح نفوذه يتسع في الداخل، والحظوة لدى “البعض” في القيادة السورية تنمو بوتيرة مذهلة.(…)
تقصير الأداء وتطويل السلطة
عندما طرحتُ تقصير الولاية (لإلياس هراوي)، توخيت رفع سقف مواجهة الياس هراوي إلى علوٍّ غير مسبوق، كرسالة مفهومة المقصد: وهي إشعار الآخرين بإمكانية التجرؤ عليه، وهو يحظى بدعم سوري من جهة، وبدعم سعودي وعربي من خلال رفيق الحريري من جهة ثانية، وبدعم أميركي – أوروبي من خلال جوني عبده. بالإضافة إلى انسياقي مع طبعي الشخصي الذي يستسيغ المجازفة. (…)
ارتبكت دمشق وكثيرون من اللبنانيين حيال موقفي العلني الصريح ضد مسار رئاسة الياس هراوي، ومطالبتي بتقصيرها بسبب من “تقصيرها”.
لقد أشاعت دمشق، منذ أن أوصلته إلى رئاسة الدولة، بأنه حليفها الأول المقدَّم على الجميع في كل شيء، وبأنه يدها اليمنى بغير منازع، فلا يُمسُّ، ولا يُسمح بالإساءة اليه، أو الإضرار بموقعه.
جعلت دمشق إرادته قاطعةً لا تردُّ، وكيفما اتفق. فخيَّب السوريون الداعمون للرئيس هراوي آمال اللبنانيين الذين ظنُّوا أنَّ الاستقرار الأمني الثابت بفضل الوجود العسكري السوري، سوف يتيح الانصراف إلى تحقيق الأهداف الوطنية المتوخَّاة بعد طي صفحة الحرب.
لذلك، جاء المقال الذي كتبته وتصدَّر الصفحة الأولى من جريدة “النهار” في 3 حزيران/يونيو 1993 بعنوان “الثقة الكبرى والثقة الصغرى”، مربكاً لجميع الأفرقاء المعنيين من سوريين ولبنانيين، لأنني دعوت فيه إلى انتخابات رئاسية مبكِّرة، قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، الحليف القوي لسوريا، بسنتين وخمسة اشهر. (…)
الحقيقة أنني، لا قبل ولا بعد كتابتي المقال، فاتحت غازي كنعان بما طرحت… فزعل، وحرد، وقاطعني عدَّة أشهر. ولم يترك مناسبة إلاَّ وأعرب فيها لمحدِّثيه عن انزعاجه، وعدم معرفته المسبقة بدعوتي إلى تقصير الولاية وانتخاب رئيس جديد.
وأغلبُ الظنِّ أنَّ الياس هراوي قد خامره الشك بأنَّ الصوت صوت إيلي الفرزلي، لكن الكلام هو كلام غازي كنعان، فأوصل استهجانه إلى دمشق، فانزعج السوريون جميعاً من موقفي، وأولهم عبد الحليم خدَّام مهندس تمديد ولاية الياس هراوي.
يوم عيد مار الياس، في 20 تموز/يوليو من عام 1994، شفيع رئيس الجمهورية الذي يحتفل به في منزله في “حوش الأمراء” في زحلة، حضر عبدالحليم خدام وحكمت الشهابي لتهنئته، وانضمَّ إليهما رفيق الحريري، ولم أشارك في تلك المناسبة لخلافي مع الرئيس هراوي، كما مرَّ. في ذلك اليوم أطلق عبدالحليم خدام، بتفاهم ضمني مع رفيق الحريري، موقفاً مدوِّياً طارحاً احتمال تمديد ولاية الرئيس في السنة المقبلة، فبدا كأن القيادة السورية تريد هذا الخيار وتُشجِّع عليه. كذلك دخل وليد جنبلاط على خطِّ هذا المسعى، وفي وقت متأخّـر من عام 1995 انضـم اليهـم عميد حـزب “الكتلة الوطنية” ريمون إده من باريس فقال “رئيس سوري ثلاث سنوات خير من رئيس سوري لست سنوات”، في إشارة إلى مرحلة انتقالية في الرئاسة إلى حين وقوع تطورات إقليمية تصوِّب المسار الداخلي في البلاد. (…)
التمديد حاصل
في 14 أيار/مايو1995 قصد نبيه برِّي دمشق واجتمع بالرئيس حافظ الأسد، وعاد ليقول في 16 أيار/مايو إنه يرفض تعديلاً للدستور في العقد العادي الحالي لمجلس النواب الذي ينتهي في 31 أيار/مايو. بعد يومين، صرَّح رفيق الحريري بضرورة استعجال بتِّ الاستحقاق، ثمَّ ذهب بدوره إلى دمشق في 18 أيار/مايو واجتمع بالرئيس السوري، وعاد ليلاً كي يلتقي رئيس الجمهورية ورئيس المجلس، ويعلن في الغداة استقالة حكومته، فيعاد تكليفه في 21 أيار/مايو ويؤلف حكومة جديدة من 30 وزيراً صدرت مراسيمها في 25 أيار/مايو. في 6 حزيران/يونيو نالت حكومة الحريري الجديدة ثقة 76 نائباً، في مقابل 18 نائباً حجبوها، وامتناع خمسة نواب من 99 نائباً حضروا الجلسة. طغى تأليف الحكومة الجديدة على الحدث الأهم، فبدا أن المقصود من تلك “المناورة” صرف الأنظار والتسويف.
كان ذلك إيذاناً بتأجيل انتخاب رئيس جديد للبلاد إلى العقد العادي الثاني للبرلمان في منتصف تشرين الأول/أكتوبر.
في ذلك الحين حدث شيء لم يُكشف عنه، وبقي طيَّ الكتمان، وهو أن الرئيس السوري في مطلع أيار/مايو استدعى غازي كنعان الذي كان، حتى ذلك الوقت كما أعلم، قليل الحماسة لخيار التمديد، وحمَّله رسالة إلى نظيره اللبناني ضمَّنها قراره تمديد ولايته، فكان عليه أن ينصاع إلى قرار قيادته.
أبلغ غازي كنعان الياس هراوي أنَّ قرار التمديد اتّخذ، وله ان يحدِّد موعد وضعه موضع التنفيذ.
عندما تلقَّى غازي كنعان الاستدعاء من الرئيس الأسد، توقَّع ما سيسمعه من الرئيس في الغداة. في ذلك النهار كنا مدعوين إلى غداء في “عيون أرغش” بدعوة من قبلان عيسى الخوري، في حضور عدد كبير من الشخصيات. انتحى بي غازي كنعان جانباً إلى مكان مطلٍّ على جبل الأرز، قائلاً: “هل ترى هذا الجبل”؟
أومأت برأسي، فقال: “يتحرَّك هذا الجبل ولا تتحرَّك إرادة السيد الرئيس”.
قلت: “ماذا تعني؟”
قال: “التمديد حاصل”.(…)
دنا مخايل ضاهر من غازي كنعان يسأله عما ينتظر الانتخابات الرئاسية، فردَّ: “التصويت برفع الأصابع”
ثم ارتفعت الأصابع
يوم السبت في 30 أيلول/سبتمبر1995 أقام الرئيس عمر كرامي عشاءً كبيراً في “الناعورة”، في مدينة طرابلس، بمناسبة عقد خطوبة ابنه، حضره غازي كنعان إلى جانب عدد كبير من الوزراء والنواب والسياسيين.
دنا مخايل ضاهر من غازي كنعان يسأله عما ينتظر الانتخابات الرئاسية، فردَّ: “التصويت برفع الأصابع”.
سرت العبارة بين الحاضرين كالنار في الهشيم، يتهامسون حول مغزاها. هذا يعني أنَّ الاستدارة قد اكتملت، وحان وقت الاصطفاف، ولا مجال للتستُّر. كلُّ واحد إصبعه يدلُّ عليه.
صباح الاثنين، في 2 تشرين الأول/أكتوبر 1995، نشرت صحيفة “الحياة” السعودية وقائع الليلة تلك وحوارات الوزراء والنواب والسياسيين، الموزَّعين إلى طاولات، عن الانتخابات الرئاسية بما فيها العبارة المنسوبة إلى غازي كنعان، فأوحت الجريدة، لغرض في نفس يعقوب، بأنَّها تنطوي على تهديد ضمني، وإيعاز مباشر إلى النواب، بالاقتراع للتمديد للياس هراوي فحسب. قامت الضجة في البلاد ولم تقعد.
غداة نشر أحاديث عشاء طرابلس، سارع الوزراء والنواب إلى نفي ما فُهِم من كلام غازي كنعان، حيال تمديد الولاية جهاراً برفع أصابعهم، للتأكد من تصويتهم. هناك من أراد تفسيره على أنه “إذعان مطلق للإرادة السورية”.
لكن الحقيقة هي أن غازي كنعان كان يُردِّد ما قلته له في السيارة في طريقنا إلى عشاء طرابلس حين سألني:”كيف يحصل انتخاب الرئيس في مجلس النواب؟”
أجبته شارحاً هذه النقطة: “هناك ثلاث وسائل في شأن التصويت على القوانين، برفع الأيدي، أو المناداة بالأسماء، وانتخاب الرئيس يجري بطريقة الاقتراع السرِّي كما ينص الدستور. نحن سنكون في صدد إقرار قانون وليس انتخاب رئيس. التصويت الموجب على القانون العادي أو الدستوري يكون برفع الأيدي”.
هكذا، ردَّ غازي كنعان على مخايل ضاهر في العشاء، مستنداً إلى ما أوردته له عن آلية التصويت في مجلس النواب. أُسيء فهم ما قاله، وحُمِّلت عبارته أكثر مما تحمل، ونُسجت من حولها روايات وتفاصيل غير صحيحة. لم يضمر ما يتجاوز بساطة ما قاله فحسب. لكن ما العمل، والقلوب ملآنة، وكلُّ واحد ينتظر الآخر على كلمة أو إشارة أو غمزة عين!
اليوم نفسه اجتمعت هيئة مكتب مجلس النواب برئاسة نبيه برِّي وبحضوري، واتفقنا على عدم تسهيل تمرير أي اقتراح نيابي بتعديل أحادي للمادة 49 يقتصر على التمديد لرئيس الجمهورية، ما لم يقترن بتعديل مزدوج للمادة تلك وفتح الخيارات.
بعد الاجتماع أبلغت إلى الصحافيين أنَّ انتخابات رئاسة الجمهورية “تاريخياً عبارة عن تقاطع مصالح دولية – إقليمية – محلية”، متسائلاً:
“لماذا التركيز على الواقع الإقليمي من دون الأخذ في الاعتبار الواقع الدولي، وحصراً موقف الولايات المتحدة؟” أعدت التذكير بأن مسؤولين لبنانيين بارزين جهروا منذ أيار/مايو الفائت بدعم التمديد لرئيس الجمهورية المعني، ناهيك برفيق الحريري، ووليد جنبلاط، والرئيس السابق شارل حلو، والنائب السابق بطرس حرب.
رسالة عبر “الأهرام”
في يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر 1995 كان عند الرئيس حافظ الأسد الخبر اليقين، فتقصَّد في حديث له مع جريدة “الأهرام”، إطلاق التمديد للرئيس اللبناني، فقال:
“إنَّ اصدقاءنا وأشقاءنا اللبنانيين مع التمديد للرؤساء الثلاثة، والحقيقة أن رئيس الدولة هو المعني بالتمديد”.
وكان لهذه العبارة رجع صدى في بيروت فتدحرجت كرة الثلج على نحو لم يكن يتصوَّره أحد.
التقى نبيه برِّي رفيق الحريري وأبدى له مرونة في تقبُّل تمديد ولاية الياس هراوي بعدما كان عارضه، قائلاً إنه لا يمانع فيه “إذا جاء من فوق”، في إشارة إلى رئيس الجمهورية: أي أن يطلب هو بالذات البقاء في السلطة بمشروع قانون دستوري.
كذلك اجتمع رؤساء عشر كتل نيابية في 11 تشرين الأول/أكتوبر وقرَّروا التفويض إلى رئيس المجلس إخراج التمديد توافقياً. اجتمعوا به، وحملوا إليه هذه الرغبة التي أفصحوا عنها في بيان أدلوا به.
كان ردُّ بكركي في 14 تشرين الأول/أكتوبر، بلسان البطريرك، حازماً ومتشائماً:
“إن النظام الديموقراطي في لبنان في احتضار وإلى زوال”.
في 16 تشرين الأول/أكتوبر اجتمع مجلس الوزراء برئاسة رفيق الحريري، وغياب رئيس الجمهورية، وعرض حيثيات هذا الخيار، متمنياً على الرئيس الموافقة على اقتراح تعديل الدستور لتمديد ولايته. جارى مجلس الوزراء شرح رفيق الحريري ورفع تمنيه إلى الياس هراوي، فوافق في جلسة ثانية لمجلس الوزراء تبنَّت اقتراح تعديل المادة 49 من الدستور. فالمادة 76 منه تلحظ صلاحية رئيس الجمهورية في طلب تعديل الدستور. أُحيل مشروع القانون الدستوري على مجلس النواب، فإذا نحن في قلب ولاية ثانية للياس هراوي.
– كتاب “أجمل التاريخ كان غداً”، صادر عن دار سائر المشرق، بطبعته الأولى في مطلع العام 2020.
الحلقة 1، أجمل التاريخ كان غداً: شاهد على حقبة:
https://180post.com/archives/10168
الحلقة 2، مشادة تاريخية بين الفرزليين أديب وإيلي:
https://180post.com/archives/10266
الحلقة 3، زحلة تنتظر النجدة منذ 45 سنة:
https://180post.com/archives/10443
الحلقة 4، الماروني يلغي الثنائي الكاثوليكي ويتقرّب من بشير:
https://180post.com/archives/10552
الحلقة 5، هكذا تعرفت على غازي كنعان:
https://180post.com/archives/10690
الحلقة 6، كنعان: دعهما (عون وجعجع) يكسران الجرة:
https://180post.com/archives/10807