كيف يبدو المشهد السياسي الداخلي الفرنسي وتداعياته الخارجية بعد تشكيل ميشال بارنيه حكومته الجديدة؟
كيف يبدو المشهد السياسي الداخلي الفرنسي وتداعياته الخارجية بعد تشكيل ميشال بارنيه حكومته الجديدة؟
لعقود عديدة ومديدة، كان "الشّيطان" عند أكثر النّخب والاعلام والصّحافة والمثقّفين في فرنسا هو حزب "الجبهة الوطنيّة" (أو "الجبهة القوميّة") بقيادة رمزه اليمينيّ المتشدّد والمُثير للجدل: جان ماري لوبان. وفي ما يُشبه الانقلاب السّياسيّ والاعلاميّ الرّاديكاليّ، انتقلت الشّيطنة هذه: من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، كما يُقال.
ما هي تداعيات نتائج الدورة الثانية للانتخابات التشريعية الفرنسية التي خالفت كل التوقعات وكل الاستطلاعات وخرجت بمشهد سياسي ونيابي غير مسبوق في تاريخ الجمهورية الخامسة؟
فشل حزب "التجمع الوطني" (RN) اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان في تأكيد النجاحات التي حقّقها في الانتخابات الأوروبية وفي الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية المسبقة. ونظراً لعدم وجود «أكثرية صريحة» في تشكيلة الجمعية الوطنية الجديدة، يُواجَه "التجمع" بأسئلة كثيرة حول الأسباب التي كلّفته النصر المُعلن سابقاً بثقة وتعالٍ كبيرين.
القراءة في نتائج إنتخابات بريطانيا وفرنسا لا تُبشّر بالخير. من أبرز خلاصاتها أنّ أوروبّا ستكون مأزومة وغير مستقرة في المرحلة المقبلة، وبالتالي سيزداد ضمور دورها الخارجي، إن كان موجوداً أصلاً في السنوات الأخيرة.
أخذ موضوع "معاداة الساميّة" حيّزاً واسعاً من نقاشات الانتخابات البرلمانيّة في فرنسا، بل ربّما أكثر من البرامج الاقتصادية.
أربعة اقتراعات في أربع دول، فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وإيران، تحمل في ثناياها تغييرات دراماتيكية على التوازنات السياسية الداخلية، وتجر تبعات على الساحة الدولية وعلى الحروب والأزمات التي تذر قرنها في غير منطقة من العالم.
الذين يتوثبون شاشات وصفحات الإعلام للتنديد بحصول "التجمع الوطني" (RN) على أكثرية أصوات الفرنسيين، أكان ذلك في الانتخابات البرلمانية الأوروبية الأخيرة أم في الدورة الأولى للسبق البرلماني في فرنسا، هؤلاء أصاب العمى بصيرتهم أو استفاقوا متأخرين بعدما وجدوا أنفسهم على شفير الهاوية. كل من يقول أنه فوجئ يكون قد وضعه نفسه ضمن هذه الفئة أو تلك.
أيام حاسمة تفصل فرنسا عن موعد الدورة الثانية للانتخابات التشريعية الفرنسية المقررة يوم الأحد المقبل في 7 تموز/يوليو. نتائج هذه الدورة ستُدشّن مرحلة سياسية غير مسبوقة في تاريخ وحياة الجمهورية الخامسة.
صوّتت غالبية الفرنسيين المغتربين في الدورة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية المبكرة بإتجاه معاكس لموجة صعود اليمين المتطرف في البلد الأم إذ لم يتأهل أي من مرشحي اليمين المتطرف في أي من الدوائر الـ 11 المخصصة للمغتربين.