إذا كان هناك من انتكاسة لتعليق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عمله السياسي فهي انتكاسة أميركية بإمتياز. لماذا؟
إذا كان هناك من انتكاسة لتعليق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عمله السياسي فهي انتكاسة أميركية بإمتياز. لماذا؟
سمح لى عملى السابق فى أحد مراكز الأبحاث الأمريكية بواشنطن بالاقتراب من دائرة مسئولى الشرق الأوسط والملف المصرى بمجلس الأمن القومى أثناء عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما. وأستطيع الجزم بكل ثقة بأن البيت الأبيض فوجئ بالثورة المصرية عند اندلاعها فى الـ25 من يناير/كانون الثاني 2011.
يتفق معظم المهتمين بالشأن الأميركي على وجود ضعف في أداء إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن لأسباب عديدة، أبرزها إنقسام المجتمع الأميركي، وهو أمرٌ ظهر جلياً خلال الهجوم علی مبنى الكابيتول في السادس من كانون الثاني/ينايرعام 2021؛ وصار ينعكس علی أداء الولايات المتحدة الداخلي والخارجي على حد سواء.
انتهت السنة الأولى من رئاسة جو بايدن كما بدأت. الكثير من الأعداء.. والأزمات؛ على جبهات مُتعددة وفي وقت واحد. دولة مهيمنة فوق طاقتها، وإستراتيجيتها الدفاعية غير متوازنة مع سياستها الخارجية. إذا لم تُحافظ على إلتزاماتها فقد تدفع ثمناً باهظاً. فالعالم لن يتسامح مع قوة عظمى تسمح لعجزها الإستراتيجي بالنمو بشكل يفوق قدراتها، بحسب "فورين أفيرز"(*)
تحضر إسرائيل ويغيب النظام العربي في المواجهة الديبلوماسية الدائرة في فيينا حول المشروع النووي الإيراني، علماً أن هذه المواجهة تتعلق بشكلٍ أو آخر بالمجال الجيوسياسي العربي وتنعكس نتائجها على مصائر العرب ومستقبلهم.
عندما قال دونالد ترامب إن الاتفاق النووي هو "إتفاق سيء"، كان ينظر بعين إسرائيلية كون الاتفاق المذكور لم يأخذ بالحسبان "الأمن الإسرائيلي" علی خلفية نفوذ إيران في الإقليم ومديات منظومتها الصاروخية التي تصل الی عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة؛ وعلی هذا الاساس، عارضت إسرائيل المفاوضات النووية منذ بدايتها عام 2013 وحتی نهايتها في يوليو/تموز 2015.
معظم المؤشرات لا تشير الی أن جولة 27 ديسمبر/كانون الأول من مفاوضات فيينا النووية ستكون نقطة تحول كبيرة في الدبلوماسية الإيرانية لكنها ربما تستطيع دعم الجهود المبذولة من جميع الأطراف.
أتسلى هذه الأيام بمتابعة المساعي والجهود العديدة المبذولة لإشعال حرب باردة جديدة. أدرك جيداً أن التعبير، وأقصد إشعال، غير صحيح وغير مناسب، فالحرب الباردة باردة بحكم إسمها، حرب لا تشتعل.
قبل توقيع الإتفاق النووي في العام 2015 في عهد باراك أوباما ومن ثم بعد إسقاطه في العام 2018 في عهد دونالد ترامب، وصولاً إلى إدارة جو بايدن الحالية، لم يتوقف الجدال في إسرائيل حول جدوى توقيع الإتفاق النووي أو إسقاطه وأيهما أقدر على ضبط البرنامج النووي الإيراني والحد من تطويره.
ثمة إحتدام في المشهد الدولي لم نألفه منذ إنهيار الإتحاد السوفياتي حتى الآن. يزيد من وطأته إحتدام مماثل في الإقليم. من اليمن إلى فلسطين مروراً بسوريا والعراق ولبنان. ماذا ينتظرنا؟