
قد تكون سوريا أكبر جائزة جيوسياسية يحصل عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ وصوله إلى الحكم قبل نحو ربع قرن. توازن القوى الجديد الذي أعقب سقوط نظام بشار الأسد وانكفاء النفوذين الإيراني والروسي، يمنح تركيا موقع القوة العظمى الإقليمية.
قد تكون سوريا أكبر جائزة جيوسياسية يحصل عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ وصوله إلى الحكم قبل نحو ربع قرن. توازن القوى الجديد الذي أعقب سقوط نظام بشار الأسد وانكفاء النفوذين الإيراني والروسي، يمنح تركيا موقع القوة العظمى الإقليمية.
ما تزال الأحداث في سوريا في حالة من التدفق، بحيث يصعُب الخروج بتصور دقيق للمستقبل. إنما الواضح حتى الآن، هو بروز لاعبين جدد في الداخل والإقليم على حساب القوى التي سادت لعقود. وهذا، بدوره، لا بد أن يفرز واقعاً جديداً لهذا البلد المحوري.. وربما لسائر بلدان المنطقة.
التبدل الاستراتيجي السريع في سوريا يخلق تبدلاً في السياسة والأدوار. ما كان يصح قبل التقدم المذهل لـ"هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة" في 2016) وفصائل أخرى ترعاها تركيا، وصولاً إلى إمساكها بالسلطة، لم يعد يصح بعده.
بعد هدوء استمر نحو أربعة أعوام، يؤكد الهجوم المفاجىء الذي شنته "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) وفصائل من المعارضة السورية الموالية لتركيا في محافظتي حلب وإدلب السوريتين، أن ثمة لاعبين داخليين وإقليميين يريدون الاستثمار في التحولات التي أفرزتها الحرب الإسرائيلية على لبنان، والضربات التي تعرض لها "حزب الله" ومن خلفه إيران في الشهرين الماضيين.
أحدث اصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرتي اعتقال بحق كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، زالزالاً سياسياً في إسرائيل ترددت أصداؤه في الولايات المتحدة، وكأن الإمساك بحبل العدالة الدولية من قبل أميركا على مدى عقود، قد أفلت من يدها فجأة.
بدأ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ولايته الرئاسية الثانية مبكراً، وكاد ينتهي في زمن قياسي من اختيار فريق ادارته المقبلة، معتمداً على قاعدة الولاء له والمؤمنين بسياسة "أميركا أولاً". ويستعد الأميركيون ومعهم العالم لعودة الولايات المتحدة إلى حقبة الإنعزال ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية.
الفوز الكاسح الذي حقّقه المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية على المرشحة الديموقراطية نائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس، عزاه الرئيس المنتخب في خطاب الفوز إلى تزعمه "أكبر حركة سياسية" في الولايات المتحدة والعالم.
أي أميركا ستفرز انتخابات الثلاثاء التي تعتبر الأكثر احتداماً وغرابة في تاريخ الولايات المتحدة بين المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب؟
بين تضخيم إسرائيل حجم الضربة التي وجّهتها لإيران فجر اليوم (السبت) وسعي إيران إلى التقليل من شأنها، ومسارعة الولايات المتحدة إلى التشديد على ضرورة وقف دوامة الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب تفادياً لاندلاع نزاع إقليمي واسع، في الإمكان تلمس دلائل على رغبة في خفض التصعيد.
سؤالان لا ثالث لهما يترددان منذ لحظة الإعلان عن سقوط زعيم حركة "حماس" يحيي السنوار في اشتباك مع الجيش الإسرائيلي في تل السلطان بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة: هل يُوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب، أم يواصل السياق التصعيدي في القطاع ولبنان والشرق الأوسط؟