ستتبدّل أرقام الروزنامة البارزة باللون الأسود، في عملية تبادل تقليدية بين نهاية رقم وبداية آخر. وستجري العملية وكأنها تقديم أوراق اعتماد لخدمات مُجَدْوَلة وطارئة في يوميات العام الجديد.
ستتبدّل أرقام الروزنامة البارزة باللون الأسود، في عملية تبادل تقليدية بين نهاية رقم وبداية آخر. وستجري العملية وكأنها تقديم أوراق اعتماد لخدمات مُجَدْوَلة وطارئة في يوميات العام الجديد.
"نفق خارج الخدمة". ثلاث كلمات أطلقها "أبو عبيدة" كالسهم المُحلّق. يعني الرجل ما يقول.. فالمتداول المُتعارف عليه أن الإتصال خارج الخدمة، وأن الشبكة العنكبوتية خارج الخدمة، وأن عقولاً خارج الخدمة، ومثلها أصوات تؤذي موجات السمع، وآراء تُضجِر معنى الفهم.. لكنه "أبو عبيدة".. إن قال قال، ويقصد ما يقول، وما على السامع إلا أن يُدرك معنى القول الفاصل.
نكتوي باختناق اللحظة. نختبىء من تداعياتها فينا وعلينا. نبثّ في دواخلنا شيئاً من خجل هذه اللحظة. نتفقّد عَجْزَنا، وقهْرَنا، وغضبنا المؤقت، ونمسح دموعنا كما لو أننا قمنا بكل الواجب. نعود لنكتوي مرة ثانية، ومرّات ومرّات ومرّات، فنهرب من حالنا إلى حالنا، أو هكذا نظنّ.
عندما انسدلت الستارة كان المشهد ما يزال مشتعلاً. كأنها انسدلت على لقاء لم ينعقد. على حبر لم يُكتب. وعلى صورة غشّاها ضباب الطوفان، وعلى مسامع حقد زارعي الموت. حقد ينشر الموت. ينثره بحكايات لا تتسع لها صفحات الإجرام.
رَفَعَتْ اليد المبتورة ملامح يدها التي كانتها قبل البتر. لوّحَت بأصابع تخيّلت أنها ما تزال. جَمَعَتْ الأصابع، ثم فلشتها، ثم دَنَتْ من محاولة شَبْكِها باليد الثانية. لا وجود ليدٍ ثانية، ولا جزء من جسد يحمل تلك اليد سواء الأولى المبتورة، أو الثانية المفقودة.
زملاؤنا الأعزاء؛ الشهيد عصام عبدالله؛ الجرحى كريستينا عاصي، كارمن جوخدار، ديان كولينز، ثائر زهير كاظم، ماهر عبد اللطيف، وإيلي برخيا، والناجيان من القصف روبير غصن وحيدر حويلا؛
كمثل انبعاث الحق من الحق، ونور الشمس من الشمس، أيْقَظتنا أقدام المقاومين الراسخة وقاماتهم الممشوقة ورؤوسهم التي لا تنحني على وقع دخولهم كشهب النجوم وبيارق العز، في عملية "طوفان الأقصى".
إنه الأستاذ طلال سلمان. لا حاجة لتعريفات إضافية، فالأستاذ طلال لم ينل لقب "الأستذة" عنّوة أو خوّة أو سطواً على مهنة ليست من قماشته.. كأنما طلال سلمان المولود ذات يوم من إحدى السنوات، وُلِد ليكون عَلَماً في جبين الصحافة في لبنان منذ الأخوين اللبنانيين سليم وبشارة تقلا مؤسسي جريدة "الأهرام" في أواخر القرن التاسع عشر..
تمزّقت الصور عند عتبة ارتفاع الأصوات. وتبعثرت كلمات الأيام في روزنامة السنوات الماضية. كاد البعض أن ينطق بما فاته من صمت يوم اقتلعت الريح أغصان الشجر. وكاد آخرون أن يتماثلوا وذاك المشهد الدرامي عندما طغت أصوات الطبول على أصوات شجية أرادت أن تنطق، فلم تكمل الجملة المفيدة.