الاقتصاد السوري Archives - 180Post

slider-8.jpg

يواصل الحدثُ السوريُّ التأكيد على طابعه الرئيسِ وهو: صعوبة الإمساك بما يجري. ومن يستطيع القول (أو مجرد الادّعاء) بأنه قرأ الحدث قراءة مطابقة أو أن الأمور تسير وفق تقديراته وتوقعاته؟ وقد مثلت الحربُ السوريّةُ ـ ولا تزال - ذروة الرهانات السياسية والتدفقات الميديائية والإعلامية حول العالم. وتشكلت أو تراكمت طبقات فوق أخرى من القراءات والتقديرات والمواقف والأفعال وردود الأفعال، جعلت التوصل إلى مقاربة موضوعية مسألة بالغة الصعوبة وأقرب للاستحالة.

slider-2.jpg

قرّرت الحكومة السورية تغيير آلية دعم عدد من المواد التموينية من دعم باستخدام البطاقة الذكية إلى دعم مالي مباشر، وأوعزت إلى حاملي وحاملات البطاقة بفتح حسابات بنكية في أحد المصارف العاملة في البلاد تمهيداً لتحويل قيمة الدعم المالي إلى حساباتهم. ونقلت وسائل التواصل الاجتماعي عن جريدة "الوطن" المُقرّبة من النظام أنّ نصيب الفرد من الدعم النقدي المباشر يقترب من 150 ألف ليرة سورية شهرياً.

3cb7abea921b63643b4d95526a6dd4e0.jpg

لماذا انطلقت الآن حملةٌ في لبنان ضد اللاجئين السوريين؟ ولماذا تقودها بالتحديد الجماعتان الحزبيّتان اللتان تدّعيان تمثيل الموارنة في لبنان. هذا في حين تتصارعان سياسيّاً لتعطيل أيّ نهوض في البلاد، وتحديداً فيما يخصّ مؤسّسات الدولة اللبنانية وليس أقلّها أهميّةً انتخاب رئيسٍ. ولا تتفقان منذ خمس سنوات، هما و"الثنائي" الذي يدّعي تمثيل شيعة لبنان، سوى على منع أيّ حلٍّ للأزمة المالية، من خلال موقفٍ موحّدٍ في لجنة المال والموازنة في البرلمان.

b263e4918945526c41e76138dc089da2-1280x852.jpg

على مدار عامين كاملين، انشغلت وزارات في الحكومة السورية في دراسة وإعداد خطة لتجاوز العقوبات المفروضة على سوريا، ومحاولة إعادة إحياء القطاعات الاقتصادية المنتجة، لتلافي الخسائر الكبيرة في الميزان التجاري السوري إثر الاعتماد الكبير على الاستيراد، والذي فرضت بعض جوانبه الحرب القائمة، لتصدر أخيراً قائمة مبدئية قابلة للزيادة والتعديل حول منتجات ستعمل الحكومة السورية على دعم تصنيعها محلياً كبديل عن استيرادها. برغم "وردية" الطرح الحكومي السوري لهذه الورقة والتي أطلق عليها اسم "برنامج إحلال بدائل المستوردات"، فإن تطبيقها مرهون بمجموعة كبيرة من العوامل والركائز الأساسية، فهل هي متوفرة فعلاً؟

000_BJ66D-scaled-1.jpg

على مساحة تبلغ آلاف الهيكتارات في أرياف حلب الجنوبية والجنوبية الغربية، ينتصب القمح مبشراً بموسم "خيّر"، ينتظر قراراً سياسياً يسمح بحصاده بعدما وضعه القدر على أرض رسمت عليها حدود التطورات السياسية في الشمال السوري، ليغدو بدوره رهينة الاتفاقات السياسية على خطوط التماس.

000_1mr8wn-1280x853.jpg

تختلف الأرقام الصادرة عن مراكز الدراسات المختصة حول نسبة البطالة في سوريا، إلا أن معظمها يتقاطع حول فكرة ارتفاعها الكبير خلال السنوات الماضية بسبب الحرب التي ضربت مختلف القطاعات، إضافة إلى حركات النزوح الداخلية، أو اللجوء إلى دول الجوار، والتغيرات الديموغرافية التي تبعتها، الأمر الذي خلق بمجمله صورة قاتمة لمستقبل جيل كامل ينتظر فرصة للعمل.

515834-01-05.jpg

على مدار العامين الماضين، شكلت حلب والطرق الرئيسية المؤدية إليها محوراً للمحادثات السياسية الإقليمية، والدولية، وسط عمليات شد وجذب، كما شكلت الحدود العراقية - السورية عقدة سياسية ما زالت القوى الدولية تتصارع عليها، بعدما تمكنت موسكو ودمشق من انتزاع الحدود الأردنية، الأمر الذي يمكن أن يرسم بمجمله صورة موازية لطبيعة الصراع الإقليمي والدولي في سوريا، لا تتعلق بالمشاريع السياسية داخل سوريا أو المكاسب النفطية فحسب، بل تتجاوزها إلى ما هو أبعد من ذلك.

s3.reutersmedia.net_.jpg

لا توجد أرقام دقيقة للواقع الاقتصادي والمعيشي في سوريا، إذ تتفاوت الأرقام بين منظمة وأخرى، وهي تعتمد بمجملها أرقاماً تقديرية، إلا أن جميع الدراسات والإحصاءات يؤكد على وجود فجوة كبيرة بين الدخل والإنفاق، وأن نسبة كبيرة من السوريين تعيش في ظل "الفقر المدقع".

syria_money_shutterstock_Sep4.jpg
Avatar18002/12/2019

وسط حالة من الذهول واللايقين، تتلاشى الفوارق بين ميدان الاقتصاد وميدان السياسة في سوريا، لتتوالد سلسلة من الهواجس والمخاوف، يختبر فيها السوريون ما لم يسبق لهم اختباره من قبل، خصوصاً بعدما بدأ الدولار يحلق في فلك الأرقام، ومع بروز مخاوف من تداعيات محتملة للأزمة اللبنانية على الاقتصاد السوري.