برغم الآمال المعقودة على الدستور السوري الجديد كخطوة نحو التغيير، إلا أن الصيغة التي تم التوصل إليها تُظهر تشابهًا كبيرًا مع الدساتير السابقة، وبخاصة دستور عام 2012 الذي وُضع في ظل حكم بشار الأسد.
برغم الآمال المعقودة على الدستور السوري الجديد كخطوة نحو التغيير، إلا أن الصيغة التي تم التوصل إليها تُظهر تشابهًا كبيرًا مع الدساتير السابقة، وبخاصة دستور عام 2012 الذي وُضع في ظل حكم بشار الأسد.
حدث انقلاب 8 آذار/مارس 1963 في سوريا باسم إعادة الوحدة بينها وبين مصر. تلك الوحدة التي لم تجرؤ حكومات "الانفصال" المتعاقبة عن إلغاء قراراتها "الاشتراكية" لما كان لها من دعمٍ شعبيّ. لكنّ البعثيّين سرعان ما أطاحوا بشركائهم الناصريّين، ثمّ انقسموا على أسسٍ مناطقيّة و"طبقيّة" ليطردوا عام 1965 جميع الكوادر المدينيّة من الوظيفة العامّة. أولئك الذين قامت الدولة السورية بعد الاستقلال عليهم، إلى حدٍّ كبير، بفضل التزامهم بالمصلحة العامّة ونشر التعليم والكهرباء.
لم يعد خافياً على أحد، مدى تأثير الاستخبارات التركية التي صاغ ملفاتها بشكل حثيث على مدى السنوات الأخيرة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، على رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع وأجهزته في سوريا، فالرجل الذي اختار أن يحتسي الشاي في قمة جبل قاسيون إلى جانب مدير الأمن التركي السابق منتصراً، سلّم مفاصل الدولة السورية إلى الإدارات التركية، ويُمكن القول إن البنية التحتية والبيانية السورية باتت اليوم جميعها بين يدي أنقرة.
جان ماركو؛ الأستاذ في معهد العلوم السياسية بغرونوبل (فرنسا)، يقارب في مقاله هذا المنشور في موقع "أوريان 21" (ترجمته إلى العربية الزميلة فاطمة بن حمد، من أسرة الموقع نفسه) الدور التركي في "سوريا الجديدة" والمنطقة بكل أبعاده الإقليمية والدولية.. وهذا أبرز ما تضمنه:
غداً (الأحد) ينطوي الشهر الأول من عهد العماد جوزاف عون. وبعد غدٍ الإثنين، يُدشن رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة الجديدة نوّاف سلام الأسبوع الخامس من عمر التأليف. أسابيع كانت حافلة بتطورات بلغت ذروتها مع زيارة الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس إلى بيروت التي تبلغت إشارات دولية بأن "إسرائيل" تتجه إلى تمديد إحتلالها لعدد من القرى والتلال الأمامية في جنوب لبنان بعد الثامن عشر من الجاري.
تطرح العلاقة بين سوريا ولبنان إشكالية قديمة منذ استقلال الأخير في العام ١٩٤٣، وهي لم تتخذ يوما شكلها الطبيعي، حسب الأعراف والأصول الديبلوماسية بين الدول.
استمرّت معاناة المجتمع السوري سنين طويلة. إنّ قدرته على التحمّل والصبر مُلفِتة للانتباه، مثله مثل مجتمعات بلاد الشام الأخرى في فلسطين ولبنان. لقد عانى السوريّون ضيق العيش وندرة سبل كسب الرزق لأسبابٍ تتعلّق بالعقوبات والتسلّط والصراع وأمراء الحرب على السواء. لكنّ ما زرع الأمل ودفع للصبر على المشقّات كانتا كلمتان كثيراً ما يتمّ تغييبهما عن المشهد. كلمتان جوهريّتان: المواطنة والحريّة.
يُحسب لهيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع أنها ملأت الفراغ الذي تركه النظام البائد، حين انهار بدون مقاومة منخوراً من الداخل، فحقنت دماء المواطنين المهدورة بالمجان على مدى أكثر من عقد.
مع تسارع الأحداث، في أعقاب "طوفان الأقصى"، راحت النوايا الإسرائيلية التوسعية تتحول إلى خطوات عملية، فأبدت حكومة بنيامين نتنياهو إصراراً على إحتلال قطاع غزة، وتمددت في الجنوب اللبناني، كما سيطرت على مناطق واسعة في جبل الشيخ والقنيطرة السوريتين، ولطالما خرج السياسيون في إسرائيل من وزراء وكتّاب للتعبير عن رغبتهم بتوسيع الاستيطان في هذه المناطق، برغم وقف النار في غزة وقبله في لبنان.
عندما ستُقرأ هذه السطور سيكون الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب في سياق تأدية القسم الدستوريّ لبداية ولايته الجديدة. وسيشرع بعدها بتوقيع أوّل أوامره الإداريّة التي ستُحدّد ملامح سياساته طيلة فترة هذه الولاية.