لم يكد العالم يطوي صفحات سوداء لحرب باردة غبراء، دارت رحاها بين القطبين الأمريكي والسوفييتي منذ أواخر العام 1945 إلى نهاية العام 1991، حتى وجد نفسه على مشارف تراجيديا حرب باردة جديدة ثلاثية القطبية، تتنازع بطولتها واشنطن وموسكو وبكين.
لم يكد العالم يطوي صفحات سوداء لحرب باردة غبراء، دارت رحاها بين القطبين الأمريكي والسوفييتي منذ أواخر العام 1945 إلى نهاية العام 1991، حتى وجد نفسه على مشارف تراجيديا حرب باردة جديدة ثلاثية القطبية، تتنازع بطولتها واشنطن وموسكو وبكين.
"روسيا مهتمة بالعلاقات مع الولايات المتحدة بقدر اهتمام الولايات المتحدة بذلك". بهذه الكلمات اختزل السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف الوجهة الرئيسية لموسكو بعد موقعة "القاتل" الكلامية، التي دفع فيها جو بايدن بالتوتر مع روسيا إلى مستوى أكثر تقدماً.
عندما أفلتت ملاسنات الرئيسين الأمريكي «جو بايدن» والروسي «فلاديمير بوتين» عن أي قيد معتاد في التخاطب بين رؤساء الدول تراقصت أشباح الحرب الباردة من جديد في التغطيات الصحفية الدولية.
من حوار ألاسكا القطبي مع الصين، إلى استهلال عهد الديبلوماسية الأميركية "العائدة" بزيارة وزيري الخارجية أنطوني بلينكن والدفاع لويد أوستن للحليفين الاستراتيجيين، اليابان وكوريا الجنوبية، وزيارة عاجلة لأوستن للهند، إلى وصف الرئيس الأميركي جو بايدن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"القاتل"، كلها كانت معالم على الطريق الذي ستسلكه السياسة الخارجية الأميركية في السنوات الأربع المقبلة.
من المفارقات التاريخية أن يتزامن رحيل آخر جواسيس الحرب الباردة، بفارق أيام قليلة، مع الذكرى المئوية لتأسيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي. طوى جورج بليك الصفحة الأخيرة من قصة أسطورية تبدو في كل تفاصيلها أشبه بفليم حركة مليء بالإثارة.
الفوضى ضاربة أطنابها في العلاقات الدولية. لا خلاف كبيرا بين المتخصصين حول صحة أو دقة هذا البيان أو أسباب الفوضى. يتهمون مثلا رجلا بعينه يدير هذه الفوضى من مكتبه بالبيت الأبيض في واشنطن، اتهام في رأيي يحوى على إطلاقه بعض الظلم. هناك من المؤشرات ما يدل على أن الفوضى كانت قد عمّت قبل أن يصل الرجل إلى المكتب البيضاوي. وفي رأيي أيضا أن دونالد ترامب ثمرة هذه الفوضى وهو مدين لها بفوزه فى انتخابات الرئاسة لولايته الأولى.