
أطل مؤخراً مصطلحٌ جديد على الساحة العراقية: "صدرنة السياسة"، نسبة للسيد مقتدى الصدر. البعض يقول أن رفض كتلٍ شيعيةٍ تكليف عدنان الزرفي إنطلق في الأساس من رفضها تكريس "الصدرنة".
أطل مؤخراً مصطلحٌ جديد على الساحة العراقية: "صدرنة السياسة"، نسبة للسيد مقتدى الصدر. البعض يقول أن رفض كتلٍ شيعيةٍ تكليف عدنان الزرفي إنطلق في الأساس من رفضها تكريس "الصدرنة".
منذ أن أصبح أميناً عاماً لحزب الله، لم تحمل أية إطلالة للسيد حسن نصرالله بعداً عاطفياً كالذي شهدناه، بعد خطاب الأمس المتلفز.
عناصر عدة تصب في خانة نجاح عدنان الزرفي في تأمين ولادة الكابينة الوزارية ضمن مهلة الشهر الدستورية. أبرزها قراره الذي كان قد أبلغه إلى المقربين منه، قبيل تكليفه، بنيته تشكيل حكومة من التكنوقراط الحزبيين والمستقلين، على طريقة حسان دياب في لبنان. أي أن المكونات السياسية تسمي وزراء تكنوقراطيين أو مستقلين، على أن يأخذ هو على عاتقه تعيين الهيئات والإدارات الرسمية (السلطة التنفيذية الفعلية)، على أن يكونوا من أصحاب الكفاءات.
عامر الفاخوري يلقننا جميعاً دروساً في الوطنية. عندما يحتل عدوك بلدك، لا تقاومه. ضع يدك بيده. تآمر على أبناء شعبك. إقتلهم. هجرهم. إسجنهم. عذبهم. لا ترحمهم يا عامر أبداً، وعندما ينطوي ليل الإحتلال، انت لبناني وشاطر. دبر جنسية ثانية. سفرة وعائلة ثم عد إلى بلدك ودشّن لنفسك سيرة جديدة، طالما أن بلدك لا يحاسب عميلاً ولا فاسداً ولا مرتكباً ولا خائناً. إضحك أنت في لبنان!
لا عجب أن للدين سلطته الكبيرة على الشعوب. يشكل الدين في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بوصلة أو معياراً لا للخلاص الأخرويّ وحسب، إنما للتدبُر الدنيويّ. يلجأ المتدينون، بأغلبهم، عفوياً إلى الدين في مجالات عدة، للوقوف عند رأيه، واتخاذ ما يلزم من تدابير مكملة للنص الديني.
منذ اغتيال الجنرال قاسم سليماني مطلع هذه السنة، إحتدمت المواجهة بين الأميركيين والإيرانيين. سياق كانت قد مهدت له اسرائيل بعمليات ضد سوريا والعراق. فهل نجحت واشنطن ومعها تل أبيب في وضع إيران وأذرعتها في المنطقة في خانة تكبيل الأيدي وردات الفعل، وهل يمكن اعتبار ما حدث ويحدث على أرض العراق، يومياً، بمثابة استكمال لمسار أميركي دشّنه إستهداف سليماني، وفي المقابل، جزءا من رد ايران الساعية لاخراج القوات الاميركية من العراق؟
برغم إنشغال العالم بفيروس كورونا، ثمة معركة مفتوحة على أرض العراق. قطباها الولايات المتحدة وأذرعة ايران. الانقسام الداخلي العراقي لا يفسح في المجال أمام موقف وطني جامع. الأمور تعود إلى نقطة الصفر بعد تنحي محمد علاوي عن رئاسة الحكومة. الصراع المحتدم على مسرح بلاد الرافدين، أعاد إلى الأذهان المشهد الدموي الذي تلا اغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. الخروج من الازمة الداخلية الحادة التي تعصف بالعراق لم يعد أمراً سهلاً، وبالتالي، حكومة عادل عبد المهدي تمضي في تصريف الأعمال حتى إشعار آخر.
أسبوعٌ مرّ على اعتذار محمد توفيق علاوي عن تكليفه كرئيس للوزراء في العراق. الارتباك سمة تعامل الطبقة السياسية مع بديله. أسهم رئيس جهاز المخابرات العراقية مصطفى الكاظمي ترتفع، غير أن العنوان السياسي تراجع في ضوء إحتلال العراق المرتبة 26 عالميا في عدد الإصابات بالكورونا وإنهيار أسعار النفط عالمياً.
مكافحٌ رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب... وعنيد. في البداية، قال للجميع "لن أسمح بأن يقال أن لبنان تخلف عن دفع متوجباته المالية في عهدي". بعد أيام قليلة، إقتنع بعكس الفكرة. قرر أيضاً ألا يتراجع عنها: لا للدفع. لو كان هناك متسع من الوقت، لربما عدّل الرجل موقفه، لكن الوقت داهمه وصار القرار حتمياً.
لم تنس كل مكونات السلطة بعد مشهد الحراك التشريني. لم تنسه. ولن تنساه. ثمة ما ومن يبشر أصحاب السلطة ويذكرها باستمرار بأن "الكابوس" الذي يفرون منه، سيردّهم إلى ما هو اصعب من عالم 17 تشرين/اكتوبر.