
في نشوة إعلان تطبيع العلاقات مع السودان، لم تغب عن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتانياهو» رموز ماض انقضى، أو توشك أن تغادر القاموس السياسي العربي.
في نشوة إعلان تطبيع العلاقات مع السودان، لم تغب عن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتانياهو» رموز ماض انقضى، أو توشك أن تغادر القاموس السياسي العربي.
كأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاد أمس بالزمن إلى 29 آب/أغسطس 1967 وتسلل إلى القاعة التي عقدت فيها القمة العربية وشُطبَ من محضر بيانها الختامي: "لا للصلح ولا للتفاوض ولا للإعتراف بإسرائيل". تلك "اللاءات الثلاث" التي كانت ردّاً معنوياً للعرب على هزيمة ساحقة في "حرب الأيام الستة".
«ماذا لو هزمت إسرائيل»؟ كان ذلك سؤالا افتراضيا فى كتاب أمريكي نشأت فكرته حين التقى فى نيويورك ثلاثة صحفيين من مجلة «النيوزويك» على غداء عمل هم: «ريتشارد تشيزنوف»، «إدوارد كلاين»، و«روبرت ليتل»، الذين غطوا أحداث حرب (1967) من الجانب الإسرائيلي.
"السودان يغرق". هاشتاغ ملأ فضاء منصات التواصل الإجتماعي. فاض النيل بفرعيه الأزرق والأبيض، فغرقت سهول في الخرطوم وأم درمان ومدني وتوتي ومعظم ولايات السودان. هي قصة نهر عظيم في بلد جميل، لكن لا مفر من الفيضانات والمصائب.
"ستشمل الحرب القادمة في المنطقة مياه النيل"... أعلن ذلك الدبلوماسيّ المصريّ بطرس بطرس غالي في ثمانينيات القرن الماضي، وعقب أربعين سنة، يبدو أنّ التوتّرات المتزايدة في حوض النيل تؤكّد هذه الفكرة. في الواقع، تظهر التصريحات النارية بين مصر وأثيوبيا حول مشروع "سد النهضة" الذي بدأ بناؤه عام 2011 أزمة معقدة وتغيّراً في ميزان القوى لم يشهد شمال القارة الأفريقية مثله من قبل.
حققت ثورة ديسمبر المجيدة انتصارات تاريخية هائلة للشعب السوداني برغم المصاعب التي تواجه حركتها، وبرغم التثبيط المستمر من العناصر التي لا تؤمن إلا بحقيقة أن هذه الثورة فرصة لتغيير ينبغي تجييره أو اعاقته وأن أسهل الوسائل لتحقيق ذلك الهدف هي تمكين الأفراد الأقل كفاءة، والأدنى معرفة، والأضعف التزاماً، والأكثر قابلية للفرد والطي والتطويع من رقبة الشئون العامة بحيث تصبح البلاد كلها مرهونة لآلية خارجية تقوم بتحريك الدمى المحلية. مؤسف أن يحدث هذا في بلد من أقدم البلدان الأفريقية والعربية نيلاً لإستقلاله.
تداول السودانيون الأسبوع الماضي مقطعاً مصوراً يتحدث فيه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع (قدس) عقب تفقده لضحايا وجرحى وعائلات معركة مفاجئة في منطقة ريفية بالقرب من مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان بين قواته ومجموعة عسكرية قبلية غير نظامية لكنها مرتبطة بالحكومة.
يدور في الساحة السياسية السودانية جدل كبير هذه الأيام حول طلب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بشكل فردي ودون حوار داخلي مع أطراف السلطة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بتشكيل بعثة للسلام في البلاد بموجب الفصل السادس من ميثاق المنظمة الدولية.
تدرك الطبقة السياسية في السودان أن لقاء رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، هذا الشهر، في عنتيبي (أوغندا)، لن يكون له أي تأثير في قضايا السودان الملحة حالياً، مثلما لن يكون له أي تأثير إيجابي مفيد لصالح إسرائيل سوى الكسب السياسي السريع الذي يأمل نتنياهو الحصول عليه داخل الليكود وتعزيز شعبيته بالحصول على المزيد من دعم اليمين في انتخابات الكنيست في شهر آذار/مارس المقبل. سعادة غامرة أبداها نتنياهو والإعلام الإسرائيلي بلقاء الرئيس السوداني (الفعلي) مقابل فتور رسمي سوداني وتجاهل شعبي من المواطنين ما يكشف أن العلاقات مع الدولة العبرية (وهي علاقات باهتة وقائمة على أي حال على صعد مختلفة منذ عقود) لا تحتل أي حيز في قائمة الأولويات هنا.
تواصل الصحافة الإسرائيلية تسليط الضوء على ما تسميه "اللقاء التاريخي" بين الرجل الأول في السودان حاليا عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أوغندا، الأحد الماضي، وتضعه في خانة تشريع تل أبيب الأبواب الدولية أمام السودان تمهيدا لرفع العقوبات الأميركية عنه.