"السفير" Archives - Page 3 of 6 - 180Post

T.Salman_9.jpg

هلْ بلغ به الأسى أقصاه، حتى يستجمع كل أحزانه، ويُغادر مُتسلِّلاً إلى تلك القصيدة التي رعى تشكلها، خلال عقود، بأوزان "فاعلين" بكل "المفاعيل" وليكون فيها تفعيلة أخرى… خالدة وفوّاحة بنسائم الأمل؟

ملاك.jpg

"حبي الحياة.. حتى تحبك".. قال لي الأستاذ طلال سلمان هذه الجملة يوماً، لم أعد أتذكر السياق، لكنني أتذكر هذه الجملة كثيراً. أنا التي كانت تربطني علاقة خاصة بالكلمات، حين علمت بوفاة الاستاذ طلال، تخيل لي فجأة هذا المشهد "جعلني ألتقط الكلمات وأحبها".. وكأن الكلمات متناثرة في جميع الأرجاء وفي جميع الزوايا وساعدني هو في أن ألتقطها بين يدي، أكمشها وأحبها.

T.Salaman_Mouhana-1280x840.jpg

لم أكن أنتظر هذه اللحظة لأرثيَك، فأنت أبلغ مني لغة وتعبيراً. ولم يكن ينقصني هذا الحزن كي أبكي ملء عينيّ، فكثيراً ما كنت أبكي في عينيك وتبكي في عينيّ. كذلك لم أكن أنتظر هذا الموت كي أنحني، فأنا كنت أكبر فيك وأغتني بصداقتك، وآنس برفقتك، وأسعد برؤيتك وسماع آرائك.

الغياب.jpg

وقلبك يعصره وجع الفقدان.. اكتبى. وهمك يصبح أكبر من حجم تلك الغيمة البعيدة فى جحيم صيف 2023.. اكتبى. وأنت تمسكين بيده وهو ممدد فوق سرير ليس سريره فى غرفة العناية الفائقة.. اكتبى. والصور تتداعى بل تعود لها الحياة بقدرة قادر من صنعاء إلى القاهرة مرورا ببيروت.. اكتبى.

T.Salaman_Labeeb-1280x861.jpg

انصرف "الأستاذ" فانغلق، وراءه، بابُ مدرسة. لا أعرف مداخل هذه المدرسة التي أشاد العارفون بتميّزها، خطًّا وحِرفة. أعرف القليل من مساحاتها الخارجيّة، حيث جمعتني ﺑ"الأستاذ طلال"علاقة مودّة طويلة.

T.Salaman_Hshem2-1280x875.jpg

كنت في السادسة عشرة من عمري عندما قرأت لطلال سلمان نصاً كتبته عن مجزرة قانا الأولى بعنوان "إيه قانا". سحب من يدي الورقة مبتسماً، وقال لي: "ستكون أول مقالة ننشرها لك في بريد القراء في السفير". ولم تكن الأخيرة.