
خطت الحكومة اللبنانية الفتية خطوة كبيرة في مسار ملء الشواغر في العديد من المراكز الحسّاسة في البلاد، وذلك مع تعيين الخبير المالي كريم سعيد حاكماً أصيلاً لمصرف لبنان المركزي اثر شغور في المنصب قارب السنة وثمانية أشهر ملأه الحاكم بالانابة وسيم منصوري.
خطت الحكومة اللبنانية الفتية خطوة كبيرة في مسار ملء الشواغر في العديد من المراكز الحسّاسة في البلاد، وذلك مع تعيين الخبير المالي كريم سعيد حاكماً أصيلاً لمصرف لبنان المركزي اثر شغور في المنصب قارب السنة وثمانية أشهر ملأه الحاكم بالانابة وسيم منصوري.
أنجزت القوى السياسية اللبنانية خلال شهر واحد ما عجزت عن انجازه خلال عامين ونيف، إذ استطاعت أن تنتخب قائد الجيش جوزاف عون رئيساً للجمهورية وأن تُكلّف القاضي نواف سلام بتشكيل حكومة بعد أن تخلى عن منصبه رئيساً لمحكمة العدل الدولية، معظم أعضاءها من غير الحزبيين المباشرين وإن كانوا يحظون بتأييد قوى حزبية.
المعارضة عمرها من عمر هذا الكيان اللبناني. يتقدم حضورها أو يتراجع تبعاً لعوامل سياسية متحركة، ولا سيما ما يتصل بدينامية القرار، وكلما تراجع العامل الخارجي، صار العامل الداخلي أكثر حضوراً.. والعكس صحيح.
لا شكّ في أنّ هناك فئة وازنة من اللّبنانيّين صُدمت وتُصدم، في هذه المرحلة من الحرب الإسرائيلية على لبنان بالذّات، من تلقّي أغلب زوايا خطاب ما نسمّيه عادةً بـ"اليمين المسيحيّ"، ولا سيّما منه خطاب الحزب الذي يُمثّل اليوم باعتقاديّ "دينامو" هذا اليمين الرّاديكاليّ: فكريّاً، واجتماعيّاً، وتنظيميّاً، وسياسيّاً.. ألا وهو حزب "القوّات اللّبنانيّة". أمّا سؤال لماذا نعتمد تسمية "اليمين المسيحيّ"، فنتركه لسياقات أخرى، مع دعوة قارئنا إلى التّركيز على المقاصد والمعاني بَدَلَ التّعلّق بالألفاظ والمباني.
هو سباق مكشوف بالنار والدماء والدموع والتدمير يُطلق صافرته المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، فيما يحاول الجانبان اللبناني والإسرائيلي ممارسة لعبة لي الأذرعة في ربع الساعة الأخير، قبيل التوصل إلى وقف النار بين لبنان وإسرائيل.
مُجدداً، تقدم الدور القطري على أدوار باقي أطراف اللجنة الخماسية (الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر)، لكن هذه المرة بفارق محاولة استفادة الدوحة من تجاربها طيلة سنة وسبعة أشهر من عمر الفراغ الرئاسي في لبنان. كيف؟
ليس تفصيلاً أن يُعقد لقاء للقوى المعارضة لحزب الله في معراب، ولا يمكن القفز فوق الغياب الواسع لمكونات رئيسية عن "مشهدية القرار 1701" التي أريد لها أن تُتوّج سمير جعجع زعيماً وطنياً للمعارضة. هذا الدور الذي لعبه سابقاً سعد الحريري، وريثاً لدم والده رفيق الحريري ومُستظلاً بوهج لحظة 14 آذار/مارس 2005، لا يبدو أنه سهل المنال قواتياً. لماذا؟
منذ سنوات وتحديداً بعد ثورة 17 تشرين/أكتوبر 2019، عكف حزب الله على مقاربة مسارات سياسية داخلية في إطار استشعاره دقة الواقع اللبناني وحساسيته. ومن يرصد المرحلة الممتدة من 2005 إلى 2016 يستشعر بأن حزب الله بعد هذا التاريخ بات يتعاطى مع الملف الداخلي بعناية كبيرة، وهذا الأداء ينطوي على اقتناعه أن الانقسام العامودي في لبنان قد يُمهد إلى افتراق اجتماعي في ظل تصاعد الخطاب الانفصالي.
صارت وظيفة اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان لبنانية بامتياز. ملء الوقت الضائع بالكلمات واللقاءات والتحركات المناسبة. ثمة اقتناع لدى بعض أطراف اللجنة أن الخارج ليس قادراً وحده على انتاج رئيس جمهورية جديد ولا الداخل وحده يستطيع تحمل هذه المسؤولية. لا بد من قفل ومفتاح لترتيب الواقع اللبناني في المرحلة المقبلة.
أثار الموقف الذي أطلقه رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، بشأن ربط وقف إطلاق النار في جنوب لبنان بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مواقف متناقضة بين من وصفه بالموقف الشجاع والعروبي وبين من اعتبره لا يمثل كل الطيف اللبناني وبالتالي حوّل حكومته إلى حكومة ناطقة باسم "محور الممانعة"!