
أكثرنا غير مصدقٍ لما تركه استخدام إسرائيل العنف ضد إنتفاضة الفلسطينيين الأخيرة؛ من صدى في أمريكا.
أكثرنا غير مصدقٍ لما تركه استخدام إسرائيل العنف ضد إنتفاضة الفلسطينيين الأخيرة؛ من صدى في أمريكا.
لا صوت يعلو فوق صوت النهر. ولا سياسة مصرية أو عربية أو ميديترانية (نسبة الى البحر المتوسط) تدخل خزائن التاريخ من دون الختم الأزرق لنهر النيل العظيم. من يتجرأ بالتمرد عليه، عقابه الويل والثبور وعظائم الأمور. هذا ما تعلمناه من مؤرخين فكوا شيفرة الجغرافيا وجعلوها تتكلم وتتحرك كأي كائن مكتمل الوظائف والمواصفات.
تبيح الممارسة السياسية في الشرق إسقاط الحقائق وتشويهها، وعلى الأغلب يعمل السياسيون في هذا الشرق الرديء، على تصوير الفعل السياسي بأنه مقارعة بين الحق والباطل، وحين تتبدل المعادلات وتنقلب الخصومات والنزاعات تفاهمات وتحالفات، يُعاد النظر في كل خطاب سبق، بما فيه أسئلة الحقانية والبطلانية كما يقول أهل الفلسفة.
تبقى هدنة «اليوم التالى» لحرب الأحد عشر يوما التى شنتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى وبشكل خاص ضد قطاع غزة والجرائم التى ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين، تبقى هشة، وقابلة للسقوط فى أى لحظة فى جو التوتر الحاصل والمتزايد، إذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار أو «تهدئة مستدامة» حسب السلطة الفلسطينية.
قلما تجد دولة في العالم، يبقى موظف في الدولة في منصبه لمدة تناهز الثلاثين عاماً، وخاصة في منصب حساس يرتبط بمصير الناس، وفي مقدمة هذه المناصب المسؤوليات المالية والنقدية.
ما حدث كان يجب أن يحدث. إنما، ما قيل، كان يجب أن لا يقال فقط. الكلمات هي الممر الإلزامي للفهم والعمل.
بقدر مرارة التجربة الإنسانية لأجيال متعاقبة من الفلسطينيين، الذين عانوا التهجير القسرى وقسوة الحياة فى المخيمات والشتات، استقرت إرادة التمسك بالأرض عند الأجيال الجديدة، مهما كانت التضحيات.
ها هو الشرق الأوسط يستدرج عنوة الرئيس الاميركي جو بايدن إليه. وهج النار والبارود والدم والدخان وصل إلى البيت الأبيض، فأدار بايدن محركات فريقه للتوجه إلى المنطقة، بعدما كان يأمل بالإبتعاد عنها قدر الإمكان.
عاد الدكتور غسان أبو ستة، أحد روّاد طبّ النزاعات، إلى الميدان الطبّي الشعبي في قطاع غزّة حاملاً معه مرةً أخرى تجربة متراكمة هائلة في حقل إصابات الحروب والتعامل مع جرحاها، وهي تجربة أدخلته عالم الأنتروبولوجيا الطبّية سواء عبر الإنتفاضات في فلسطين المحتلة، أو عبر الحروب الإسرائيلية التي استهدفت القطاع خلال الأعوام 2008 و2012 و2018؛ علماً أن الفارق بين جراحة الحروب وطب النزاعات، أن طبّ النزاعات هو محاولة لفهم طريقة الصراع المسلح بإعادة رسم كل البُنية الصحّية، وليس فقط إصابات الشظايا والإنفجارات والرصاص.
"يعبرون الجسر في الصبح خفافاً.. أضلعي امتدّت لهم جسراً وطيدْ.. من كهوف الشرق.. من مستنقع الشرق.. إلى الشرق الجديدْ". مقطعٌ صغير من قصيدةٍ طويلة للشاعر اللبناني الراحل خليل حاوي، بعنوان "الجسر". قصيدة، عرّفت الجمهور العريض بحاوي، وبمسيرته على درب الآلام.