
حكومة نجيب ميقاتي مستمرة في تصريف الأعمال حتى إنتخاب رئيس لبناني جديد. هذا أهون الشرور. ترف الفراغ الرئاسي لا يُناسب أحداً، داخلياً وخارجياً، لكنه يتقدم على ما عداه. وحتى لا نستطرد كثيراً، لنذهب إلى صلب الموضوع؛ من هو رئيس جمهوريتنا المقبل؟
حكومة نجيب ميقاتي مستمرة في تصريف الأعمال حتى إنتخاب رئيس لبناني جديد. هذا أهون الشرور. ترف الفراغ الرئاسي لا يُناسب أحداً، داخلياً وخارجياً، لكنه يتقدم على ما عداه. وحتى لا نستطرد كثيراً، لنذهب إلى صلب الموضوع؛ من هو رئيس جمهوريتنا المقبل؟
تستضيف الدوحة يومي غدٍ (الثلاثاء) وبعد غدٍ (الأربعاء) المحادثات الإيرانية ـ الأميركية غير المباشرة، وذكرت وکالة "رويترز" أن مسؤول الملف النووي التفاوضي روبرت مالي سيمثل بلاده، فيما يتمثل الجانب الإيراني بكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني.
تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورات تشي بأننا مقبلون علی صيف حار شديد السخونة. هذه التطورات متصلة بشكل أساسي بالملفين الإيراني والإسرائيلي اللذين يسيران بسرعة قياسية كأنهما علی موعد مع أحداث وتقلبات وممرات لا بد منها.
كل الطرق إلى إحياء الإتفاق النووي في فيينا بين إيران والقوى الكبرى، تبدو مقفلة حتى هذه اللحظة. إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشعر أنها إستنفدت ما في جعبتها من تنازلات، في حين أن إيران لم تعد واقعة تحت إلحاح الحاجة إلى رفع العقوبات الإقتصادية، بفضل التعاون الإستراتيجي مع الصين وروسيا.
منذ ثمانية عشر شهراً تتزاحم التقديرات حول المدة التي تفصل إيران عن العتبة النووية. دائماً ما طُرح السؤال: ما هي العتبة النووية؟ تقنيًا، هي مرحلة يتوفر فيها، لدى جهة ما، كمية من اليورانيوم المخصب بنسب تترواح بين 20% و60%، ليعاد تخصيبها على مستوى 90%، وهي النسبة التي تجعل اليورانيوم جاهزا لتحويله إلى رأس حربي نووي.
لم يعد "الاتفاق النووي" المُوّقع عام 2015 حياً يُرزق.. الأصح أنه يرقد حالياً في غرفة العناية المركزة؛ وكل محاولات إعادة إحياء هذا الاتفاق، سواء من خلال مسار فيينا أو مسارات أخرى، باءت بالفشل حتى الآن، لأسباب تتعلق بالاتفاق النووي نفسه وبالقدرات النووية التي توصلت اليها ايران، فضلاً عن تداعيات الأزمة الاوكرانية، إقليمياً ودولياً.
يقول محمد جواد ظريف قبل أشهر على تركه منصبه وزيراً للخارجية الايرانية: "ظروف اليوم لن تتكرر بعد ستة أشهر والعالم سيكون عالما آخر، كل شيء يتغير".. وهذا ما حدث بالفعل. كيف؟
قبل أشهر قليلة، كانت محاولات إعادة إحياء الاتفاق النووي قد قاربت النجاح بنسبة تزيد عن التسعين في المائة بقليل.
"سوف لن تكون نهاية الدنيا إذا ما تم الإعلان عن إنهيار مفاوضات فيينا النووية؛ وسوف لن نموت بسببها. إنها لعبة الكّر والفرّ مع واشنطن التي بدأت منذ 42 عاماً وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا"، يقول مسؤول إيراني كبير.
لمن يغيب عنها ردحًا، تبدو طهران وكأنها دخلت آلة الزمن، مدينة تضج بمشاريع جديدة، مبادرات فردية أو تتبع لشركات، تحاكي لغة العصر، ومجمعات تجارية ضخمة يصعب تمييزها عن مثيلاتها في الدول المجاورة. لكنّه تغيير تدريجي وليس بسحر ساحر، ويمكن لمن يتردّد عليها ملاحظته كمن يلاحظ شفاء الوجه من ندباته مع الوقت.