تفشى الفيروس التاجي الجديد "كوفيد-19" (كورونا)، وتحوّل إلى وباء يكبر مثل كرة الثلج، مهدداً بخراب عالمي، ومثيراً للقلق، أو حتى الذعر، في العديد من البلدان، وبتشنجات في الأسواق المالية، وبألم أكبر، هو الخسائر في الأرواح.
تفشى الفيروس التاجي الجديد "كوفيد-19" (كورونا)، وتحوّل إلى وباء يكبر مثل كرة الثلج، مهدداً بخراب عالمي، ومثيراً للقلق، أو حتى الذعر، في العديد من البلدان، وبتشنجات في الأسواق المالية، وبألم أكبر، هو الخسائر في الأرواح.
منذ دخول القطاع المالي في مرحلة الإنهيار الصريح في تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، تداول بعض الخبراء والمعلّقين مصطلح "المصارف الزومبي" لتوصيف وضع القطاع المصرفي اللبناني. مصطلح إنتشر منذ ثمانينيات القرن الماضي، للدلالة على ظاهرة المصارف المتعثّرة بسبب تركيبة موجوداتها غير المنتجة، لكنّها تستمر بالعمل بفضل الدعم الحكومي العلني أو الضمني. وبينما يُفترض أن تكون الإشارة إلى هذا المصطلح تحذير من كلفة هذا النمط المالي على المجتمع والإقتصاد المحلّي، يُطرح السؤال اليوم عن مكامن وحجم الخلل فعليّاً في الميزانيّات المصرفيّة اللبنانيّة، وعن سبل الخروج من هذه الوضعيّة.
لم يصب أي مسؤول لبناني بفيروس كورونا، حتى الآن، على عكس ما حصل في أكثر من دولة فتك بها الفيروس، فأصاب رؤساء ووزراء ونواب ومسؤولين، كما هو الحال في إيران وإيطاليا وكندا والبرازيل.. حتّى أنّ الفيروس تجاوز عتبة البيت الأبيض.
أن تتعثر دولة مثل إيطاليا، المتقدمة علمياً وطبياً، وكل جاراتها في أوروبا، في التصدي لفيروس كورونا، مسألة تستدعي البحث عن أسباب الإخفاق، الإقتصادية، الثقافية، السياسية، وبالتالي، هل تخسر انظمة إقتصاد السوق والحريات الفردية والعامة، معركتها مع هذا الكائن المجهري، بخلاف تعامل الصين ونظامها الصارم؟
عناصر عدة تصب في خانة نجاح عدنان الزرفي في تأمين ولادة الكابينة الوزارية ضمن مهلة الشهر الدستورية. أبرزها قراره الذي كان قد أبلغه إلى المقربين منه، قبيل تكليفه، بنيته تشكيل حكومة من التكنوقراط الحزبيين والمستقلين، على طريقة حسان دياب في لبنان. أي أن المكونات السياسية تسمي وزراء تكنوقراطيين أو مستقلين، على أن يأخذ هو على عاتقه تعيين الهيئات والإدارات الرسمية (السلطة التنفيذية الفعلية)، على أن يكونوا من أصحاب الكفاءات.
تفنّن المسؤولون السياسيون والحزبيون اللبنانيون بتبادل الاتهامات في الأيام الماضية حيال الضيف الثقيل "كورونا". تنافس خطباء "العِفّة" الجدد، على استنباط لغة التخوين ضد بعضهم البعض، وهم في أصل الخيانة والفساد. لم يقدّم أحدٌ منهم خطةً للمواجهة. لم يتلُ أيٌّ منهم فعل الندامة على ما نهب منذ عقود، ولا تبرّع ببعض ما نهب لبناء مستشفى أو مستوصف يستوعب المصابين المحتملين بهذا الوباء اللعين بدل التبارز المقيت على المنابر.
يقفُ مُتسمّراً حامِلاً جهاز الراديو بيديه، وهو يستمع إلى تصريح وزيرة الإعلام في تلك الليلة، شاهراً كف يده بوجه من يريد أن يتكلّم. الكهرباء مقطوعة والمولدات الخاصّة لا تصل إلى بيته المترامي الأطراف. يستمر على حالته هذه، لأكثر من نصف ساعة وزوجته وأولاده يتجنبون الحديث معه، وعندما ينتهي التصريح، يخيّم الصمت إلاّ من صوت نرجيلته تحيط به غيمة رمادية كثيفة.. وهو يردد، أقفلوا البلد بعد أن أعلنوا التعبئة!
معظم الجلسات القضائيّة في محاكم لبنان مُعطّلة بسبب فيروس "كورونا". وحدها المحكمة العسكريّة في العاصمة بيروت، قرّرت أن تواجه قرار الحكومة اللبنانية بالتعبئة العامّة ضد "كورونا"، لتلتئم برئاسة العميد حسين عبدالله وتُصدر قراراً بكفّ التعقّبات عن الموقوف عامر فاخوري المتهم بالتعامل مع إسرائيل في أثناء احتلالها للجنوب اللبناني، وإشرافه شخصيا على تعذيب أسرى لبنانيين في معتقل "الخيام"، وذلك بحجّة "مرور الزمن"!
عامر الفاخوري يلقننا جميعاً دروساً في الوطنية. عندما يحتل عدوك بلدك، لا تقاومه. ضع يدك بيده. تآمر على أبناء شعبك. إقتلهم. هجرهم. إسجنهم. عذبهم. لا ترحمهم يا عامر أبداً، وعندما ينطوي ليل الإحتلال، انت لبناني وشاطر. دبر جنسية ثانية. سفرة وعائلة ثم عد إلى بلدك ودشّن لنفسك سيرة جديدة، طالما أن بلدك لا يحاسب عميلاً ولا فاسداً ولا مرتكباً ولا خائناً. إضحك أنت في لبنان!
باعتصامٍ متواضع على طريق M4الرئيسي الواصل بين محافظتي اللاذقية وحلب، أجهض أبو محمد الجولاني زعيم "جبهة النصرة" الموعد الأول لانطلاق الدوريات الروسية-التركية المشتركة تنفيذاً لاتفاق موسكو. هذه الخطوة التي كشفت مدى هشاشة الاتفاق الثنائي بين الدولتين وافتقاره لآليات التنفيذ الحاسمة، حملت في طياتها أيضاً رسالة ابتزاز واضحة للجانب التركي وسط أنباء عن مساعي أنقرة لإقناع الفصائل المسلحة بإعادة هيكلة نفسها.