ماذا بعد غزة والحرب عليها؟ إنه سؤال اليوم التالى بكل حمولاته السياسية والاستراتيجية والإنسانية المتفجرة. الإجابات تتعدد باختلاف المواقع، تتناقض وتتباين، بدرجات مختلفة من الحدة والعصبية، رغم أن الحرب لم تتوقف، ولا استبانت نتائجها الأخيرة.
ماذا بعد غزة والحرب عليها؟ إنه سؤال اليوم التالى بكل حمولاته السياسية والاستراتيجية والإنسانية المتفجرة. الإجابات تتعدد باختلاف المواقع، تتناقض وتتباين، بدرجات مختلفة من الحدة والعصبية، رغم أن الحرب لم تتوقف، ولا استبانت نتائجها الأخيرة.
يُسطّر الشعب الفلسطيني، يوماً بعد يوم، فصلاً خالداً في ملحمته الأسطورية المستمرة منذ 75 عاماً، ويُواجه بالصدر العاري آلة الحرب الصهيونية المدعومة من الرجعيات العربية والترسانة العسكرية الإمبريالية. في هذه المقالة، أقارب آفاق القضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة وما يُمكن أن تتعرض له ـ ومعها حركة التحرر الوطني العربية ـ من مجزرة جديدة يُراد لها أن تكون الأخيرة.
لم تعد الكلمات تجد مطرحاً لها في مواجهة الدم الذي يفوق كل خيال متصور. هي مذبحة وأكثر. هي حرب إبادة وأكثر، وبرغم ذلك يقف العالم متفرجاً، لا بل تعطي الولايات المتحدة من خلال رفضها وقف النار الفوري رخصة بالقتل المفتوح. قطاع غزة يُشعرنا في كل دقيقة وساعة أننا أسرى هذا الصمت العربي المتمادي.. ماذا بعد؟
ثمّ ماذا؟ وكيف ستنتهي هذه الجرائم ضد الإنسانيّة بحقّ الفلسطينيين ليس فقط في غزّة بل أيضاً في الضفّة؟ وكيف سيعاد ترتيب المنطقة بعد هذه الحرب؟
نشر المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) ورقة بحثية أعدها الباحث وليد حبّاس تلخص السيناريوات المحتملة للحرب في غزة وما بعدها سياسياً، وذلك إستناداً إلى أهم ما نشرته مراكز الأبحاث والتفكير الاستراتيجي في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، في الأسبوعين الماضيين. وفي ما يلي أبرز ما تضمنته ورقة وليد حباس:
في كتابه "انهض واقتل اولا، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الاسرائيلية"، يتهم الكاتب رونين بيرغمان، حركة حماس بتوجيه ضربة مزدوجة إلى كل من اتفاق أوسلو ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" حينذاك شمعون بيريز بسقوطه في إنتخابات العام 1996 لمصلحة خصمه اليميني بنيامين نتنياهو الذي رفض اتفاقية أوسلو منذ البداية.
ما شهدته غزة على مدار الأحد عشر يوماً الماضية، ولا تزال، يندرج في خانة الإبادة الجماعية، بدليل مجزرة المستشفى المعمداني التي ذهب ضحيتها مئات الشهداء، بينهم موظفون دوليون ينتمون إلى مؤسسات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والأمم المتحدة.
فتحت معركة "طوفان الأقصى" المستمرة إلى تاريخ كتابة هذا البيان، آفاق التحرير الفلسطيني، بعد أن كانت الفكرة مُغيَّبة تماماً عن أدبيات القوى الفلسطينية والعربية، بسبب عدم واقعية هذا الطرح واعتباره جزءاً من يوتوبيا سياسية.
لم يكن مفاجئا حصول انتفاضة فلسطينية مسلحة (الانتفاضة الثالثة)، وكنا قد حذرنا منذ عام من الزمن، كما حذر غيرنا، وكررنا ذلك مرارا فى مقالات عديدة أن الانفجار آتٍ وأن الكيل قد طفح. وتكفى شرارة بسيطة لتُحدث الانفجار الذى حصل.
تطرح هذه الورقة البحثية التي أعدها الكاتب وليد حباس من أسرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) ما تسميها مرحلة ما بعد محمود عباس (أبو مازن) من زاوية إلقاء الضوء على الطبيعة الاستعمارية لإسرائيل التي تنظر إلى الحقل السياسي الفلسطيني على أنه يجب أن يخضع إلى مجال هيمنتها وتدخلها.