يُكتب ويُقال الكثير عن "اليوم التالي" لتنفيذ اتفاق دولي يقضي بوقف القتال والقتل الجماعي في ربوع غزة.
يُكتب ويُقال الكثير عن "اليوم التالي" لتنفيذ اتفاق دولي يقضي بوقف القتال والقتل الجماعي في ربوع غزة.
هكذا إذاً. أسرعت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، وبكل ما أوتيت من أسلحة وتقنيات، للدفاع عن "إسرائيل". استنفرت ترسانتها، بحراً وجواً، لصد انتقام طهران لاعتداء تل أبيب على سفارتها في دمشق واغتيال عدد من قادتها العسكريين هناك.
تكرّر في الآونة الأخيرة استخدام عبارة "ثقافة الموت" في ما يعني توصيف بعض خطوات المقاومة اللّبنانيّة.. وكذلك بعض بيئة هذه الأخيرة للأسف. أمّا أن يصدر بعض هذا الخطاب من على منابر عنصريّة وفاشيّة معروفة، فما هذا بالمهمّ ولا بالمؤثّر ولا بالمستغرَب.. وأغلب هؤلاء ما هو إلّا تجسيدٌ قد غداْ كاريكاتوريّاً بالفعل للموتِ نفسِه: موتِ البُعد الرّوحيّ والحقيقيّ والعالميّ والمُحبّ والحرّ والأبيّ في الإنسان. وأمّا أن يصدُرَ بعضُه على لسان وبأقلام بعض "رجال الدّين"، فهذا ما يُثير العجب ويستدعي فتحَ حوارٍ حضاريٍّ متوازنٍ عاجل.
تخثر الوعي نتيجة تمكّن الاستبداد وانتشار الدين السياسي. صار لدى الناس حالة إنكار، وهي عدم تصديق ما يجري، وعدم اقتناع بأن أمة بهذا التاريخ العظيم يمكن أن تنحدر الى هذا الحضيض، وأن قادة ينزلون أفدح أنواع الظلم والاستبداد بشعوبهم، ويتبجحون بذلك، وأن المجتمع بعد ثورة 2011 قُمِع بما لم يسبق كي يحصل شلل للإرادة الشعبية، بحيث أن الواحد منا ما عاد يُصدّق ما يُقال، ويعتمد على ما هو أهون على المرء، أي الهروب من الواقع دون المشاركة فيه، بل أن ينكره ويمضي في عمله كأن شيئاً لم يكن.
احتفل الرئيس الأمريكى جو بايدن بمرور نصف عام على دعمه غير المشروط لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد شعب غزة من خلال التظاهر بأن خلافات واسعة تضعه فى مواجهة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
أشهر ستة مرت على الحرب فى غزة. ويبدو أن التعثر فى الوصول إلى "هدنة إنسانية" تحت عنوان وقف مؤقت لإطلاق النار، كان يجب أن ينجز خلال شهر رمضان، لكنه ما زال متعثرًا فى حرب الشروط والشروط المضادة والسقوف المرتفعة لتلك الشروط. هدنة إذا تم التوصل إليها ستكون هشة وقصيرة فى عمرها.
"إن لم تكن ذئباً، أكلتك الذئاب"... هذه فاتحة كل العصور. التوحش صفة ملازمة للإنسانية في مساراتها كافة، حتى بلغنا الراهن من الزمن. الفوضى، هي النظام السائد في العالم.
توشك تركيا أن تطوى حقبة كاملة من تاريخها الحديث وتبدأ أخرى دون أن يكون واضحا إلى أين تمضى، وأى مستقبل ينتظرها فى إقليم مشتعل بالنيران. بدت الانتخابات البلدية بأجوائها ونتائجها ورسائلها إلى المستقبل المنظور أقرب إلى كشافات تزيح بعض غيوم المستقبل، لا الغيوم كلها، التى تخيم فوق إسطنبول منذ فترة غير قصيرة. أطلت مجددًا التساؤلات نفسها، التى صاحبت الانتخابات الرئاسية الأخيرة وحصد نتائجها رجب طيب أردوغان رئيسًا وحزبه "العدالة والتنمية" الأكثرية البرلمانية.
مسلسل الرعب الصهيوني الجديد الذي نراهُ بأعيننا ونعرف أنّه كابوس فعلي على أهل غزّة والضفّة كشف حقيقة النظام العنصري الإسرائيلي، تحديداً أمام داعميه من يهود وغير يهود، ممن افتخروا به ولقّبوه بـ"الديمقراطيّة الوحيدة في الشرق الأوسط". هذا الجنون النازي حتماً ستكون له تداعيات عميقة وكبيرة على مستقبل الكيان الغاصب.
بعد الحرب العالمية الأولى، وبعد خروج العثمانيين، وقبل دخول الفرنسيين الى بلاد الشام، أنشأت النخب السياسية فيها مملكة دستورية، ونصّبت فيصل الأول ملكاً. الدستور الذي وضعته هذه النخب ـ بعد إخراج البريطانيين ـ كان أرقى من دستور الولايات المتحدة. دام الأمر عامين وأكثر بشهور، إلى أن دخل الفرنسيون الى دمشق، ومزّقوا الدستور وهزموا جيش أهل الشام (كان يشمل العراق وفلسطين وسوريا والأردن ولبنان)، ومحوا الديموقراطية، وباشروا انتداباً كان استعماراً حقيقياً حرم الناس من أن يكون لهم صوتٌ في تقرير مستقبلهم.