في الثامن والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 1994، نشرت صحيفة "الحياة" اللندنية، قصيدة رؤيوية مؤلمة للشاعر نزار قباني، عنوانها "متى يُعلنون وفاة العرب"؟
في الثامن والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 1994، نشرت صحيفة "الحياة" اللندنية، قصيدة رؤيوية مؤلمة للشاعر نزار قباني، عنوانها "متى يُعلنون وفاة العرب"؟
ثمة وجه آخر للسودان، غير وجوه الجنرالات والسياسيين الذين تطرفوا وأفرطوا بإحدى أغنى دول العالم، ففي السودان رجال من طينة الطيب الصالح و"موسم الهجرة إلى الشمال"، وفيه أيضاً "أغداً ألقاك" للهادي آدم، إحدى غرر القصائد العربية التي غنتها أم كلثوم، وذهبت معها إلى سدرة الخلود.
بعيد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، طغت على اليوميات اللبنانية، مفردتا "سالكة" و"آمنة"، حيث كان اللبنانيون ينتظرون كل صباح ما كانت تبثه إذاعة بيروت عن أحوال الأمن والطرقات، فإذا كان القناصون يعتلون الأبنية ويقنصون عابري السبيل، يقبع الناس في بيوتهم، ولو غاب القناصون عن "أعمالهم" فمعنى ذلك أن الناس آمنون، فيسلكون الطريق التي يشاؤونها في طريقهم إلى مصادر أرزاقهم.
يُروى أن الرئيس اللبناني شارل حلو سأل رئيس الحكومة الأسبق تقي الدين الصلح “ما مشكلتكم مع الفينيقيين"؟ فأجابه الصلح: “لا مشكلة لدينا معهم، ولكن حزب “الكتائب“ أحبهم.. وأكثر في حبهم".
في الرابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2011، قال ملك الأردن عبدالله الثاني لقناة "بي بي سي" البريطانية "لو كنت في مكان الرئيس بشار الأسد لتنحيت من منصبي"، وفي الواحد والعشرين من نيسان/ابريل 2017، نقلت قناة "روسيا اليوم" عن الأسد قوله لوكالة "سبوتنيك" الروسية إن "الأردن ليست دولة مستقلة وننظر إليها كأرض يدخل منها إرهابيون".
ثمة من يرى في سعيد عقل "سعيدين"، الشاعر والسياسي: شاعر قلة من شعراء القرن العشرين تحاذي قامته؛ أما السياسي فهو "سعيدان" أيضاً، الأول، متصالح مع الفضاء العربي العام، والثاني، موغل في "لبنانوية" مغلقة ومتصادمة مع محيطها إلى حدود النكران الحضاري والتاريخي لروابط القربى بين اللبنانيين والعرب.
شكّل الحضور القوي للأزمة اللبنانية في لقاءات عاهل الأردن عبدالله الثاني مع الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، في تموز/يوليو، وآب/أغسطس الماضيين، وما استتبعها من محاولات لإحياء خط الغاز العربي، فرصة لإعادة الطرق على أبواب الذاكرة اللبنانية ـ الأردنية منذ تأسيس إمارة شرقي الأردن في عشرينيات القرن الماضي.
يمكن للمخيلة أن تفتح مداها إلى مستوى الصورة التي تلتقط مشهد اعتقال الرئيس حسان دياب، حين دوهم منزله بناء على مذكرة إحضاره من قبل القاضي طارق بيطار، ومع هذا المشهد، يمكن تخيل رئيس الحكومة السابق مجندلاً ومقيداً بسلاسل الجلب، لكن الصدفة أو الخطة المسبقة، حالت إحداها دون تنفيذ المهمة، فحسان دياب كان طار الى الولايات المتحدة قبل وصول القوة الأمنية إلى منزله.
أثار موقف أطلقه وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في التاسع من هذا الشهر في مؤتمر صحافي مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيد، وقال فيه "إن أمن إسرائيل من أولوياتنا"، عاصفة من النقاش القديم ـ المتجدد بين المؤيدين للسياسات الروسية الحالية أو السوفياتية الراحلة، ومع هذا النقاش اثير التساؤل المرير الذي اطلقه يوليوس قيصر حين شارك صديقه بروتوس أعضاء مجلس الشيوخ الروماني بطعنه، فتوجه اليه في لحظة احتضاره قائلا: حتى أنت يا بروتوس؟
درجت أقلام ومحابر وحناجر مستشارين، محسوبة على بعض أهل السياسة في لبنان، على اتهام الشعب اللبناني بالفساد، وراحت هذه الأصوات المكتوبة او المنطوقة، تكيل أسباب الإنهيارات الأخلاقية والسياسية والإقتصادية إلى عامة اللبنانيين، بإعتبارهم مقيمين على ثقافة الفساد بأشكالها كافة، الأمر الذي أدى إلى وقوعهم في حفائر حفروها، فوقعوا في التهلكة العظيمة: فقرا وعوزا ومذلة.