
بيروت إغتالوها دفناً للعار، ظناً منهم أن الكوزموبوليتية هي العار. لم تمت بيروت ولن تموت. الأهم من ذلك أنها تزينهم شرفاً. هي شرف الأمة.
بيروت إغتالوها دفناً للعار، ظناً منهم أن الكوزموبوليتية هي العار. لم تمت بيروت ولن تموت. الأهم من ذلك أنها تزينهم شرفاً. هي شرف الأمة.
لفيروز أن تكون أيقونة عند عشاقها، وهم جمهور لبناني وعربي، ولفيروز، خاصة عندما تقف في الصورة قبالة إيمانويل ماكرون، أن توضع على مشرحة النقد.
لن يعيد إيمانويل ماكرون تذكيرنا بفيروز مثلاً. ولن تبهرنا رغبة رئيس فرنسا بفنجان قهوة معها. ومن، يعني رئيس فرنسا؟ هذه فيروز.
أكتب هذه السطور قبل أن يقول فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية كلمته وفيها خطته. اكتبها وفي مقدمتها أسجل عشمي أن لا تذهب هباء لحظة تاريخية، لحظة التقاء رئيس فرنسا بالسيدة فيروز. أسجل عشمي لخشيتي من أن لا يجود الزمان بمؤرخين يقدرون فيروز وحب الناس لها وحبها لهم وللوطن فلا يحظى اللقاء بما يستحق من مساحة وتمجيد بينما تحظى اجتماعات ماكرون بالسياسيين بما لا تستحق. التقى ماكرون بالسيدة التي غنت للبنان فازداد غنى على غنى، غنت فكان الشمل يلتئم حباً ووئاماً متحدياً الاغتيالات والسيارات المتفجرة ولؤم النهابين والفاسدين.
سيحمل بعض اللبنانيين حتما صورا للجنرال الفرنسي هنري غورو (١٨٦٧-١٩٤٦)، وسيلوّحون بها احتفالا بقدوم الرئيس ايمانويل ماكرون للاحتفال بمرور ١٠٠ عام على قيام دولة "لبنان الكبير"، لكن قليلا جدا منهم، وبينهم سياسيوهم، يعرفون من هو ذاك الجنرال ولماذا قرر "تكبير" لبنان على حساب سوريا.
"عندما يمسك بالقلم جاهل، وبالبندقيَّة مجرم، وبالسلطة خائن، يتحوّل الوطن إلى غابـة لا تصلح لحياة البشر". هذا ما كتبه أحدُهم مهاجِماً مقالتي (السبت الماضي)، عن صورة حزب الله المهشَّمة في وجدان الكثير من اللبنانيّين. المقصود بالجاهل (في تعليقه) "أنا"، كاتبة المقال. فلستُ في السلطة لأخون، ولا أملك البنادق لأرتكب الجرائم. بل جلّ ما أملكه، هو "الكلمة" التي تخيف أمثاله من الشتّامين. أي "الكلمة" المؤمنة بأنّ الكتابة هي "لحظة وعي"، وليست وظيفة إيديولوجيَّة. بأنّها لحظة الإنعتاق الوحيدة.
بعيداً عن الإعلام، تستقبل السيدة فيروز، في منزلها المتني الجميل، رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون. اللقاء سيكون عابقاً بالتاريخ والحاضر. خطوة غير مسبوقة. حتى أن أي رئيس لبناني لم يتذكر بأن يكرّم فيروز. أما لماذا تكون فيروز هي الممر الإلزامي لمئوية لبنان الثانية.. فالجواب عند الفرنسيين.
انطلاقاً من أحكام الدستور اللبناني ونصوصه، واستناداً إلى مقدمته في ما خص القواعد التي ترعى النظام البرلماني، فإن عملية تشكيل الحكومة تبدأ بالاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة، وتنتهي بنيل الحكومة المشكّلة ثقة مجلس النواب.
عندما يسأل أحدهم: ماذا لو كان رفيق الحريري حياً، بعد انفجار 4 أب/أغسطس 2020، ماذا كان يفعل؟
يتعمق الشرخ أكثر فأكثر بين الناس و"الدولة"، ويتخذ أشكالاً جديدة ومستجدة بعد إنفجار مرفأ بيروت الاجرامي.