
قارن كثيرون بين تعامل أوروبا بترحيب مع اللاجئين الأوكرانيين وسلوكها السلبي إزاء اللاجئين السوريين ومن قبلهم العراقيين، برغم إستثناء بعض حملات التعاطف التي قامت بها منظمات إنسانية ومنظمات مجتمع مدني في أوروبا تضامناً مع الشعب السوري تحديداً.
قارن كثيرون بين تعامل أوروبا بترحيب مع اللاجئين الأوكرانيين وسلوكها السلبي إزاء اللاجئين السوريين ومن قبلهم العراقيين، برغم إستثناء بعض حملات التعاطف التي قامت بها منظمات إنسانية ومنظمات مجتمع مدني في أوروبا تضامناً مع الشعب السوري تحديداً.
في 24 شباط/ فبراير 2022 بدأت روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا. تسعة عشر يوماً من المعارك وجّهت خلالها القوات الروسية ضربات صاروخية وجوية دقيقة استهدفت قواعد عسكرية واجهزة رادار ووسائل دفاع جوي ومطارات وقواعد بحرية وبنى تحتية عسكرية تجاوز عددها الالفين بعد مضي حوالي الأسبوعين على العملية.
قد تكون الجسور الجوية التي أقامها الغرب مع كييف أكبر من طاقة أوكرانيا على إستيعابها. ربما يحتاج الجيش الأوكراني إلى أشهر أو سنوات عدة للتدرب على الأسلحة الحديثة التي تتقاطر عليه من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأوستراليا. وعلى رغم ذلك، عيون الروس شاخصة أبداً إلى مسيرات "بيرقدار" التركية التي قلبت المعادلات الميدانية في ليبيا وفي أذربيجان في الأعوام الأخيرة.
لم يترك التوقيت الذي إندلعت فيه إضطرابات كازاخستان، الكثير من الخيارات أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سوى المسارعة إلى إخماد الحريق في الحديقة الخلفية لروسيا قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات في جنيف مع المسؤولين الأميركيين للبحث في خفض التصعيد في أوكرانيا.
من الغابات التي تفصل بيلاروسيا عن بولندا ولاتفيا وليتوانيا إلى الحدود الروسية - الأوكرانية وإلى مياه البحر الأسود وصولاً إلى القوقاز، يدور سباق جيوسياسي بين روسيا والغرب، قد يكون الأخطر منذ إنتهاء الحرب الباردة قبل 30 عاماً.
من كواليس الحكم في روسيا، تتسرب معلومات عن استقالة محتملة لوزير الخارجية سيرغي لافروف. ليس حديث الاستقالة بالأمر الجديد، فرئيس الدبلوماسية الروسية سبق أن أبدى رغبته في التقاعد أكثر من مرة. ومع ذلك، فإنّ المعضلة الحقيقية تبقى في ايجاد البديل.
أظهر العام 2020 أن الفضاء السوفياتي يبقى بركاناً مشتعلاً. بعد ما يقرب من 30 عاماً على انهيار الاتحاد السوفياتي، ما زال ينفث الحروب والثورات والاضطرابات. يمكن أن يحدث أي شيء هناك، إلا شيئاً واحداً: إنشاء دول مستقرة، بناء مؤسسات اجتماعية قوية، ضمان فصل السلطات. كل ذلك يعني أن العواصف ستكون مستمرة.
ما الذي يدور حول روسيا؟ أزمات ساخنة يأخذ بعضها برقاب بعض وبفاصل زمني قصير، يثير الريبة والشك. تبدأ من بيلاروسيا ولا تنتهي في قرغيزيا، مروراً بحرب القوقاز، من دون الاستهانة بقضية متدحرجة اسمها أليكسي نافالني، لم تتظهر كل فصولها بعد، وربما كان الآتي أعظم.
تجتاح بيلاروسيا احتجاجات شعبية، أشعلت فتيلها انتخابات يعتقد على نطاق واسع بأنه تم تزويرها لكي يفوز الرئيس الحالي ألكسندر لوكاشينكو، الذي يتولى رئاسة البلاد منذ 26 عاماً، حيث وصل إلى السلطة في عام 1994 وسط حالة الفوضى التي نجمت عن انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
لطالما أحسن الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو لعبة التأرجح بين روسيا والغرب. ثمة من يرى في ذلك براعة في المناورة السياسية ضمنت له استمرارية في الحكم لأكثر من 25 عاماً، تفاوتت خلالها خلال السياسة الخارجية للجمهورية السوفياتية السابقة بتقارب حذر مع روسيا من جهة، واستمالة للغرب من بوابة الصراع الجيوسياسي بين حلف شمال الاطلسي وموسكو من جهة ثانية. ومع ذلك، فإنّ هذا النهج يقف اليوم عند منعطف خطير عشية انتخابات رئاسية غير مسبوقة في طابعها منذ ربع قرن قد تنهي مستقبل "آخر ديكتاتور في أوروبا"، كما يصطلح الغربيون على وصفه.