من الواضح أنّ الذكاء الاصطناعي يشكّل طفرةً كبرى، ليس فقط على الصعيد التقنيّ، بل أيضاً على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. ولا شكّ أن تطبيقات مذهلة وشديدة الفائدة تقوم على أساس برمجيّاته.
من الواضح أنّ الذكاء الاصطناعي يشكّل طفرةً كبرى، ليس فقط على الصعيد التقنيّ، بل أيضاً على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. ولا شكّ أن تطبيقات مذهلة وشديدة الفائدة تقوم على أساس برمجيّاته.
لا يُمكن فصل مشروع قانون الفجوة المالية الجديد عن السياق السياسي والاقتصادي الذي نشأ فيه، ولا عن النقاش الحاد الدائر منذ سنوات حول مسؤوليّات أزمة الودائع في لبنان. فالقانون لا يُطرح بوصفه أداة تقنية محايدة لمعالجة خلل محاسبي فحسب، بل يأتي في لحظة شديدة الحساسية، يسعى فيها النظام الاقتصادي - المالي إلى إعادة ترتيب الخسائر وتحديد الجهات التي ستتحمّلها، وتلك التي سيُصار إلى تحييدها عن كلفتها.
لم يعد تنظيم «داعش» ظاهرة أمنية عابرة أو تنظيمًا مسلحًا يمكن تحييده عبر التفوق العسكري وحده، بل بات نموذجًا مركّبًا للتطرّف العنيف، يقوم على تزاوجٍ خطير بين المال، والسلطة، والهشاشة الاجتماعية، والفراغ الفكري.
يتبادر إلى أذهان الناس، حين يتمّ الحديث عن السياسة والأخلاق، بأنها مفاهيم متناقضة، مستشهدين بالكتاب الفلسفي السياسي، كتاب "الأمير" لمكيافيلّي، وهو يتحدّث عن فن الحُكم والقيادة والأنواع المتعدّدة للحكومات، وعن أفكار وقواعد ونصائح في مجال السياسة، وهي كثيرة جداً، ومن أهمّها:
خلال الأسابيع القليلة الماضية، تصاعدت حدة التوتر في العلاقات بين إدارة الرئيس دونالد ترامب ورئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، الذي يحكم البلاد منذ عام ٢٠١٣. فالإجراءات التي اتخذتها واشنطن مؤخرًا، سواء تلك المتعلقة بمصادرة شحنات نفط فنزويلية أو تشديد القيود على حركة ناقلات مرتبطة بكاراكاس، هي ببساطة محاولة أميركية لإعادة صياغة قواعد اللعبة، ليس فقط في سوق النفط، بل أيضًا فيما يتعلق بالسيادة وحدود القوة، حيث تسعى واشنطن إلى استغلال ضعف قواعد النظام الدولي لتوسيع هيمنتها في أميركا اللاتينية، وهو الأمر الذي ترجمته إدارة الرئيس الأميركي في وثيقة الأمن القومي التي صدرت منذ عدة أسابيع.
السّلطة التّنفيذيّة الحاليّة في لبنان، والسّلطة الانتقاليّة الحاليّة في سوريا: كلاهما اليوم أمام "لحظة حقيقة" بكلّ ما للكلمة من معنى، إن كان بالنّسبة إليهما وإلى أهمّ أركانهما وداعميهما الاقليميّين والدّوليّين، أو بالنّسبة إلى الشّعبَين اللّبنانيّ والسّوريّ، أو حتّى بالنّسبة إلى مستقبل شعوب ودول المنطقة ككلّ. هل سيُثبت خيارهما التّفاوضيّ أنّه الأنسب والأنجح بالنّسبة إلى أحوالنا مع هذا الكِيان الاسرائيليّ.. كلبنانيّين وكسوريّين، بل كمشرقيّين أجمَعين؟ إنّها لحظة حقيقة سياسيّة ولكن أيضاً ثقافيّة وأخلاقيّة.
الصينُ عقدةٌ أميركيّةٌ، لكنَّ الولاياتِ المتحدةَ ليست عقدةً صينيَّةً. تغيَّرتْ موازينُ القُوى في العلاقاتِ الدوْليَّة. الديناصورُ الأميركيُّ تَتَثاقَلُ خُطُواتُهُ فيخبطُ في الأرضِ خبطَ عشواءَ يرفضُ الاعترافَ بأنَّهُ يسيرُ في منحنىً هابطٍ. أمَّا في بلادِ التقاطُعِ الحضاري بين الكونفوشيّةِ والماركسيَّة المُحَدََّثةِ، ودبلوماسيّةِ القوَّةِ الهادئةِ، والقربِ الجغرافي من بلادِ الإسلام، فتتسارعُ خُطـُواتُ التنّين الصينيِّ في منحنىً صاعدٍ. وبينهُما سيكونُ جوهرُ الصراعِ على مستقبلِ العالم. تنبعُ الشرارةُ هذه المرَّةَ من قلبِ الاقتصادِ التكنولوجي الحديثِ، لا من التعامُدِ المحوريِّ بين الاقتصادِ والنفوذِ السياسي فحسبُ، مثلما كانت عليهِ الأمورُ سابقاً. كان ذلك في الحربيْنِ العالميتيْن. اليومَ تمَّ تجاوزُهُ. اقتصادُ المعرفةِ التقنيَّةِ الحديثةِ هو العاملُ المُضافُ. وهْوَ سيُطلِقُ العِنانَ لاستخدامِ القوَّةِ. عندئذٍ سيكونُ معظمُ الكرةِ الأرضيّةِ كرةَ نارٍ.
منذ لحظة سقوط النظام السوري في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، بدا واضحًا أن الشرق الأوسط دخل مرحلة جديدة، يُعاد فيها رسم الخرائط وتنظيم موازين القوى بما يعكس الرؤية الأميركية الإسرائيلية للشرق الأوسط، الذي ما زال يصارع للاستقرار على وقع التوحّش الإسرائيلي والقلق الإقليمي.
قبل عام، وبعد فوز دونالد ترامب بانتخابات عام 2024، نشر الأكاديميان ستيفن ليفيتسكي من جامعة هارفارد، ولوكـان واي من جامعة تورونتو الكندية، دراسة معمقة في دورية «فورين آفيرز» الشهيرة، توقّعا فيها أن تنحدر الولايات المتحدة من نظامها الديموقراطي التنافسي إلى نظام سلطوي تنافسي خلال فترة حكم ترامب الثانية. ورجّح الكاتبان أن ترامب، شأنه شأن قادة منتخبين مستبدين في مناطق أخرى من العالم، سيتحرك بسرعة لحشد مؤسسات الدولة الأمريكية، ثم استخدامها في محاولات متنوعة لإضعاف خصومه السياسيين أو ترهيبهم.
تتّسم لغة المتخاصمين في السياسة اللبنانية الداخلية راهناً/سابقاً بالحدّية. طرفان هما على النقيض تماماً، وكلّ حدثٍ يحصل يتمّ إسقاطه على سرديةٍ مكتملة هنا أو هناك تُفسَّر الوقائع من خلالها، وتحاك تباعاً عندها التحليلات. ولأنَّ طرفاً شهد هزيمةً في مشروعه وآخر العكس، فإن هذه الحدية تغدو من بنات الربح والخسارة نفسها، القديمة ـ الجديدة على المشهد اللبناني، والحائلة دون خلق - أو الناتجة من انعدام - هوية مشتركة يشعر فيها الجميع بالهم الوطنيّ الجامع.