
ليس الطابع الطائفي ما يختصر حضور سُنّة لبنان في الحياة السياسية، بل هو التفاعل المتجذر مع قضايا الأمة، والذي شكّل عبر العقود أحد أعمدة الهوية السياسية والثقافية لهذا المكوّن الأساسي في البنيان اللبناني.
ليس الطابع الطائفي ما يختصر حضور سُنّة لبنان في الحياة السياسية، بل هو التفاعل المتجذر مع قضايا الأمة، والذي شكّل عبر العقود أحد أعمدة الهوية السياسية والثقافية لهذا المكوّن الأساسي في البنيان اللبناني.
كان من أبرز معالم الحرب غير المنتهية في الشرق الأوسط هو انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر فيها. الآن، وقبل انقشاع غبار هذه الحرب، ومع التطورات التي حصلت مؤخراً، لا بدَّ من قراءة هادئة لأهداف هذه الحرب، ليس فقط في بُعدها التكتيكي، بل وأيضاً في بُعدها الاستراتيجي. لكن، قبل الدخول في هذا العمق لا بدَّ من توصيف الأدوار التي يلعبها الأطراف المحليون كي يصبح بالإمكان تكوين صورة شاملة.
عرَّابُ "أوسلو" في لبنان. وَصْفُ "أبو مازن" بالعرَّاب لا يعفي الآخرين في قيادة منظمة التحرير. هؤلاء مسؤولون عن الانزياح الكارثي المتدرِّج والعلني عن خطِّ الثورة الفلسطينية منذ أربعةِ عقودٍ ونيِف. أمَّا الخفيّ في هذا المسار، فله حديثٌ آخر. ليس من العادي مُطلقاً أنْ تتصرَّفَ أيُّ ثورةٍ تحرُّريةٍ في العالـم بمنطـق الأنظمة السلطويّة السياسية والأمنيّة، أو أنْ تختار تكتيكاتٍ التوائيّةً تضرِبُ مسيرةَ الهدفِ الإستراتيجي. المسألة هنا في منتهى الخطورة، كونها تتعلَّقُ برأس قضايا عصرنا: قضية فلسطين.
كان الأجدى بالرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، ألا يحصر زيارته إلى لبنان بعنوان واحد: السلاح الفلسطيني، وذلك برغم وجوب وضرورة تنظيم هذا الملف الشائك، الذي لم تُحسن السلطات اللبنانية التعامل معه، منذ انتهاء الحرب الأهلية، في العام 1990. والسبب أنه عند كل مقاربة لهذا الملف كان الجانب الأمني يطغى على حساب الجوانب الاجتماعية والتنموية والاقتصادية، التي يجب أن تكون قاعدة الانطلاق في أية مقاربة للوجود الفلسطيني، في بلدٍ يعيشُ ضمن توازنات سياسية واجتماعية هشّة للغاية.
تعرضت بنية الحكم الانتقالي في سوريا خلال الأسابيع الماضية لهزات مكتومة وأزمات عدّة ظلت حبيسة الجدران المغلقة وسط جهود لإخفائها أو على الأقل التكتّم على آثارها.
عندما قرّرت "كتائب القسّام" عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٣، تبدى "محور المقاومة" كأنه "بيت بمنازل كثيرة"، إذ تبين أن أحداً من قوى "المحور" بما في ذلك "الجهاد الإسلامي" حليفة حماس على أرض فلسطين لم تكن على دراية بالخطة وآثارها الإستراتيجية ليس على غزة وفلسطين فحسب، إنما على الإقليم بأسره.
ثمة قول مأثور يُنسب لنابليون بونابرت أن "الجغرافيا هي قدرٌ"، وقدرُ ايران في مواجهة إسرائيل اليوم تتحكم به الحدود وأقدار التاريخ. وعليه، في غياب أية حدود جغرافية مباشرة بين إيران وإسرائيل، تصبح المواجهة بينهما محكومة جغرافياً بممر "دول الطوق العربي"، أي سوريا ولبنان والأردن ومصر. لذا، استعانت إيران بالوكلاء المباشرين، مثل حزب الله وحركة الجهاد الإسلامي وغير المباشرين مثل حركة حماس والاخوان المسلمين.
اعتبر التقييم السنوي للجيش "الاسرائيلي" للعام 2021 أن حالة "الأمن القومي الإسرائيلي" قد تحسنت "بشكل معتدل" قياساً بالعام 2020، وأعاد السبب الى تراجع قابلية اشتعال الجبهات عما كانت عليه من ارتفاع في السنوات الاخيرة، ولا سيما في الجبهة الشمالية.