“يديعوت”: إطلاق عيدان ألكسندر مؤشر على انعدام ثقة ترامب بنتنياهو

Avatar18013/05/2025
يقول المحلل في "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي إنه من المبكر استخلاص استنتاجات، أو إلصاق صفة سلبية بالخطوة الأميركية المفاجئة المتمثلة باطلاق سراح الأسير الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، بموجب صفقة مع حركة "حماس"؛ صفقةٌ "قد تكون مُهينة قليلاً، وتجاهلت الحكومة الإسرائيلية"، على حد تعبير بن يشاي. ماذا تضمنت مقالته؟

“إن المفاوضات بشأن إطلاق سراح الجندي المخطوف عيدان ألكسندر، التي أجراها مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من دون عِلم إسرائيل، تمنح “حماس” مزايا واضحة، إذ يحظى التنظيم “الإرهابي” بفرصة ثانية ليكون طرفاً في حوار مباشر مع الولايات المتحدة، من دون وساطة إسرائيلية، الأمر الذي يمنحه شرعية وقدرة أفضل على ممارسة المناورة المباشرة مع الإدارة الأميركية، وإن كان ذلك على حساب مصالح إسرائيل.

يعبّر عدم إشراك إسرائيل في المفاوضات بشأن إطلاق سراح الجندي، حامل الجنسية الأميركية، عن انعدام ثقة الإدارة الأميركية بالحكومة الإسرائيلية، لكن صرخات الغضب في الإعلام والرأي العام في إسرائيل لأن “الولايات المتحدة لا تعير إسرائيل اهتماماً” مبالَغ فيها، في رأيي. علاوةً على ذلك، يمكن الادّعاء أن الخطوة الأميركية، التي تجري برعاية مباشرة من الرئيس ترامب، تُعد خطوة صحيحة ومرغوباً فيها “من خارج الصندوق”، إذ تتيح إعادة تفعيل المفاوضات المتعثرة بشأن إطلاق سراح المخطوفين، والتوصل إلى صيغة متّفق عليها بشأن “اليوم التالي” في قطاع غزة عندما تنتهي المعارك.

وفقاً لجميع المؤشرات، فإن النية الأميركية، بتشجيع من الوسطاء، وبموافقة “حماس”، هي أن يشكل إطلاق سراح عيدان ألكسندر كسراً للجليد الذي سيُستأنف في أعقابه التفاوض بشأن “مخطط ويتكوف”، ثم التقدم نحو صفقة شاملة تفضي إلى استعادة جميع المخطوفين، في مقابل وقف إطلاق نار ثابت طويل الأمد، وينهي الحرب.

إذا جرت الأمور على هذا النحو، فإن الولايات المتحدة تكون قد أحسنت صُنعاً باتخاذها خطوة، ربما لا تتماشى مع البروتوكولات الدبلوماسية في علاقاتها مع إسرائيل، وربما تساهم أيضاً في تدهور مكانة حكومة نتنياهو على الساحة الدولية، لكنها قد تغني عن العملية العسكرية “مركبات جدعون”، التي من المتوقع أن تبدأ خلال أيام قليلة، بعد انتهاء جولة ترامب في الشرق الأوسط.

يُمكن أن تتيح المفاوضات التي ستُفتتح لنتنياهو، الآن، إمكان الادّعاء أمام سموتريتش وبن غفير أنه لم يكن هو الذي قدّم التنازلات المطلوبة من أجل إطلاق سراح المخطوفين، بل إن الأميركيين هم الذين فرضوها عليه. ولذا، من المبكر استخلاص استنتاجات، أو إلصاق صفة سلبية بالخطوة الأميركية المفاجئة، والتي قد تكون مهينة قليلاً، وتجاهلت الحكومة الإسرائيلية. أو كما يحب ترامب أن يقول: “سنرى ما سيحدث” (We shall see what will happen)

إن عملية “مركبات جدعون” قد تفتح المجال لهزيمة “حماس” وانهيارها في قطاع غزة، لكنها تنطوي، في الوقت نفسه، على مخاطر مضاعفة على حياة وسلامة المخطوفين، فضلاً عن إصابات في صفوف جنودنا. في كلّ الأحوال، إذا كان في الإمكان تحقيق إطلاق سراح المخطوفين وتحجيم تهديد “حماس” في القطاع من دون عملية عسكرية جديدة، فهذا هو الخيار الأفضل، أيضاً في ضوء النقص والإرهاق في صفوف جنود الاحتياط.

لذلك، في إمكان مواطني إسرائيل، وبصورة خاصة حكومة نتنياهو، ابتلاع الإهانة، بل ربما مباركة الخطوة الأميركية، التي إذا قادت فعلاً إلى مفاوضات جادة ودَفعت الوسطاء إلى ممارسة ضغط فعلي على “حماس”، فقد يتبين في نهاية المطاف أنها نعمة نزلت علينا من السماء. ويعود ذلك، من بين أسباب أُخرى، إلى خشية “حماس” من عملية “مركبات جدعون” وسحب المساعدات الإنسانية من قبضتها، عبر الآلية الجديدة التي تُدار، إلى حد كبير أيضاً، من طرف الولايات المتحدة.

أعتقد أن الحكم على الخطوة الأميركية لن يكون ممكناً، إلّا بعد عدة أسابيع، أو أشهر، وذلك وفقاً للنتائج الطويلة الأمد والثابتة للمفاوضات بين إسرائيل و”حماس”، بوساطة مصر وقطر، وتحت إشراف مباشر من الولايات المتحدة، والتي يُتوقع أن تبدأ هذا الأسبوع، أو الأسبوع المقبل.

المبعوث المكلف من طرف ترامب، ستيف ويتكوف، والمبعوث الخاص لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، توجّها إلى إسرائيل، برفقة عائلة ألكسندر. سيلتقي ويتكوف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعدداً من الوزراء في الحكومة الإسرائيلية، وعلى ما يبدو، سيبدأ بتفعيل المفاوضات، بينما سيقدم له بوهلر المساعدة. من المفترض أن تشكل هذه الخطوة انطلاقة للمفاوضات، وهذه المرة، بمشاركة كاملة من إسرائيل.

وإذا ما أسفرت هذه المفاوضات، خلال أسابيع أو أشهر، عن إطلاق سراح جميع المخطوفين، وتأليف حكومة جديدة في قطاع غزة لا تضم حركة “حماس”، وتجريد هذا التنظيم من سلاحه، فإن إطلاق سراح الجندي، حامل الجنسية الأميركية، من جانب إدارة ترامب، هو بمثابة انطلاقة لمسار إيجابي للغاية، حتى من وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية.

مع ذلك، إذا ما رأت “حماس” في هذه الخطوة ضوءاً أميركياً أخضر للمماطلة والمناورة إزاء عدد المخطوفين الذين سيتم إطلاق سراحهم، أو في إخفاء بعضهم وعدم الإفراج عنه، وإذا بقيت “حماس” في قطاع غزة قوة تدير الأمور من وراء الكواليس، فإن الخطوة الأميركية التي بدأت اليوم ستكون نكبة للأجيال.

إقرأ على موقع 180  "حركة ترامب" تتقدم ومعها التسلُح.. الفوضى الأميركية آتية!

لذا، يجب التريث في إطلاق صرخات الغضب، وأيضاً في الاحتفالات، والاعتراف بحقيقة أن الأميركيين تصرّفوا عندما لم تكن الحكومة الإسرائيلية الحالية، لأسباب داخلية – سياسية وبسبب تركيبة ائتلافها، قادرة على التصرف، إلّا في الإطار العسكري. حتى مسألة تنظيم المساعدات الإنسانية، تولّتها الولايات المتحدة لمنع “حماس” من “نهبها”.

ويُمكن أن تتيح المفاوضات التي ستُفتتح لنتنياهو، الآن، إمكان الادّعاء أمام [الوزيرين] سموتريتش وبن غفير أنه لم يكن هو الذي قدّم التنازلات المطلوبة من أجل إطلاق سراح المخطوفين، بل إن الأميركيين هم الذين فرضوها عليه. ولذا، من المبكر استخلاص استنتاجات، أو إلصاق صفة سلبية بالخطوة الأميركية المفاجئة، والتي قد تكون مهينة قليلاً، وتجاهلت الحكومة الإسرائيلية. أو كما يحب ترامب أن يقول: “سنرى ما سيحدث” (We shall see what will happen)”.

(*) المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Premium WordPress Themes Download
Download Nulled WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
online free course
إقرأ على موقع 180  القضية الفلسطينية.. حاضرة رُغم كل العقبات