التحرر لا يقود بالضرورة الى الحرية، بل ربما تناقضا، وألغى أولهما الآخر. التحرر هو ما يعني في اللغة الدارجة التحرر الوطني، أي تحرر المجتمع أو البلد من الاستعمار الكولونيالي، وتحقق حرية البلد والمجتمع من الاستعمار المباشر.
التحرر لا يقود بالضرورة الى الحرية، بل ربما تناقضا، وألغى أولهما الآخر. التحرر هو ما يعني في اللغة الدارجة التحرر الوطني، أي تحرر المجتمع أو البلد من الاستعمار الكولونيالي، وتحقق حرية البلد والمجتمع من الاستعمار المباشر.
بلادنا مُستباحة، أرضاً وجواً وبحراً. وهي كذلك مُستباحة وعياً ومجتمعاً وممارسة سياسية. منذ سنوات كتبنا حول عودة الاستعمار، واليوم نكتب حول الاستباحة واغتصاب المنطقة، مكانياً، وزمانياً، وجغرافياً، وتاريخياً.
في مقالة سابقة ذكرنا أنّه لا يوجد على مستوى العالم إلا اليمين الليبرالي واليسار الليبرالي، أي أن جميع البلدان باتت تتبع طريق الليبرالية الاقتصادية، وبالتالي اندمجت تحت سماء العولمة الليبرالية كل مفاهيم وتجارب اليمين واليسار.
في تونس، وبعد تعيين وزير صهيوني مقرباً من بنيامين نتنياهو في أواسط العقد الثاني من هذا القرن، تأتي محاولة بعض المتصهينين التوانسة المعروفين لأجل فتح فرع لـ"ليكرا" في تونس. حاولوا وفشلوا.. و"ليكرا" هو الاسم المختزل لـ"الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية ومعاداة السامية".
أجد أنه من المضحك جداً الحديث عن اليسار واليمين في السياسة وبخاصة في الاقتصاد. إن الاعتقاد الدائم بوجوب التمييز بين الحركات السياسية التي تدعي أنها يمينية أو يسارية أصبح بلا معنى. يسري ذلك على من يُصنِّف أو يُقسِّم البلدان أو الشعوب بين تقدمية يسارية وليبراليية يمينية.
انقسمت المواقف العربية من الاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية بين من يرى الاعتراف "نصراً لنهج المقاومة"، وبين من يراه "إنجازاً معنوياً لا يمكن أن يكتمل لأسباب تتعلق بالبنية التحتية للسيادة و/أو لغياب أيديولوجية تستطيع القيام بالدولة ضمن البنية العالمية الحاضرة ورغماً عنها".
الطوفان، بكل معانيه، هو دفقٌ هائلٌ في اتجاهات متعددة؛ فالمياه المتفجّرة من الأرض تجرف كل ما يصادفها غير آبهة بالذي أمامها خيراً كان أم شراً. طوفان نوح، وهو الأول، أغرق البشرية في بحر الأسطورة المتناقلة، فقامت على مآلاته شرائع وسنن غطّت العديد من النواحي وتوارثتها الأجيال.
أخذ موضوع "معاداة الساميّة" حيّزاً واسعاً من نقاشات الانتخابات البرلمانيّة في فرنسا، بل ربّما أكثر من البرامج الاقتصادية.
هنيئاً لفرنسا هذا الخراب السياسي. عاصمة "الحرية والمساواة والعدالة" تتراجع وتترهَّل. قريباً، تقترب من العالم الثالث. مبادئ الثورة الفرنسية، لم تعد صالحة لدولة رهنت وجودها، إلى قيم رائعة، ومارست بكل فصاحة، القتل، الاستعمار، الاستبداد والتمييز. كانت فرنسا الثورة، أمثولة تحتذى. حرام. أشفقوا عليها. ساعدوها كي لا تتطرف في عنصريتها وتفوقها اللاأخلاقي. صورة فرنسا الحريات، تهلهلت. من سرّع هذه الإنعطافة هو جلالة "الأمير الصغير" إيمانويل ماكرون وحاشيته المبتذلة.
يتعالى الحُكّام على شعوبهم. افترضوا أنهم يحكمون مجتمعات يتآكلها الفقر والمرض، وأن الحداثة تقتصر عليهم وعلى حاشيتهم. أطلقوا برامج تحديث من فوق. تجاهلوا أن مجتمعاتهم أكثر حداثة منهم، وأن توقها للحرية يفوق كل اعتبار، وأن قمعهم لشعوبهم واضطهادهم لها ليس له ما يبرّره إلا التسلّط والتعالي. انفكت عرى التفاهم مع شعوبهم وصار الواحد منهم لا يختلط بالناس ولا يظهر في المناسبات إلا خطيباً من وراء الستار.