
بقدر الأخطار الماثلة جراء الحرب الأوكرانية على المستقبل المصرى، شأن الدول الأخرى فى العالم والإقليم الذى نعيش فيه، تتبدى فى الأفق السياسى فرص جدية لحلحلة بعض الأزمات المستعصية، وأخطرها أزمة سد النهضة الإثيوبى.
بقدر الأخطار الماثلة جراء الحرب الأوكرانية على المستقبل المصرى، شأن الدول الأخرى فى العالم والإقليم الذى نعيش فيه، تتبدى فى الأفق السياسى فرص جدية لحلحلة بعض الأزمات المستعصية، وأخطرها أزمة سد النهضة الإثيوبى.
تحتاج مصر إلى نظرة جديدة لسياستها الخارجية، فلسفتها وأولوياتها، تجدد حيويتها وقدرتها على المبادرة فى أوقات عصيبة تومئ بتحولات عاصفة فى العلاقات الدولية والإقليمية على السواء.
الحرب، التي وعد رئيس الوزراء الأثيوبي أبيي أحمد قبل عام بأنها ستكون "سريعة" وتنتهي بإجتثاث الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، تقف اليوم على أبواب العاصمة أديس أبابا وليس بعيداً في جبال تيغراي التي بدت عصية على "الإمبراطورية الأثيوبية"، التي حاول أبيي أحمد بعثها بطريقة حديثة، فإذا به يقذف بها إلى واحد من مصيرين: يوغوسلافيا أو رواندا.
توشك إثيوبيا أن تدخل حقبة جديدة فى تاريخها الحديث يتقرر فيها مصيرها كدولة فيدرالية موحدة.
في خبر لم يلفت الانتباه عربياً، تناقلت الصحف قيام شركة تاحال "الإسرائيلية" بإجراء دراسات على التربة في أثيوبيا للبحث في إمكانية بناء ثلاثة سدود بالقرب من بحيرة تانا ونهر "آباى" أحد روافد نهر النيل. وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في حينها، إن إنشاء السدود الثلاثة سيؤمن لأثيوبيا القدرة على التحكم بمياه النيل. هكذا أريد للخبر أن يمرّ من دون إثارة ضجة مثل فضيحة اليهود الفالاشا.
توفّر العديد من حالات التعاون الدولى فى مجال تنظيم الأنهار العابرة للدول نماذج يمكن من خلال دراستها والاطلاع عليها استفادة دول حوض نهر النيل من تجارب دول وأقاليم أخرى.
لا شك أن مصريين كثيرين قد انتابتهم الدهشة من حديث المندوبين الصينى والروسى وهم يتابعون جلسة مجلس الأمن التى ناقشت النزاع حول السد الإثيوبى بين مصر والسودان من جانب والحكومة الإثيوبية من جانب آخر.
تجربة إستقلال جنوب السودان بقوة دفع أميركية ـ إسرائيلية مدعاة للتبصر. محرر الشؤون الخارجية في صحيفة "الغارديان" البريطانية سيمون تيسدال، يقول إن نحو 400 ألف شخص قتلوا منذ حصول جنوب السودان على إستقلاله.. وها هو العنف يلوح في الأفق مرة أخرى.
لم ينشأ نزاع المياه الحاد من فراغ تاريخ ولا هبط بحمولاته المزعجة فجأة على وادى النيل، ولا كان حكرا على المصريين والسودانيين والإثيوبيين وحدهم؛ حيث تتداخل فى تعقيداته دوما مصالح واستراتيجيات، وأحيانا مؤامرات.
لا توجد آمال كبيرة معلقة على اجتماع مجلس الأمن الدولى، الذى يعقد اليوم (الخميس) للنظر فى التداعيات المحتملة لأزمة السد الأثيوبى على الأمن والسلم الدوليين.