الاستعمار Archives - 180Post

800-15.jpg

ما يزال النقاش مفتوحاً حول أزمة المشروع التحرري العربي؛ هذه الأزمة التي تجسدت بكل بشاعتها خلال الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، والجرائم الصهيونية في لبنان والعراق وسوريا واليمن وأخيراً قطر. لم ترتق النخب العربية بمؤسساتها وأطرها العريقة لمستوى المرحلة. ليظهر سؤال الجذر التحليلي هنا: هل نحن أمام أزمة مشروع عربي، أم أزمة نخب عربية؟

750-10.jpg

أشرت مراراً إلى أنّ مشروع "بناء الدّولة"، أي دولة المواطَنة العصريّة وذات السّيادة، بات أمراً ضروريّاً في هذا الزّمان، خصوصاً بعد تمدّد وتمكّن - وربّما تجذّر - بعض المفاهيم اللّيبراليّة المعاصرة الكبرى، وعلى رأسها "الشّعور الفرديّ" كما فصّلنا الشّرح وبرّرنا التّسمية في ما سبق. ولكن، وخصوصاً في لبنان وفي مشرقنا العربيّ حاليّاً، نحن أمام خطر استخدام القوى الاستعماريّة الكبرى - المتجدِّدة - لهذا المفهوم، أي "بناء الدّولة" (مع التّبسيط)، كما جرت العادة منذ بداية العصور الأوروبيّة الحديثة تقريباً.. استخدامه، إذن، لمجرّد تحقيق المصالح والأهداف الاستغلاليّة والاحتلاليّة والاستعماريّة.

Agosto-2025.jpg

سيكون على اليهود صياغة هويّة جديدة بعد حرب غزّة. هويّةٌ تعتمد روايةً غير تلك التي تُستخدَم اليوم لتبرير المجازر الجماعية والتجويع، بل هويّةٌ أخرى تُبنى أكثر على جذورٍ مغايرة في الإرث اليهودي تقرّ بالمساواة بين البشر وتُدرِك خطر تبجيل الدولة المبنيّة على الدين على حساب حياة الإنسان. هذا موضوع كتاب أصدره الصحفي الأميركي بيتر باينارت حديثاً في الولايات المتحدة تحت عنوان "ما معنى أن تكون يهوديًا بعد تدمير غزة؟". كتابٌ خلق ضجّةً ويلقى رواجاً كبيراً اليوم حسب صحيفة "النيويورك تايمز".

800-16.jpg

تطل علينا اليوم مئوية الثورة السورية الكبرى التي حصلت في تموز/يوليو 1925 ضد الاستعمار الغربي (الفرنسي والبريطاني) والتي قادها الزعيم الكبير سلطان باشا الأطرش انطلاقاً من السويداء في جبل العرب في سوريا، وتشارك فيها قادة وطنيون من مختلف أنحاء سوريا ولبنان والأردن وفلسطين رداً على مشروع تقسيم المنطقة (سايكس- بيكو) 1916، ووعد بلفور 1917، وسوريا اليوم تعيش محنة الاحتلال الخارجي والاحتراب الداخلي، لا لشيء إلا لأنها بموقعها الجيوستراتيجي كانت هدفاً دائماً للاستعمار القديم والحديث.

1212121212121212.jpg

ثمة ما يُحضَّر في الخفاء. جيوش الإعلام والثقافة وصناعة الوعي تحتشد على الجبهة المعادية. الغاية: إعادة إعمار الكيان بعد ارتكابه جريمة الإبادة الجماعية. إعمارٌ ليس على مستوى البنيان، بل على مستوى الصورة. إعادة تأهيل صورة "إسرائيل" حتى تعود كما كانت؛ قاعدة متقدمة لحماية المصالح الجيوسياسية الغربية في المنطقة. بعد أكبر جريمة عرفها التاريخ، يُصبح السؤال: هل أصبحت الإبادة ممكنة في أي وقت وأي مكان، تُشرّعها مؤسسات ونظم وأيديولوجيات تحكم العالم وتتحكم بمصائر الشعوب؟ 

16.07.2025-cartoon-copy.jpg

قرأت باهتمام مقالة الأستاذ عطالله السليم المنشورة في موقع 180POST حول مأزق الأقليات والأكثريات في العالم العربي، وهو مقال يقدّم محاولة تفسيرية مهمة في مناخ عربي مأزوم. غير أن هذا النص، برغم صيغته التحليلية، وقع في مجموعة من الأفخاخ الفكرية التي تستدعي التوقف عندها، لا من باب الجدل لأجل الجدل بل من باب إثراء النقاش وتوسيع أفق مقاربة قضية مفتوحة على مصراعيها حالياً.

800-12.jpg

تُغفل تحليلات معاصرة في الشأن الإسرائيلي أن الدولة الإسرائيلية، برغم إدراكها أنها كيان وظيفي مصطنع وأن عملها كأداة إستعمارية يخدم مصالح تتجاوز محيطها الجغرافي المباشر، إلا أنها تسعى في الوقت ذاته لتحقيق مشروعها "الوطني" أو "القومي" الخاص. هذا المشروع يدخل اليوم مرحلة تاريخية جديدة يمكن تسميتها بـ"الصهيونية الجديدة".

800-10.jpg

تصريح المبعوث الأميركي، توم برّاك، حول امكانية ضم لبنان إلى بلاد الشام، أثار اشكالية قديمة جديدة تتعلق بالخرائط التي رسمت للمنطقة بعد اتفاقية سايكس-بيكو. غداة تصريح برّاك هذا، وضمن سياق مختلف، اندلعت اشتباكات بين مجموعات درزية مسلحة والقوات الحكومية السورية في محافظة السويداء أعادت إلى الأذهان مجازر الساحل التي ارتكبت بحق العلويين. الحدثان (مواقف برّاك وأحداث السويداء)، وان بديا مختلفين، إلا أنهما نتاج عطب في منظومة سياسية عربية أنتجت مجتمعات متناقضة ومفاهيم مشوهة وممارسات قاصرة.