لم أتفاجأ بالسؤال ولا بالإجابة. المسرح معد ومكتمل وصفحات السيناريو مفتوحة لمن يريد أن يقرأ ليعرف ولمن يريد أن يقرأ ليؤدي الدور المكتوب.
لم أتفاجأ بالسؤال ولا بالإجابة. المسرح معد ومكتمل وصفحات السيناريو مفتوحة لمن يريد أن يقرأ ليعرف ولمن يريد أن يقرأ ليؤدي الدور المكتوب.
إذا ما غابت فرص انفساح الأفق على التسويات السياسية للحرب الأوكرانية، فإن الفوضى سوف تضرب النظام الدولى كله، أو ما تبقى من أطلال تشير إليه.
قدمت حكومتا السويد وفنلندا طلبين رسميين للإنضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). واعتباراً من الآن، من المتوقع على نطاق واسع أن يصبح البلدان العضوين الـ31 والـ32 في التحالف العسكري الغربي. ومع ذلك، هناك شكوك تتعلق بما إذا كان البلدان سيكونان أكثر أماناً واستقراراً داخل "الناتو". وهناك أيضاً سؤال مفصلي وهو كيف سيتأمن ذلك إذا لم يتم الإجماع، وهو شرط أساسي لقبول عضو جديد، بالنظر إلى موقف تركيا التي تهدد باستخدام حق النقض؟
لفهم الوضع الحالي في أوكرانيا، يجب أن نفهم الدور المركزي الذي تلعبه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في الصراع الدائر هناك منذ البداية، أي منذ أن خطَّطت واشنطن وأدارت ما يُعرف بـ"ثورة الميدان الأوروبي" (الإنقلاب الأوكراني) في عام 2014، حتى بدء العملية العسكرية الروسية في شباط/فبراير الماضي.
منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي، تنتظر تركيا وإسرائيل، على حافة النهر، مجرى الحرب للإستفادة من الوقائع الجيوسياسية الجديدة التي لا تلقي بثقلها على الحدود الأوروبية الآيلة إلى التبدل فحسب، بل إن تردداتها تطاول الفضاءات الأقرب إلى أوروبا ومنها الشرق الأوسط.
يشير مصطلح «النصر البيروسى»، إلى ذلك الإنجاز العسكرى، الذى يتأتى إثر كلفة مادية وبشرية فادحة، تجعله إلى نصر بطعم الهزيمة أقرب. الأمر الذى يفسد على المنتصر غبطة النجاح، ويقوض قدرته على تحقيق مزيد من الانتصارات فى مقبل أيامه.
روسيا تصمد إقتصادياً وتتعثر ميدانياً. تلك هي المفارقة الكبرى في الحرب الأوكرانية. وكان هذا أحد العوامل الحاسمة التي جعلت القوى الغربية تسارع إلى إحداث نقلة نوعية في إمدادات الأسلحة لكييف والتحول عن "عقيدة الجافلين" إلى مدافع "الهاوتزر".
بعد الحرب الروسية الأوكرانية، تصاعد التوتر بين روسيا والغرب إلى مستوى لم يحصل حتى أثناء أزمة الصواريخ الكوبية. لقد تجاوز القادة؛ على جانبي الصراع؛ سلسلة من الخطوط التي لا يمكن حلَّها بسهولة. وباتت حربٌ باردة جديدة تلوح في الأفق. "حربٌ قد تكون أقل عالمية من نظيرتها التي شهدها القرن العشرين ولكن أقل توازناً ولا يمكن التنبؤ بها"، بحسب إيان بريمر، رئيس ومؤسس "مجموعة أوراسيا"(*).
اذا كانت الحرب العالمية الاولى اندلعت اثر اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند في سراييفو عام 1914 والحرب العالمية الثانية اثر الإجتياح الهتلري لبولندا بعد ايام من إبرامها معاهدة دفاع مشترك مع فرنسا وبريطانيا عام 1939، فما هو السبب الذي سيفجر حرباً عالمية ثالثة؟
السردية التي يروّجها الغرب في المواجهة الشاملة مع روسيا مبنية على ركيزة واحدة: رأس الأفعى هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبالتالي يجب أن يرحل كما بيّنت لنا "زلّة لسان" الرئيس الأميركي جو بايدن.