قال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد اسحق بريك إته من الصحيح القول إن حزب الله "تلقى ضربة قوية، لكنه بعيد كل البعد عن الهزيمة"، ويُحذّر في مقالة له في "معاريف" من أن اندلاع حرب إقليمية شاملة مع إيران ووكلائها "سيكون كارثياً". وهذا هو النص الكامل للمقالة.
قال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد اسحق بريك إته من الصحيح القول إن حزب الله "تلقى ضربة قوية، لكنه بعيد كل البعد عن الهزيمة"، ويُحذّر في مقالة له في "معاريف" من أن اندلاع حرب إقليمية شاملة مع إيران ووكلائها "سيكون كارثياً". وهذا هو النص الكامل للمقالة.
لو صحّ الخبر القائل بأن الجيش الإسرائيلى اعتقل بعض جنوده الذين نشروا الصور الأولية لحادث اغتيال قائد حركة حماس فى قطاع غزة يحيى السنوار، لتأكدنا أن الحكومة الإسرائيلية كانت تريد إخراجا مختلفا لعملية الاغتيال، بل إن نتنياهو لم يكن يتمنى أن يتم الإعلان الفورى وتأجيله إلى لحظة يخرجها بنفسه باعتباره ملكا للصورة والدعاية السياسية.
عندما نفّذت المقاومة عملية "طوفان الأقصى" وأسرت أكثر من مائتي إسرائيلي، أرادت تصفير السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين وتوفير مظلة ردعية للتخفيف من الحصار شبه الدائم لقطاع غزة، وإعادة القضية الفلسطينية إلى دائرة الضوء، وبالتالي قطع مسار التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية ووضع حد للانتهاكات اليومية للمسجد الأقصى وتجميد مسار التطبيع مع الدول الخليجية ولا سيما مع السعودية وكسر حالة الاستفراد بالشعب الفلسطيني لإنهاء قضيته.
أخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حربه على لبنان إلى أقصى مدياتها، باستهداف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وسط حملة جوية هي الأعنف منذ عقود، من حيث دمويتها واتساعها، واستبعاد أي أفق لوقف اطلاق النار أو طرق سبل الحل السياسي.
نحن في خضم حرب حقيقية ولو كان حزب الله يُصرّ على إدراجها في خانة مساندة غزة ومؤخراً أضاف إليها عنوان "الدفاع عن لبنان وشعبه". ما يجري منذ حوالي العشرة أيام على أرض لبنان يشي بما تُضمره إسرائيل للبنان منذ الدقيقة الأولى لانتهاء حرب تموز/يوليو 2006، وهو ما كان يجعلها تعتقد لسنوات طويلة أن جبهة غزة ثانوية.. وأن الحرب الأساس هي تلك التي لا بد منها في ما تُسمى "الجبهة الشمالية".
بتوجيه ضربات غير مسبوقة ومتتالية على مدى أيام لـ"حزب الله"، يُكرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن العمل العسكري لا يتناقض مع الديبلوماسية، لا بل يُعزّزها، لتحقيق هدفه المعلن بتغيير الواقع العسكري والأمني في الجبهة الشمالية، بما يؤمن عودة النازحين من سكان مستوطنات الشمال.
أعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأمور إلى سياقها الطبيعي، وكرّس تثبيتها حيث يجب أن تكون، تماماً مثلما أعاد رمي كرة النار الإسرائيلية في الملعب الإسرائيلي في انتظار الرد الآتي "من حيث يحتسب العدو ومن حيث لا يحتسب". ماذا عن الأهداف واللاءات.. والرد الآتي؟
التطورات التي شهدناها فجر اليوم (الأحد) على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، ليست ضربة استباقية إسرائيلية بقدر ما هي عملية استعراضية، وليس ما تزامن معها أو سبقها هو رد المقاومة المنتظر منذ آخر الشهر الفائت على إغتيال القائد العسكري الكبير في حزب الله فؤاد شكر، بل هو أمر بين أمرين:
هي الحرب الشاملة إذن. هذا ما يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.. وخطة المطاردة والاغتيالات التي أطلقها تمثل الحلقة الأخطر من سيناريو حرب لن تتوقف ولن تنتهي إلا بانتهاء أحد طرفيها، وهو ما يصعب تصوّره منطقياً.
بموازاة الحروب المتتالية التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر فعلياً منذ تحريره في العام 2005، ثمة حرب مالية تستهدف محلّات الصيرفة وأصحابها وكل المتبرعين وسلاسل توريد المال إلى غزة وحتى إلى الضفة الغربية، فضلاً عن السرقات الموصوفة التي نفّذها الجيش الإسرائيلي في وضح النهار منذ بدء حربه على غزة قبل عشرة أشهر!