
يتصرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكأن سوريا هي حبل النجاة له. الإنفتاح على دمشق وليد مصلحة أكثر منه نتيجة ضغوط روسية، أو مناورة يراد منها إرغام الولايات المتحدة على تغيير سياستها حيال أكراد سوريا.
يتصرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكأن سوريا هي حبل النجاة له. الإنفتاح على دمشق وليد مصلحة أكثر منه نتيجة ضغوط روسية، أو مناورة يراد منها إرغام الولايات المتحدة على تغيير سياستها حيال أكراد سوريا.
نشر موقع project syndicate مقالا للدبلوماسي الأمريكي السابق ريتشارد هاس، تناول فيه توقعاته لهذا العام بشأن أبرز الأحداث الدولية، بدءا من التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، مرورا بمسألة تغير المناخ، وانتهاء بالقضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني. ما هي أبرز توقعات هاس؟.
تقرأ ما يكتبون وما يذاع في أمريكا وبعض دول الغرب عن عالم يعيش حرب أوكرانيا فتتخيل أنك مطالب بأن تزهو بزهوهم وتعيش في أوهامهم. أنت مطالب بأن تؤمن إيماناً قوياً بأن التاريخ انتهى فالغرب مكتسح بقيمه وقوته وأحلافه ولا مكان فيه لدخيل أو لجديد إلا بإذن من الولايات المتحدة ولدور تحدده.
قليلون هم من حققوا مكاسب سياسية أو اقتصادية من الحرب على أوكرانيا وتداعياتها، وكثيرون هم المتضررون من تلك الحرب، وعلى رأس الذين حققوا مكاسب تأتى الصين وتركيا والسعودية وفنزويلا.
يُمكن القول إن أزمة الطاقة التي تجتاح العالم حاليًّا والتي بدأت في كانون الثاني/يناير 2021، أي قبل أربعة عشر شهرًا من بدء النزاع الروسي الأوكراني، هي أخطر وأشدّ أزمة مرّت وتمر على العالم منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن، من حيث إلحاقها ضَّررًا وخيمًا في اقتصاد العالم وإحداث تضخُّم مالي وضمور اقتصادي كبير جدًّا.
"لا تستهينوا أبداً بقوة الإنكار". جملة عبقرية ذكرها أحد أبطال فيلم American Beauty الشهير. لن أفسر الآن لم استدعيت هذا الاقتباس بالتحديد. لنُذكّر أولاً بمناسبة "طبخة مينسك" التي جعلت كلاً من المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، يُعلنا أن اتفاقية ميسنك كانت "خدعة"، مصممة لإعطاء الوقت لأوكرانيا لكي تستعد عسكرياً للحرب.. وقد سقطت روسيا في هذا الفخ "بسذاجة"!
أسدل العام الماضي الستار على أكبر تحول في التوازنات الدولية منذ إنتهاء الحرب الباردة وتفكك الإتحاد السوفياتي وقيام نظام عالمي جديد أحادي القطبية تقوده الولايات المتحدة. حاولت روسيا في أوكرانيا أن تعيد كتابة التاريخ بتأسيس نظام متعدد الأقطاب يرث أميركا مهتزة من الداخل، وتجرجر أذيال الخيبة من أطول حرب في أفغانستان.
علی أعتاب السنة الجديدة؛ يتردد سؤالان كبيران: هل سيحتضن العام 2023 ما يُسمى "النظام العالمي الجديد"، خصوصا بعد إنتشار جائحة كورونا وإندلاع حرب أوكرانيا، وما هي فرص ولادة ما يُسمى "الشرق الأوسط الجديد"؟.
العام 2022؛ إنه عام «الحرب العالمية الثالثة: الفوضى الغريبة». لا نقول 2023 هو عام الحرب، الحرب بدأت قبل عام 2022 ولكنها خرجت إلى الملأ في 24 شباط/فبراير 2022 عندما انطلقت أول رصاصة من روسيا نحو أوكرانيا.
كان عاماً مليئاً في إيران وبها، تقاطعت فيه أحداث وتداعيات جعلت منه سنة ستمتد سنوات. يشبه إلى حد كبير محطة القطارات الكبرى جنوبي طهران، حيث تنتهي رحلات وتبدأ أخرى. لكن رحلات ايران القادمة تبدو وكأنها مفتوحة الوجهات، بعضها لم تمد سككها بعد، لكن القطار يجري وأحياناً بجنون كما في حالة الحرب الروسية في أوكرانيا والتي وجدت إيران نفسها في قلبها مرتين.