لا دليل ثابتاً يدفع للاعتقاد في أن القمة العربية التي تنعقد في نهاية هذا الأسبوع في مدينة جدة السعودية سوف تصنع قرارات تُرمّم ما تصدع من ثوابت أو سياسات تُصحّح ما تشوّه من نوايا طيبة.
لا دليل ثابتاً يدفع للاعتقاد في أن القمة العربية التي تنعقد في نهاية هذا الأسبوع في مدينة جدة السعودية سوف تصنع قرارات تُرمّم ما تصدع من ثوابت أو سياسات تُصحّح ما تشوّه من نوايا طيبة.
أين باريس من حملة الانتقادات التي تعرضت لها من قبل بعض الأوساط السياسية والاعلامية اللبنانية حيال تحركها على صعيد المساعدة في ايجاد مخرج للشغور الرئاسي، وكيف تنظر العاصمة الفرنسية إلى موقف الرياض المستجد من هذا الاستحقاق والنشاط الديبلوماسي السعودي في الساحة اللبنانية؟
لا يختلف اثنان حول فوائد إعادة العلاقات بين بعض الدول العربيّة، وخاصّة علاقة السعوديّة مع الدولة السوريّة. لكنّ الفائدة الكبرى تتمثّل في التساؤلات التي أطلقها السوريّون حول مستقبلهم. ما الذي يريدونه هم؟ وما الذي تريده لهم اللعبة الإقليمية واللعبة الأمميّة؟
خلال وداع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي زار موسكو في العشرين من شهر مارس/آذار الماضي ان هناك تغييرات "لم تحدث منذ مئة عام.. عندما نكون معاً فإننا نقود هذه التغييرات". هذه العبارة قالها بينغ وهو يهم بالخروج من ضيافة نظيره الروسي وهو يعلم ما الذي يُكتب للعالم الجديد.
هل من مُتغيرات استجدت على موقف فرنسا من أزمة الإستحقاق الرئاسي اللبناني، وما هي مقومات تصور باريس للخروج من هذه الأزمة المستعصية بعد مضي حوالي ستة أشهر على فترة الشغور في قصر بعبدا؟
تتالت خطوات أو ضربات السعودية الدبلوماسية الناجحة بوتيرة متسارعة فى الآونة الأخيرة.
تسارعت أحداث منطقة غرب آسيا باتجاه جديد مخالف لكل ما سبق من أحداث كبرى على مدى أكثر من 100 عام، منذ أن استطاع الغرب، بالعنوان البريطاني والفرنسي، تحطيم المنطقة وإيجاد كيانات سياسية لا تنسجم مع تاريخ المنطقة وطبيعتها الجغرافية والديموغرافية، بما أوحى بأن زمن تشابك المصالح من باب التعاون أصبح مهيمناً على مسارات المنطقة، بعدما أصبح واضحاً للجميع أن السطوة الأميركية إلى تراجع على المستوى العالمي، وأن هذه المنطقة تشكل عبئاً على أولوياتها القصوى في منطقتي جنوب شرقي آسيا وفي أوراسيا.
للمرة الأولى منذ بدء مرحلة الفراغ الرئاسي قبل حوالي الستة أشهر، فتحت السعودية الأبواب أمام المسعى الديبلوماسي الفرنسي لتسويق سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، فيما إستمر إنسداد المساعي الفرنسية لإحداث "خرق ما" في جدار الإعتراض المسيحي اللبناني.
أين وصل التحرك الفرنسي الهادف لإيجاد مخرج لمأزق الاستحقاق الرئاسي اللبناني؟ ماذا عن نتائج الاتصالات الديبلوماسية الفرنسية في كل من بيروت والرياض؟ وماذا اسفرت زيارة كل من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى باريس؟
ثمة مرحلة إنتقالية في العالم، كما في منطقتنا وبلدنا. يستوجب هذا الأمر أن نرصد الأحداث من حولنا.. قبل أن نكتشف فداحة أحوالنا وهول ما ترتكب أيدي طبقتنا السياسية!