لم يمضِ يومان على استشهاد القائد الفلسطيني يحيى السنوار في جنوبي غزة بتلك الطريقة السوريالية التي نشرها العدو الإسرائيلي، حتى وزّع صوراً مماثلة في سورياليتها للمقاوم اللبناني الشهيد إبراهيم حيدر في جنوب لبنان.
لم يمضِ يومان على استشهاد القائد الفلسطيني يحيى السنوار في جنوبي غزة بتلك الطريقة السوريالية التي نشرها العدو الإسرائيلي، حتى وزّع صوراً مماثلة في سورياليتها للمقاوم اللبناني الشهيد إبراهيم حيدر في جنوب لبنان.
فى الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني ١٩٩٥، تم اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إسحاق رابين. كان رابين المنتمى إلى حزب العمال هو من وقّع على اتفاقية السلام مع الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، وهى الاتفاقية التى انتقده بسببها الكثير من الإسرائيليين المتشددين سياسيا ودينيا بحجة أنه فرط فى الأرض المقدسة الموعودة لليهود! لم تكن هذه مجرد مشاكسات سياسية على رابين بل تعبيراً عن تيار قوي يحاول قلب الرأى العام فى الدولة العبرية على رئيس وزرائها وعلى كل الساسة الإسرائيليين المؤمنين بالسلام مع العرب.
ماذا فعل النازيون الألمان والفاشيون الطليان خلال غزوهم لأوروبا وأنحاء مختلفة من العالم في أربعينيات القرن الماضي ولم يفعله الفاشيون الصهاينة في حرب إبادتهم المفتوحة على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى الآن؟
يشرح الكاتب رونين بيرغمان في هذا الفصل من كتابه "انهض واقتل اولا، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الإسرائيلية" بعنوان "آتونا برأس (يحيى) عياش" كيف نجح "الموساد" في اغتيال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فتحي الشقاقي في أحد شوارع العاصمة المالطية.
جريحاً؛ متماسكاً، مستريحاً على كنبة صغيرة في حيٍّ مُدمّر ومنزل شلّعت القذائف جدرانه وأبوابه ونوافذه، جلس يحيى السنوار بلباسه العسكري وسلاحه ينتظر اللحظة التالية، فدخلت عليه الـ"درون" لتجد نفسها وجهاً لوجه قُبالة مُلثم، وما أن حاولت الإقتراب منه حتى أطلق عليها عصاه الخشبية بيده اليسرى غير الجريحة، قبل أن تصيبه شظايا قذائف دبابة فيخر صريعاً.
لا تخلو وسيلة إعلامية إسرائيلية من تحريض على تجويع، وطرد، وإبادة الشعب الفلسطينى، لكن القناة التلفزيونية الإسرائيلية، الرابعة عشرة، بمقدمى برامجها، وبالضيوف الذين تنتقيهم، فاقت كل وصف فى الفجاجة والشعبوية، حتى أن الحكومة العراقية أصدرت بيانا، مؤخرا، استنكرت فيه، بشدة، وضع القناة اسم وصورة المرجع الشيعى الأعلى فى العراق، آية الله على السيستانى، ضمن قائمة المستهدفين بالاغتيال، فى أحد برامجها، وطالبت الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش باستنكار ما فعلته هذه القناة.
لو صحّ الخبر القائل بأن الجيش الإسرائيلى اعتقل بعض جنوده الذين نشروا الصور الأولية لحادث اغتيال قائد حركة حماس فى قطاع غزة يحيى السنوار، لتأكدنا أن الحكومة الإسرائيلية كانت تريد إخراجا مختلفا لعملية الاغتيال، بل إن نتنياهو لم يكن يتمنى أن يتم الإعلان الفورى وتأجيله إلى لحظة يخرجها بنفسه باعتباره ملكا للصورة والدعاية السياسية.
عادةً ما يُعرف المناضل والسياسي والمثقف ويُعرَّف بنتاجه ومواقفه العامة، لكن قلّما يتم الانتباه إلى جوانب في حياته، كعلاقته بعائلته، ومحيطه، وزملائه، وأمّه وأبيه. وفي هذه المقالة التي تنشرها مدونة "فلسطين الميدان"، في ذكرى استشهاد ماجد أبو شرار (1936 - 1981) على جزأين، سنجد إضاءة على جانب مهم في حياته، بقلم ابنته سماء، وهو علاقته بالنساء وموقفه منهن، بشهادة بعض اللواتي عملن معه، ورافقنه في دروب عديدة من حياته ونضاله خلال مسيرة عمل تنوعت بين الإعلام المركزي لحركة "فتح"، ورئاسة الإعلام الموحد، ورئاسة تحرير صحيفة "فتح" اليومية، ومسؤولية المفوض السياسي العام لـ "فتح" في الفترة 1973 - 1978، وكذلك أمانة سر المجلس الثوري بعد المؤتمر الثالث للحركة، وعضويته في اللجنة المركزية في انتخابات المؤتمر الرابع (1980).
يكثرُ في هذه المرحلةِ الحديثُ عن أنّ "حزب الله" قد "ورّط" لبنان في هذه الحرب المفتوحة مع العدوّ الإسرائيلي، لا سيّما من خلال اتّخاذ قرار مساندة غزّة يوم ٨ تشرين الأوّل/أكتوبر ٢٠٢٣.. أي غداة عمليّة "طوفان الأقصى". ومنهم من يذهب، بشكل أقلّ حِدّيّة وعِدائيّة إن شئت، أقلّه في الظّاهر، إلى الادّعاء باختصار: بأنّه كان بالإمكان، عند انطلاق "الطّوفان"، تجنّب الحربِ وما كَان!
منذ اغتيال سيد شهداء محور المقاومة السيد حسن نصرالله، قبل 20 يوماً، ثمة تساؤلية مزدوجة، جزئيتها الأولى، كيفية نجاح العدو الإسرائيلي في الوصول إلى "السيد"، وجزئيتها الثانية، عجزه عن اغتيال قائد حركة حماس يحيى السنوار؟ فهل استشهد السنوار وهو يقاتل بالصدفة؟ أم اغتيل بقرار بحثاً عن انتصار يُمهّد لوقف النار؟