برغم أن الأردن ينضوي في حِلْفٍ معادٍ للحلف الذي كانت تنضوي فيه سوريا بشّار الأسد، لكن الكثير من القواسم الجيوسياسية تجعل مصالح البلدين الأمنية واحدة، قولًا واحدًا.
برغم أن الأردن ينضوي في حِلْفٍ معادٍ للحلف الذي كانت تنضوي فيه سوريا بشّار الأسد، لكن الكثير من القواسم الجيوسياسية تجعل مصالح البلدين الأمنية واحدة، قولًا واحدًا.
في أيار/مايو من العام الجاري، تسرّبت وثائق من مكتب بنيامين نتنياهو تكشف النقاب عن تصوّر هذا الأخير لمستقبل غزة: "خطة غزة 2035.. من الأزمة إلى الإزدهار". بعد حوالي ثلاثة أشهر، أي في آب/أغسطس، صادق نتنياهو على مضمون ما تمّ تسريبه في مقابلة أجرتها معه مجلة "التايم" الأميركية.
في هذا الفصل من كتابه "انهض واقتل أولاً، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الإسرائيلية، بعنوان "بكبسة واحدة، توقف وتشغيل"، يتناول الكاتب رونين بيرغمان كيفية نشوء حركة "حماس" وتطورها من حركة دعوية إخوانية لتصبح قوة سياسية وعسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ما تزال "الجماعة الإسلامية" في لبنان تعاني مأزقاً بنيويّاً لطالما وَسَم مسيرتها التاريخيّة، إذ لم تحسم أمر المصالحة بين الوطنيّ والأمميّ في سلوكها وخطابها.
إذا أردنا تتبع علاقة الأردن بحركة حماس، يكفينا متابعة الخطاب الرسمي للطرفين منذ بداية أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى يومنا هذا. تلك البيانات والتصريحات لا يمكن فهمها وحدها من دون محاولة فهم خريطة العلاقات الأكبر في المنطقة.
بعد الحرب العالمية الأولى، وبعد خروج العثمانيين، وقبل دخول الفرنسيين الى بلاد الشام، أنشأت النخب السياسية فيها مملكة دستورية، ونصّبت فيصل الأول ملكاً. الدستور الذي وضعته هذه النخب ـ بعد إخراج البريطانيين ـ كان أرقى من دستور الولايات المتحدة. دام الأمر عامين وأكثر بشهور، إلى أن دخل الفرنسيون الى دمشق، ومزّقوا الدستور وهزموا جيش أهل الشام (كان يشمل العراق وفلسطين وسوريا والأردن ولبنان)، ومحوا الديموقراطية، وباشروا انتداباً كان استعماراً حقيقياً حرم الناس من أن يكون لهم صوتٌ في تقرير مستقبلهم.
إذا أردنا أن نعرف أي اتفاق يمكن أن ينهي الحرب المروعة في غزة، وكيف سيبدو مستقبل القطاع والقضية الفلسطينية برمتها، يجب أولاً أن نُحدد الكيفية التي يفهم بها الفاعلون السياسيون (الإسرائيليون والفلسطينيون والأميركيون) حركة "حماس". هذا ما يقوله الكاتب الصحفي جوشوا ليفير(*)، في تقرير نشرته صحيفة "الغارديان"، يستعرض فيه ما سمعه من مجموعة من المسؤولين والمعنيين، وكيف أن "الحل" يكمن في فهم الصدام بين التفاهمات المختلفة بين هؤلاء حول "حماس".
مع إنطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ثبت بالأدلة القاطعة أن لدى حركة حماس استثمار فعلي في الجغرافيا اللبنانية عموماً، وليس في المخيمات الفلسطينية فحسب، وهذا الإستثمار ليس وليد لحظة "طوفان الأقصى"، بل امتداد طبيعي لجهود الحركة في لبنان منذ إزاحة خالد مشعل وفريقه من الواجهة السياسية قبل سنوات.
فقدت الحضارة الغربيّة بريقها بكلّ ما مثّلته وتُمثّله من مبادئ وأكاذيب، حسنات وقبائح، إنجازات وفظائع، وبالتالي، علينا أن نعترف بكلّ هذا الإرث المعقّد والمتداخل، ليس فقط كي نفهم الأمور على حقيقتها ونفهم الغرب وحضارته على حقيقتها، بل الأهم هو الإقرار بحجم الخداع الذي أدخلنا الغرب فيه أو أدخلنا أنفسنا فيه.
عند كل مرحلة إقليمية فارقة تعود الأطراف الإقليمية لترداد سردية واحدة وهي عودة "الإسلام السياسي" للمشهد من رحم التحول أو الحدث المفاجئ وغير المتوقع، وهذا الحديث يعيد النقاشات في أروقة متعددة، مراكز صنع القرار ودوائر الاستخبارات وتتلقفه مراكز الدراسات والأبحاث العالمية والعربية، لتعيد فتح فصول نقاشه من جديد.