هل حان الوقت لعقد معاهدة بين طهران وواشنطن؟

في تعليقه علی اجتماع بروكسل بين المعاون السياسي لوزارة الخارجية الايرانية علي باقري ومنسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي انريكي مورا، قال المبعوث الامريكي للشأن الايراني روبرت مالي "ان طهران يمكنها أن تتشاور مع أي طرف تريده، لكن هذه المشاورات لا يمكن أن تكون بديلاً عن المحادثات مباشرة مع الولايات المتحدة".
وفي معرض إشارته إلى عدم رغبة إيران في التفاوض مباشرة مع أميركا، قال روبرت مالي “على الأقل يجب أن يطرحوا هذه الأسئلة في فيينا، لأنهم لن يحصلوا على إجابة في الحوار مع الاتحاد الأوروبي”.
هذه التصريحات التي اطلقها مالي قبيل اجتماع بروكسل، اثارت عدة علامات استفهام بشان مصير المباحثات النووية وامكانية عودة الجانب الامريكي لطاولة 5+1 بعدما انسحب منها عام 2017؛ خصوصاً ان مصدراً ايرانياً مطلعاً نقل الاربعاء الماضي ان ايران مستعدة للحوار مع اوروبا بشان إحياء الاتفاق النووي.
في الوقت نفسه، وضع مالي كافة الخيارات علی الطاولة، ومنها ما قاله لصحيفة “بوليتيكو” الامريكية يوم الجمعة الفائت بـ”احتمال توقيع واشنطن وطهران اتفاقا منفصلا تماما بمعايير مختلفة عن الاتفاق النووي”.
وتشير المصادر الی رغبة ايرانية ـ اوروبية في احياء الاتفاق النووي بعيداً عن الجانب الامريكي بالشكل الذي تتعهد فيه اوروبا بتفعيل الآلية المالية للتعامل التجاري مع ايران وتنفيذ كامل البنود الاقتصادية الواردة في “الاتفاق النووي” مقابل قبول ايران إلغاء خطوات التصعيد في برنامجها النووي استنادا إلی قرار البرلمان الايراني الذي صدر في كانون الأول/ديسمبر 2020.
هذه الرغبة برزت بعدما وصلت شروط الجانبين الايراني والامريكي الى طريق مسدود يصعب من خلاله استئناف مسار فيينا كما كان قبل يونيو/حزيران الماضي.
الهدف المهم هو فتح مفاوضات جديدة بين واشنطن وطهران بعيدا عن “الاتفاق النووي” تناقش كافة الملفات العالقة بين الجانبين من اجل وضع هذه العلاقات علی سكة جديدة ولربما اسفرت عن “معاهدة” ثنائية تخدم مصالح الجانبين علی قاعدة إلغاء كافة العقوبات المفروضة علی ايران
وتتحدث هذه المصادر ان هذه الرغبة برزت بعد “ازمة الغواصات” الاسترالية (شراءها من الولايات المتحدة بدل فرنسا) وتفكير بعض الدول الاوروبية وتحديدا فرنسا بعقد صفقة سياسية اقتصادية مع الولايات المتحدة لدور اكثر فاعلية في الشرق الاوسط خصوصا ان الامريكي يريد الخروج من هذه المنطقة، كما اعلن في اكثر من وقت وفي غير مرة.
المصادر ذاتها رأت استعداد الاوروبيين مساعدة الجانبين الايراني والامريكي الدخول في مفاوضات مباشرة مختلفة كليا عن مفاوضات “الاتفاق النووي” والتوقيع علی “اتفاق منفصل تماما، بمعايير مختلفة عن الاتفاق النووي”، كما عبر عن ذلك المندوب الامريكي روبرت مالي.
هذه القاعدة تستطيع تحقيق عدة اهداف:
أولاً؛ انقاذ “الاتفاق النووي” الذي تطالب به ايران.
ثانياً؛ رفع العقوبات اوروبيا عن ايران والسماح للتبادل التجاري عبر البنوك الايرانية.
ثالثاً؛ وضع حد للتصعيد النووي الايراني وعودة ايران للاتفاق النووي كما هو موقع عليه في يوليو/تموز 2015.
رابعاً، وهو الهدف المهم؛ فتح مفاوضات جديدة بين واشنطن وطهران بعيدا عن “الاتفاق النووي” تناقش كافة الملفات العالقة بين الجانبين من اجل وضع هذه العلاقات علی سكة جديدة ولربما اسفرت عن “معاهدة” ثنائية تخدم مصالح الجانبين علی قاعدة إلغاء كافة العقوبات المفروضة علی ايران؛ تستند إلی الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير بعد الاعتراف بالنظام السياسي في ايران.
المصادر تتحدث ان هذه التصورات تم بحثها خلال زيارة المسؤول الاوروبي انريكي مورا إلى طهران في وقت سابق من هذا الشهر وقد استكمل الحديث عنها في بروكسل.
واستنادا الی هذه المعلومات يبدو ان كافة خيارات المفاوضات والبدائل – كما عبر عنها روبرت مالي – هي الآن موضوعة علی الطاولة؛ وان الاسابيع القادمة حبلی بالكثير من التطورات.
Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  في تونس.. السلطة المِقصَلة تتهدد المجتمع المدني
محمد صالح صدقيان

أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية

Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
Download WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
udemy course download free
إقرأ على موقع 180  الصين تتحصن بالتكتلات.. الإقليمية