
حاولت أن أتهرّب. القراءة سهلة وطيّعة، تتطلب صدق النص وحياداً صعب المنال. في السياسة، الانحياز ليس خطأً. السياسة أصعب المدارس. لا خطوط مستقيمة بين ماضٍ وحاضرٍ.
حاولت أن أتهرّب. القراءة سهلة وطيّعة، تتطلب صدق النص وحياداً صعب المنال. في السياسة، الانحياز ليس خطأً. السياسة أصعب المدارس. لا خطوط مستقيمة بين ماضٍ وحاضرٍ.
أصبحت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مسألة وقت ليس إلا. الأسوأ من هذه العودة أن محاولة اغتياله الفاشلة ستُعمّق الصراع الداخلي في أمريكا وستقود إلى تشرذم أكبر في المجتمع، ربما يصحُ من بعده التحذير من خطر وجوديّ على النظام السياسي الأمريكي برمته.
منذ مناظرته المتعثرة في مواجهة الرئيس السابق مرشح الجمهوريين دونالد ترامب، في 27 حزيران/يونيو الماضي، يكافح الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل بقائه السياسي في ظل تصاعد موجة الديموقراطيين والمتبرعين المطالبين بانسحابه من السباق الرئاسي قبل فوات الأوان.
زاد التأييد لدور حزب الله في السياسة الإقليمية، بين اللبنانيين، بمقدار 9 نقاط منذ عام 2022. وهذه الزيادة لا تأتي من الطائفة الشيعية فقط، بل من مختلف المذاهب والطوائف والمناطق، حيث بات العديد من اللبنانيين يؤيدون مواقف الحزب غداة الحرب الإسرائيلية على غزة وفتح "جبهة إسناد" للفلسطينيين. ومن المرجح أن يرتفع التأييد أكثر إذا وسّعت إسرائيل حربها مع لبنان، بحسب استطلاع للرأي أجرته منظمة "الباروميتر العربي"(*) ونشرته مجلة "فورين أفيرز".
رأينا في الجزء السّابق كيف أنّ "يوحنّا المُصلّي" الفرنسيّ يُشكلّ نموذجاً جميلاً وعميقاً معاً: للمدرسة الصّوفيّة-الرّوحانيّة الفرنسيّة بحلّتها المعاصرة. أمّا في هذا الجزء الثّاني، فسنرى كيف أنّ تصوّف جان بريور – النّظريّ والعمليّ – مُرتبطٌ بشكل وثيق بالعقيدة "الرّوحانيّة"، أي بعقيدة عالم الرّوح (L’Esprit) من جهة، وعالم الأرواح (Les esprits) من جهة ثانية.
ليس غريباً أن تصعد التيارات اليمينية وقبلها الأصوليات الدينية، في زمن النيوليبرالية والرأسمال المالي ونمط العيش الاستهلاكي الذي يُميّز ما يُسمى عصر ما بعد الحداثة. هو عصر ثقافة الموضة المسطحة التي لم يعد لديها إلا ما يوازي البنطلون الذي يتم تمزيقه عند الركبة كي يبدو قديماً. فكأن النيوليبرالية تريد أن تبدو قديمة، وهي تعرف أن جذورها ليست منغرزة في عمق المجتمع.
يفرضون علينا الانشغال باليوم التالي في غزة ودورنا فيه كعرب مختارين بدقة وعناية. وبالفعل انشغلنا كما أرادوا لنا أن ننشغل.
كثيرون ممن تابعوا الحملة الإنتخابية الرئاسية في إيران، لاحظوا أن شريحة واسعة من التيار الإصلاحي لم تعط بالاً لمسعود بزشكيان ولا تؤيد مواقفه، وثمة شريحة لا يستهان بها من التيارين الأصولي والمعتدل أعطت أصواتها لبزشكيان، بما فيها كتلة ناخبة كانت اقترعت للرئيس الراحل ابراهيم رئيسي، علامَ يدلُ ذلك؟
كم كان كارل ماركس خيالياً. قال: لا بد من إضفاء الأخلاقية على الاقتصاد لقمع الاستلاب والاستغلال. لا بد من ابتكار نظام اقتصادي من واجبه أن يجعل البشر متساوين. تبدو الماركسية في هذا المدى الجارح والمهين، يوتوبيا، لم يحلم بها الزهّاد والقديسون.
أعتقد أن مفاهيم الاشتراكية الليبرتارية (التحررية)، وبذلك أعني طيفاً من أطياف التفكير بدءاً من اليسار الماركسي وصولاً إلى الفوضوية، أعتقد أن هذه المفاهيم صحيحة في أسسها وأنها الامتداد المناسب والطبيعي لليبرالية الكلاسيكية نحو حقبة المجتمع الصناعي المتقدم، بالتناقض فيما يبدو مع مفهوم اشتراكية الدولة، تلك التي تحولت إلى البلشفية، وكذلك مع رأسمالية الدولة، أي دولة الرعاية الاجتماعية الحديثة.