يُمكن تشبيه العالم الرقمي بالمرآة التي تعكس دينامية أيّ مجتمع، لكن لا تعكس هذه المنصّات الرقمية فقط الانتماءات السياسية لمُستخدميها بل تُساهم في تعزيز التموضع الهوياتي على ما عداه.
وتحتل منصّة “تويتر” حالياً المرتبة الأولى، بوصفها حلبة الصراع الأساسية في وقت يقل الاهتمام بالمنصّات الأخرى، ومن البديهي أن يكون محتوى منصّات التواصل الإجتماعي، هو ما تحفل به ما تسمى الحياة السياسية في لبنان. تصوروا مثلاً أن تغريدة سياسية أو إعلامية واحدة كانت كفيلة بجعل سعر صرف الدولار يتحرك صعودا ونزولاً في الأيام والأسابيع التي سبقت تأليف حكومة نجيب ميقاتي. دينامية تُحرّك العديد من المسائل والقضايا وليس العكس، وهذه من المفارقات اللبنانية، حيث صار جزء من جمهور “الثورة” يخوض المواجهة مع السلطة في الفضاء الإفتراضي، وترد عليه السلطة عبر الفضاء نفسه، وبالتالي يكتسب هذا وذاك شرعيّة إضافية عبر هذا الجو التصادمي، الذي بدأ يتخذ أشكالاً خطيرة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ما يأخذنا إلى مفهوم قوّة الحضور الإلكتروني The power of visibility.
وفي وقت تحوّل جمهور الأحزاب اللبنانية إلى أدواتٍ طيّعة بيد السياسيين أنفسهم الذين حكموا البلد بالتراضي طوال عقود من الزمن، صرنا معتادين على جمهور هو صورة طبق الأصل عن هذه الطبقة السياسية التي تعتاش على الأزمات وتشدّ من خلالها العصب الطائفي والمناطقي، فتكون النتيجة زيادة التقوقع أكثر على صعيد الدين، الطائفة، المذهب، القبيلة، العشيرة، العائلة والمنطقة. حتى أن خطاب التقوقع الذاتي راحت تكبر مساحته افتراضيًا.. وهذا الواقع يأخذنا بيدنا نحو فيدراليات الأمر الواقع، للأسف الشديد.
يُشبّه د. محمود طربيه دينامية هذه الجيوش الإلكترونية بطبيعة تحرّك الجيوش العسكرية، أي أنّ هذه الأخيرة قد تقوم بهجوم مفاجئ أحيانًا، أمّا أحيانًا أخرى فقد تحشد وتهجم أو تكون في موقع الدفاع عن النفس
إستراتيجية التسويق
في هذا السياق، يُمكن استرجاع ما تحدّث عنه كل من دومينيك بيوتيه (Dominique Piotet) وفرانسيس بيزاني (Francis Pisani) في كتابهما “Comment le web change le monde: L’alchimie des multitudes” وهو السلوك الشبكي الناتج عن هذه الدينامية التواصلية الجديدة. إذ يعمد مستخدمو المنصّات إلى بناء نوعٍ من التطابق والتكتّل في ما بينهم بحسب توجّه كل مجموعة وبخاصّة المجموعات المتناغمة سياسيًا، ما يُساهم في خلق نوعٍ من الترابط بين المستخدمين الرقميين، من خلال الخصائص التي تُوفّرها عملية التفاعل (التعليقات، المنشورات، الصور، الهاشتاغات إلخ).. فيتحوّل مستخدمو هذه الوسائل إلى إئتلافات إفتراضية، كما نشهد في النموذج اللبناني.
في هذا النموذج، يجري تخصيص ميزانيات ضخمة لأجل القدرات البشرية اللازمة والإدارة والمحتوى وإنشاء الجيوش الإلكترونية المُحترفة. ولا ننسى الصفحات الإلكترونية الناطقة بإسم الأحزاب اللبنانية، من دون إهمال أدوار “المؤثّرين” الذين يُساهمون في الترويج للأحزاب وبينهم شخصيات غير حزبية، وهو ما يُعرف بـ”استراتيجية التسويق عن طريق المؤثرين”.
جيوش ومعارك إلكترونية
لا شك أنّ موضوع استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي من قبل جمهور الأحزاب وديناميته يحمل العديد من الأبعاد والتشعّبات. ويشرح الأستاذ في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور محمود طربيه تحركات المجموعات الإفتراضية المتناحرة وكيف يُمكن ربطها بما يُعرف بالحروب الإفتراضية (Cyberwarfare) عبر منصّات مواقع التواصل الاجتماعي. يقول طربيه: “هذه الحرب لها استراتيجياتها، قادتها، جيوشها ومرتزقتها الذين يعملون مع هذه الجيوش. بالتالي نحن نتحدث هنا عن جيوش إلكترونية تشن الحروب أو الحملات العسكرية الإفتراضية باستخدام أسلحة الحرب الإفتراضية المُتوفّرة (فيديو، نص، تغريدات، animation…)”. ويُشبّه دينامية هذه الجيوش الإلكترونية بطبيعة تحرّك الجيوش العسكرية، أي أنّ هذه الأخيرة قد تقوم بهجوم مفاجئ أحيانًا، أمّا أحيانًا أخرى فقد تحشد وتهجم أو تكون في موقع الدفاع عن النفس. فكل استراتيجية تنطلق من طبيعة المرحلة، تبعًا لمن هو المستهدف أو من هو العدو.
طربيه: في الحروب الافتراضية لا تتحرّك الجماهير بشكل عفوي. لا ينفي ذلك وجود من يسمون بالمرتزقة وهم الأشخاص الذين يتعاطفون مع حدثٍ أو طرفٍ ما، فبالتالي تتصرف تلقائيًا
من هنا، تُعتبر أحداث مغدوشة ـ عنقون وعكار العتيقة ـ فنيدق نموذجاً للشحن الطائفي نفسه الذي كان سائدًا خلال الحرب اللبنانية، لكن بفارق نوعي هو شن حملات “عسكرية” إفتراضية تُشبه جولات القتال على الأرض في زمن الحروب الأهلية، وما رسّخ أكثر هذا الأمر تحوّل النقاش على هذه المنصّات إلى صراعٍ ثنائي بين الأوادم والبلطجية أو بين المعتدين على المُقدسات وحماتها من المُعتدين (حادثة نهر الكلب بين الناخبين السوريين وعناصر القوات اللبنانية) إلخ..
إنّ ما يحصل إفتراضيًا من معارك ليس سوى عيّنة من المشهد الافتراضي اللبناني.. ألفاظ نابية، تخوين، تحقير وإستخدام عبارات عنيفة وصادمة، ويُؤكد الدكتور طربيه أنه في الحروب الافتراضية “لا تتحرّك الجماهير بشكل عفوي. لا ينفي ذلك وجود من يسمون بالمرتزقة وهم الأشخاص الذين يتعاطفون مع حدثٍ أو طرفٍ ما، فبالتالي تتصرف تلقائيًا”. لكن هذا لا يمكن أن يُؤسس لتراند Trend، بل إنّ ما يؤسس لها هو ما يقوم به أشخاص ملتزمون، أي بمعنى آخر الذين لديهم كل الأدوات والتجهيزات اللازمة. “فالملتزمون حزبيًا تأتي غالبًا أوامرهم (كلمة السر) من مكانٍ ما لكي يهجموا على الخصم”، يقول طربيه.
وفي ظل سقوط فكرة عفوية الجماهير وتحوّل المسائل المُختلفة التي تدور في فلك هذه المنصات إلى Trends، يُمكن القول أنّ الطبقة السياسية الحاكمة قد فهمت أهمية هذه المنصات. وهذا واضحٌ عبر تسخيرهم كل قدراتهم وإنشائهم وحدات خاصة بالإعلام الإلكتروني ورصد تحركات هذه المنصات. فتعاظم وعي الطبقة الحاكمة بأهمية معركة كسب عقول وقلوب مناصريها وتحقيق وجود افتراضي فعّال موازٍ لوجودها على الأرض.
سيكولوجيا الجماهير الإلكترونية
عند التحدّث عن الفقاعات التي يخلقها العالم الرقمي، يبقى أحد أهم الإصدارات في مجال بحوث الرأي العام كتاب “سيكولوجيا الجماهير” للمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون (Gustave Le Bon). فقد تطرّق لوبون إلى اتخاذ الجماهير صفات مُحددة قد لا تكون موجودة فيها سابقًا قبل انضمام الفرد إلى حشد أو جماعة مُعيّنة. فيُقدم بالتالي نتيجة الشحن العاطفي، التحريض والتكرار على تصرفّات وأفعال غير منطقية دائمًا، لا يكون واعيًا كليًا لها في وقتها، بل يُصبح واعيًا لها بعد مغادرته هذه الجماعة. ويربط الدكتور طربيه تصوّر لوبون بتصرف مناصري الأحزاب هنا، فيقول إنّ الحزبيين يُحرّكهم بالتالي اللاوعي. فالمجموعات كما يشرح تمشي بالهوس وتتحرك تبعًا للجوّ العام أو الموجة السائدة.
ويدخل في الخطاب الإفتراضي الدائر الترويج والتمجيد من جهة، وشيطنة الآخر وتشويه صورته من جهة أخرى. فيصف مثلًا أحد مناصري التيّار الوطني الحر كل من لا يشكر الرئيس ميشال عون بـ “العميل”، “الشيطان” و”المجرم”. كما يُطلق أحد المستخدمين المناصرين للتيار الوطني الحر على الوزير جبران باسيل لقب “الريّس”، ويُكمل منشوره قائلًا: “إنّه حربة في قلب كل مسيحي متواطئ ضد أخيه المسيحي وأولهم رأس الكنيسة”.. بالتالي يتخذ التخوين هنا طابعًا طائفيًا بغيضًا.
من الجهة الأخرى، يُمّجد منشور لأحد مناصري حزب القوات اللبنانية رئيس الحزب سمير جعجع عبر وصفه بـ “القائد” و”مارد معراب الحكيم”، ويسترجع تاريخ الحرب عبر قوله “بناء دولة بكيانه وشهدائه”. لا تخلو المنشورات والتغريدات أيضًا من ترسّبات الماضي، فيقول أحد المُغردين: “حيث لم ولن يجرؤ الآخرون” و”وقت الخطر قوات”. وتعمد إحدى مناصرات حزب القوات اللبنانية إلى الترويج لما يحاول حزب القوات منذ 17 تشرين تثبيته في ذهن الجمهور المسيحي بفصل نفسه عن المنظومة الحاكمة، عبر هاشتاغ “الفرق كل الفرق”.. وهو الذي انتشر ضمن خطة القوات لتلميع صورتها عند جمهور “الثورة”!
وعلى سبيل المثال لا الحصر، ارتأى مناصرو التيّار الوطني الحر أن يشنّوا هجومًا ممنهجًا على الإعلامية ليال سعد بعد نشرها تغريدة إنتقادية بعد تغطيتها مجريات الملف الحكومي في القصر الجمهوري. حملت هذه الحملة الكثير من العدوانية غير المُفسّرة. فوصفها مثلًا النائب زياد أسود في إحدى تغريداته بالـ”جربوعة”، واستمر الهجوم عليها من قبل عدد كبير من مناصري التيّار الوطني الحر المُمتعضين من تغريدتها. ليصفها مناصر آخر للتيار العوني بـ”الزقاقية”. مضمون الرسالة أنه في الجمهوريات الإفتراضية وكانتوناتها، أصبح التعبير عن الرأي الآخر مرفوضاً.
خطاب الكراهية
تأخذنا هذه الأمثلة وغيرها إلى التصوّر السلبي لسلوك الجماهير التي تحدّث عنه لوبون. هذه الجماهير لا تُفتّش عن الحقيقة والموضوعية والصدقية، بل على العكس تريد تثبيت قناعاتها مهما كان الثمن، ما يفسح المجال أمام صفحات مناصري الأحزاب لكي تتحوّل إلى مساحة للترويج لخطاب الكراهية وتعزيز الصدام الحاصل وتأجيجه من دون أي نقاش أو تفكير. كما يربط الدكتور طربيه العدوانية الظاهرة بخطاب الكراهية الذي يُضخ عبر هذه المنصّات. فتُصبح الجماهير أكثر عُرضة لأن تكون شرسة وعدوانية أكثر.
نستنتج مما سبق ومن رصد خطاب منصات مواقع التواصل الاجتماعي والعبارات المُستخدمة في خطابها المُتداول، أنّ لخطاب الكراهية أرضية خصبة في لبنان، فهو يتزايد وينمو نتيجة العيش في بيئة مشتعلة ومتوترة. هذا الأمر ينعكس بالتالي على منصّات مواقع التواصل الاجتماعي. ويشرح الدكتور طربيه هذا الأمر قائلاً إنّ أيّ موضوع مثل تهريب المازوت أو محطات البنزين يُمكن أن يتحوّل بين فئتين إلى نوع من صراع بين طرفين أو محورين “وهذا نتيجة وجودنا في بيئة يغيب عنها الاستقرار الأمني والاجتماعي”.
تويتر بات مصدرًا أساسيًا للرسائل والمعلومات السياسية المُختلفة والمُوجهة بخاصة. ولكلّ حزبٍ وزعيم وجهاز أمني شخصياتهم “المفتاحية” التي يُشاركونها المعلومات حول مسألة ما في وقتٍ مُحدد وربما عبر منصة محددة
حروب وتأهب ومفاتيح
لا تنحصر أهمية الوسائط الإجتماعية بما سبق، فكما تنتشر الرسائل المُوجّهة عبر الإعلام التقليدي ويتم استضافة شخصيات معروفة في الشأن السياسي، وتكون تملك المعلومات التي بالأصل هي مُوجهة من طرف سياسي ما أو جهة أمنية ما، ما يجعل المعلومات التي يُشاركونها مُوجهة عن قصد. نجد الأمر نفسه على المنصات الرقمية وبخاصة تويتر الذي بات مصدرًا أساسيًا للرسائل والمعلومات السياسية المُختلفة والمُوجهة بخاصة. ولكلّ حزبٍ وزعيم وجهاز أمني شخصياتهم “المفتاحية” التي يُشاركونها المعلومات حول مسألة ما في وقتٍ مُحدد وربما عبر منصة محددة.
إنّ الامثلة كثيرة بهذا الشأن وشخصيات الوسط الإفتراضي باتت معروفة، لكن الأمر المُشترك بينها أنّ تطوّر الفضاء الاتصالي غيّر الكثير بدوره. بحيث قبل الآن كان هناك المُخبر الصحافي، لكنّ اليوم بات للسياسيين وقادة الأجهزة الأمنية ناسها المُؤثرون الذي يُدخلونهم في لعبة المعلومات والمعلومات المُضادة.
من الجانب الآخر، تُطرح أسئلة محورية حول أسباب نزوح رؤساء الأحزاب بكل مؤسساتها والسياسيين إلى هذا الفضاء. وبالتالي لا يمكننا سوى مُلاحظة التغيّر الهائل في خطاب السياسيين تجاه هذه الوسائط، لدرجة باتت في كثير من الأحيان شغلهم الشاغل. والدليل على ذلك تسخيرهم كل هذه الإمكانيات والأموال لتشكيل وحدات إتصال وتواصل. لذا، تُصبح خطابات الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله التي تأخذ هذه الوسائط حيزًا منها جديرة بالتوقّف عندها. بحيث تحدّث مرات عدّة عن الجيوش الإلكترونية وطالبها مراراً بأن تبقى مُتأهبة وحاضرة.
من هنا، لا يخفى على أحد احترافية الوحدة المُختصة بالفضاء الإلكتروني في حزب الله. إذ يُقسم جيشه الإلكتروني إلى وحدتين إن أمكن القول. فهناك المُوجه للداخل والآخر المُوجه للإسرائيلي كجزءٍ من الحرب النفسية والإعلامية مع هذا العدو.
واللافت للإنتباه أيضًا تمتّع حزب الله بقاعدة مستخدمين وناشطين رقميين كبيرة وتنشط كثيرًا استراتيجيات الترويج لصورة الحزب و”تضحياته” في سبيل بيئته واستقرار لبنان وللمساعدات التي يُقدمها للبيئة الشيعية ومؤخرًا لكل البيئات اللبنانية. فمع مسألة الباخرة الإيرانية واستيراد النفط الإيراني مثلاً، برز هاشتاغ “سفننا لكل لبنان” وتناقله المستخدمون بكثرة. على سبيل المثال، تعلّق إحدى المناصرات لحزب الله قائلة: “أنتَ السما لبتخاف عبلادي”. ويُهاجم احد مناصري حزب الله رئيس حزب القوات وتيار المستقبل، ويقول “يكفي عويل سمير جعجع وسعد الحريري لكي نتأكد أن خطاب باخرة النفط أصاب عصابة عوكر بالهلع (يذكروننا بإصابات المستوطنين اليهود بالهلع)”.. أيضًا صار لرحلة المازوت الإيراني من منطقة لبنانية إلى منطقة أخرى “ترانداتها”، كما حصل مع ترحيب رئيس بلدية زحلة أسعد نكد بالمحروقات الإيرانية بعبارة “خوش أمديد” (مرحبًا بكم)!
كانتونات إفتراضية
لقد فهمت الأحزاب اللبنانية بأنّ استمراريتها لا تتحقق إلا من خلال امتداد إلكتروني فاعل لها. وتسخير هذا العالم لصالحها عبر شد العصب الطائفي واستخدام مُختلف نظريات الاتصال ونظريات التسويق، لم يعد أمرًا نغفله. فحتّى أنّها فهمت أنّ الحشد والتسويق الإلكتروني ضروري وحيوي في الانتخابات النيابية وهذا ما شهدناه بكثرة ولأوّل مرة في الانتخابات النيابية واللبنانية في العام 2018 وسيأخذ أشكالًا متطوّرة أكثر في الانتخابات النيابية المُقبلة إن حصلت في موعدها.
إذن وفي وقت تحوّلت المساحة الإفتراضية إلى جبهة صراعٍ إضافية بين الأحزاب اللبنانية ثم مناصريها، تُصبح هذه الظاهرة مُقلقة جدًا باعتبارها تحمل أبعادًا خطرة. فالكانتونات الطائفية بات لها وجود عبر هذه المنصات أيضًا. ويُصبح التلاعب بالجماهير أكثر سهولة وخطورة خلال الأزمات، وغياب الاستقرار الاجتماعي. لكن لا يخفى على أحد تشّكل خطاب “مُستحدث” سياسي رقمي وتحرري للمجموعات الناقمة على هذه السلطة والخارجة عن أيديولجيتها السائدة. خطاب يأخذ بدوره مساحة لا يُستهان بها في هذا الفضاء الإلكتروني.
كل ما سبق، يأخذنا إلى العديد من الإستفهامات المشروعة: هل ما يفعله هذا الحزب أو ذاك يخدم صورته؟ وهل يُساهم في الترويج الحقيقي له وصولاً إلى استقطاب جمهور جديدٍ أم فقط يبقى مُوجهًا لبيئته أو على طريقة “ما يطلبه المستمعون”؟