ما حدث يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر يُشكل حدثاً تاريخياً بكل ما للكلمة من معنى، ويقتضي الواجب أن نقرأ "طوفان الأقصى" بعين المتخصص بعلم العلاقات الدولية وبمستوى بلاغة حدث لا يقل قيمة عن أي حدث تاريخي غيّر مجرى العالم.
ما حدث يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر يُشكل حدثاً تاريخياً بكل ما للكلمة من معنى، ويقتضي الواجب أن نقرأ "طوفان الأقصى" بعين المتخصص بعلم العلاقات الدولية وبمستوى بلاغة حدث لا يقل قيمة عن أي حدث تاريخي غيّر مجرى العالم.
هنري لورانس، مؤرِّخ فرنسيّ وأستاذٌ حائزٌ على كرسيّ تاريخِ العالم العربيِّ المعاصِر في الكولّاج دو فرانس ـ باريس. في نصه الأخير المنشور في "اوريان 21" (ترجمة دينا علي إلى العربية)، يُقدم رواية تاريخية لوقائع حرب تشرين/أكتوبر 1973 هذا معظم ما ورد فيها:
لسنوات طويلة اختزلت حرب أكتوبر (1973) فى رجلين: «أنور السادات بطل الحرب والسلام»، ثم «حسنى مبارك بطل الضربة الجوية الأولى». كان ذلك إجحافا بالقادة العسكريين الذين خططوا ودربوا وقاتلوا، وبعضهم لامست سيرته الأساطير، كما كان إجحافًا ببطولات الجنود الذين قدموا من قلب الحياة المصرية وضحوا بحياتهم حتى يرفع البلد رأسه مجدداً.
لو أن أنور السادات كان حياً يُرزق لربما تراجع عن مقولته الشهيرة، غداة حرب أكتوبر 1973، بأن الولايات المتحدة "تمتلك ٩٩٪ من أوراق الحل في الشرق الأوسط". ربما لم يكن رئيس مصر مبالغاً في وصفه، حينذاك. فقد تسنى لواشنطن، قبل حوالي النصف قرن، دخول الشرق الأوسط من مصر.. "بوابة العرب الكبيرة"، كما وصفها هنري كيسنجر.
أن يتكبّد وزير الخارجية الأميركي سابقاً هنري كيسنجر، الذي إحتفل في أيار/مايو الماضي بمرور مئة عام على ولادته، عناء السفر إلى الصين التي تمر بأدنى مرحلة من العلاقات مع الولايات المتحدة، فلا بد أن الأمر يستحق هذا العناء لإعادة تصويب المسارات الديبلوماسية بين أكبر إقتصادين في العالم، وتجنب أن يفضي التنافس بينهما إلى صدام لن يسفر سوى عن نتائج "كارثية" وفق ما كان يُحذّر هو نفسه دائماً.
من المؤكد أن وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ليس مثل سلفه هنري كيسنجر ولا الرئيس الصيني شي جين بينغ مثل دنغ شياو بينغ. ما يستدعي المقارنة هو وصول العلاقات الأميركية-الصينية إلى أدنى مستوياتها منذ التطبيع بين البلدين في مطلع سبعينيات القرن الماضي. بروز بكين كتحدٍ إستراتيجي للولايات المتحدة ربما لم يكن وارداً في حسابات الرئيس ريتشارد نيكسون عندما قرر الإنفتاح على الصين من أجل هزيمة الإتحاد السوفياتي.
تشهد علاقات الصين والولايات المتحدة توترا متزايدا يميزه وقوع أزمة تلو الأخرى وذلك منذ وصول الرئيس السابق دونالد ترامب للحكم عام 2016، وتستمر خلال سنوات حكم الرئيس جو بايدن.
«يعمل 15 ساعة يوميا، لا يسمع جيداً، أصاب العمى إحدى عينيه»، جاءت هذه الكلمات فى مقدمة لقاء أجراه المذيع الشهير، تيد كوبل، على شبكة "سى. بى. إس" قبل أيام مع هنرى كيسنجر بمناسبة وصوله، بعد أيام قليلة، لسن المائة.
نشر موقع "بي. بي. سي. نيوز عربي" وثائق بريطانية رسمية أفرج عنها مؤخراً تتعلق بحرب تشرين (1973) واستخدام العرب سلاح النفط وعلى رأسهم السعودية، والمباحثات التي جرت بين ملوك السعودية الراحلين فيصل، خالد، وفهد ومسؤولين بريطانيين وبمشاركة وزراء خارجية سعوديين فيها وتؤكد كلها تمسّك المملكة وقيادتها بشرط "الحل العادل للقضية الفلسطينية، ورفض وهم الانتصار النهائي لاسرائيل، والانسحاب الاسرائيلي من الأراضي المحتلة حتى حدود العام 1967".
قبل ثلاثة أرباع قرن تساءلت واشنطن «من تسبب فى خسارة الصين؟» واليوم يُعاد طرح السؤال فى إطار تاريخى مختلف بصورة كلية عما كان عليه الوضع العالمى عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.