سليمان مراد, Author at 180Post - Page 11 of 14

thumb2-blue-orange-islamic-texture-islamic-background-flowers-islamic-texture-retro-islamic-texture-islamic-pattern.jpg

إذا نظرنا في مسألة تعريف الإسلام، فنحن أمام موضوع لطالما شغل تفكير علماء المسلمين وغير المسلمين، متديّنين وعلمانيّين، مثقّفين وجهلة، وكانت النتيجة تعريفات متعددة وأنّه لا يوجد ولا يمكن أن يكون هناك تعريف واحد للإسلام إلا في إطار نمطي نستمدّه من بعض الواقع أو من التنظير المفرط ونفرضه على كلّ الواقع فنؤثر فيه. لذلك يصبح التعريف أداة تمييز وعصبيّة وإضطهاد وإستعلاء، اي عكس المُراد له.

090090880.jpg

يقول أبو العلاء المعرّي في ديوانه "اللزوميّات": عُقُوْلٌ تَسْتَخِفُّ بِهَا سُطور / وَلاَ يَدْرِي الفَتَى لِمَنِ الثُّبورُ.. كِتَابُ مُحَمَّدٍ وَكِتَابُ مُوْسَى / وَإِنجيلُ ابْنِ مَرْيَمَ وَالزَّبُورُ..

Brown-Final-Image.jpg

تتردّد كثيراً مقولة أنّ إغلاق باب الاجتهاد تسبّب بإنحطاط الإسلام والمسلمين، وكأن للاجتهاد باب لو أمكن للمفكرين الإسلاميين فتحه لانحلّت مصائبنا. ننسى، للأسف، أنّ مصائبنا أعمق من أن يحلها اجتهاد وحده وأنّ الفكر على قدر المفكّرين، كما "على قدر أهل العزم تأتي العزائم".

triggering_peace__marios_boras.jpg

قال المفكّر الأمريكي الأسود دبليو. إي. بي. دو بُوْيْس (W. E. B. Du Bois؛ 1868-1963) عند رؤيته إبنه يعاني من مرض أدى إلى وفاته طفلاً: "ليس لدي غير الأمل. أمل غير ميؤوس منه ولكن غير واقعي. أرى في عيونك اللامعة والحائرة – والتي تحدّق في روحي – أرضاً عِتْقها لنا زيف وحريتها كذب".

35353553.png

في سياق هذه السلسلة التي لم يتغير عنوانها الأول (في ماهية الإسلام)، أتوقف في هذه المقالة عند مسألة وعي هويّاتنا المتداخلة، وهو وعي يفضي إلى تحصين ذواتنا فنقف سداً منيعاً بوجه التطرّف الديني، لذلك يكره غلاة التطرف في مجتمعاتنا الإسلامية أي محاولة للتدقيق في الهويات ويكرهوننا عندما نحاول إختراق حواجزهم.

identity___enrico_bertuccioli.jpg

في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، إلتقيت في معهد الدراسات المتقدّمة في مدينة نانت بمخرجة سينمائية كنت قد سمعت عنها من زميل هناك، قال لي حرفيّاً: "تعرّفت اليوم على زميلة جديدة. يهوديّة تقول إنّها لبنانيّة". كان في نبرته نوع من التحذير لي: "إنتبه منها، إنّها يهوديّة"!

صور-مكة-قديما-2-768x543-1.jpg

تقول السرديّة الإسلاميّة التقليديّة إنّ النبي محمّد كان أمّيّاً، وتُعَرّف ذلك بمعنى أنّه كان جاهلاً بالقراءة والكتابة. ما أصل هذه الفكرة، وهل مصدرها القرآن أم خيال العلماء؟ وهل هدفت إلى تعريفنا حقاً بالنبي، أم هناك غرضٌ آخر من وراءها؟

240676000_427912585293114_4649653846852581224_n.jpg

كانت أم عثمان (ونلفظها "عتمان" في قريتنا) امرأة عجوزة، حرمتها إغراءات المدينة من رؤية أولادها وأحفادها إلاّ في مناسبات نادرة. كنا كأطفال نسألها دائماً (تقليداً للكبار من أهلنا): "كِيفِك يا أمّ عتمان"؟ وكانت دائماً تجيبنا: "شو بدّي قول.. التعبان تعبان".